فوجئت 27 أسرة في شبرا الخيمة بالقليوبية بصدور قرار إزالة لمنازلهم التي يعيشون فيها منذ 30 يوليو 2009 عندما أجبروا علي إخلاء المنازل المتصدعة ليقيموا بأحد الجراجات المخصصة لعربات التوك توك، هؤلاء البسطاء الفقراء تسلموا خياما من المحافظة نظير توقيعهم علي شيكات قيمتها 4500 جنيه كتأمين عن كل خيمة رغم حالتها المتردية.. واعتقدوا أن مأساتهم لن تستمر طويلا وسيحصلون علي منازل بديلة إلا أن المأساة استمرت فعانوا مرتين إحداها من الخيمة والأخري من بلطجة سائقي التوك توك وبجانب الحياة غير الآدمية التي يفتقرون فيها الي مياه الشرب وتحاصرهم المجاري من كل ناحية. ترجع القضية الي 20 يوليو 2009 عندما بدأت الشروخ تضرب حوائط المنزل رقم 5 بشارع إسماعيل عبدالعال فأرسلت المحافظة لجنة لمعاينة العقار، وأصدرت قرارا بإخلائه خوفا علي أرواح السكان البالغ عددهم نحو 14 أسرة ونقلهم الي خيام لحين توفير سكن ملائم. فوجئ الأهالي بوجود الخيام داخل أحد جراجات التوك توك مما عرضهم للخطر بسبب المشاجرات المستمرة بين السائقين وانتشار ظاهرة البلطجة. بعد فترة وجيزة فوجئ سكان عقار آخر بشارع الزهراء بانهيار سقف الدور الأول فتكررت المأساة، توجه المتضررون لرئيسي الحي والمدينة فوعداهم بحل المشكلة وعندما يأسوا من الوعود الكاذبة ذهبوا لملاقاة المحافظ فلم يتمكنوا فلجأوا الي الاعتصام فاضطر لمقابلتهم وطلب منهم العودة الي رئيس المدينة وقال لهم «إذا لم يجد لكم حلا فليخبرني».. فأصدر رئيس المدينة قرارا بنقلهم الي مساكن الإيواء ب«الخصوص» علي أن ينفذ القرار خلال شهر عندما ينتهي المقاول من تركيب الأبواب والنوافذ التي سبق سرقتها اكتشف الأهالي أن مساكن الإيواء التي تم نقلهم اليها ما هي إلا قسم شرطة الخصوص الذي تم إحراقه، ولم يتم إحلاله وتجديده حتي الآن رغم صدور شيك من مديرية الإسكان ب300 ألف جنيه لترميمه، وقرار من الوزير بتسليم 300 وحدة سكنية، إلا أن اللواء حسن ناجي رئيس المدينة نفي علمه بقرار وزير الإسكان وأكد صدور قرار بتسليم 15 أسرة مساكن في الخصوص فيما رفض الأهالي الاستلام. عاطف عبدالرازق - بالمعاش - يتساءل هل نحن مصريون أم لا؟ ولماذا تركتنا الدولة نعاني كل هذه الفترة دون أن تجد حلا لنا.. وأضاف لو كان المنزل انهار فوق رؤوسنا لكان أفضل لنا من حرارة الشمس، وبرد الشتاء ناهيك عن البلطجة وسماع دوي إطلاق النار. أم محمد تعيش هي وزوجها العاجز والمريض بالكلي فتقول: نعاني من ندرة مياه الشرب في الوقت الذي تحيط بنا بركة من مياه الصرف الصحي، ولم يعد لنا إلا الله. صلاح مصيلحي - كهربائي - يشير الي أنه يقيم هو وأسرته المكونة من 7 أفراد داخل خيمة واحدة ولا يوجد في المنطقة بأكملها إلا دورتان للمياه، فيتساءل كيف ل162 شخصا أن يستخدموهما فضلا عن سوء حالتهما وامتلائهما بالمياه التي لا تجد صرفا وإذا كان الرجال يستطيعون التصرف، فماذا تفعل النساء؟ أم أحمد أكدت أنها تخشي علي بناتها من سائقي «التوك توك» الذين يكونون في حالة سكر دائم، فكيف لها أن تنام ولديهافتيات في المدارس والجامعات. أما الحاج محمود الذي تتكون أسرته من 13 فردا فيتساءل هل يعقل أن نعيش نحن ال13 في خيمة واحدة؟ صرخة أطلقتها 27 أسرة في شبرا الخيمة فمن ينقذهم ويتعامل معهم بصورة آدمية؟