استيقظ مع الفجر وأحمل جركن واتجه إلي أقرب دورة مياه واملأه بالمياه كي أستطيع تحضير الطعام وتشطيف أبنائي لأنني لو تأخرت عن ذلك اضطر إلي الوقوف في طابور طويل لا يعلم صعوبته إلا الله. لأن هناك حمامين فقط يستخدمهما(150) شخصا بهذه الكلمات لخصت رضا عبد الله,( ربة منزل) المقيمة بإحدي خيم شبرا, أحد أوجه مشاكلها اليومية التي مازالت قائمة حتي الآن. فبجوار نادي بهتيم الرياضي بشبرا الخيمة والتابع لمحافظة القليوبية مازالت توجد27 خيمة, هي أشبه بمجمع إيواء يعاني سكانوها الأمرين, تارة من السعي وراء الجهات الحكومية للحصول علي شقق بديلة لتلك التي فقدوها منذ عامين نتيجة لإنهيار منازلهم, وتارة خوفا من عمليات البلطجة والانفلات الأمني الذي تشهده مصر مابعد الثورة. وما بين هذا وذاك تحيا27 أسرة علي أمل أن تجد في حكومة رئيس الوزراء عصام شرف الأذن الصاغية التي تلبي مطالبهم. وتوجهنا بسؤال للدكتور محمد سعيد رئيس حي غرب فقال أن هذا الموضوع يتحدث عنه رئيس المدينة فقط. وعندما توجهت الأهرام المسائي لرئيس المدينة اللواء حسن ناجي للوقوف علي أسباب عدم التسكين حتي الآن قال إنه تم نقلهم بالفعل وأن معلومات الأهرام المسائي قديمة في حين أن ال(27) أسرة مازالت في المخيمات وأن بعض الأسر ذهبت لمدينة الخصوص لكي تحصل علي وحدات, فوجدوا أن الإصلاحات التي وعد بها رئيس المدينة لم تحدث وأن الخيم أفضل لهم من هذه الشقق في وضعها الحالي, وأن تأخير عمليات التسكين في شقق الخصوص يعود إلي عدم القيام بالإصلاحات اللازمة, فكيف يتم إصدار قرار النقل والمساكن لا تصلح للاستخدام الآدمي ؟ خاصة أن هذا المكان الجديد كان في الأصل قسم شرطة الخصوص الذي تم حرقه أثناء الثورة. يقول صلاح مصيلحي( كهربائي) ان الخيم تتراص في صفوف, ويفصل الواحدة عن الأخري ثلاثة أو أربعة أمتار علي الأكثر, ويقيم في كل واحدة من6 إلي12 شخصا, ولا يهتم بنا أحد في الحكومة, ففي آخر انتخابات تشريعية جاء أحد المسئولين ووزع علي كل خيمة أسرة (50) جنيها فقط. كما يقول الحاج محمود الذي اقترب موعد خروجه علي المعاش, أنه عندما أراد الحصول علي خيمة قام بالتوقيع علي شيك لحساب الحي بمبلغ(4500) جنيه كتأمين للخيمة التي يريدها. ويضيف أن اسرته مكونه من(12) فردا وأن الخيمة الواحدة لا تكفي أسرته, وفي نفس الوقت من الصعب أن تحصل الأسرة الواحدة علي أكثر من خيمة. ويضيف الحاج أنه لا ينام الليل خوفا علي أبنائه من سائقي التوك توك الذين يجيئون ليلا للقيام ببيع المخدرات, وأنه واسرته يقضون الليل عند اقاربهم خوفا من البلطجة وإذا شعر بأنه في حرج منهم يضطر إلي البقاء في الخيمة ويحرص دائما علي وضع نقوده تحت رأسه أثناء النوم خوفا من السرقة. ويقول أيمن جمال( أرزقي) ان سكان المخيمات يجتمعون في النهار في الخيمة التي توجد بها مروحة, لأن درجة الحرار تصل داخل الخيمة إلي أكثر من(40) درجة مئوية, ويدور الحديث فيما بينهم عن المأساة التي يعانون منها وعن تجاهل الحكومة لهم. ويضيف أحمد قائلا من يتصور أنه في القرن الحادي والعشرين مازالت هناك أسر محرومة من أبسط حقوقها وهي السكن ؟ فلا نستطيع أن نستحم كما أنه من الصعب النوم في أمان وهدوء أو أن نعد الطعام. أخذت أسرة أيمن معها الأشياء الضرورية للإعاشة: سرير, ترابيزة للتليفزيون,(2) كرسي وبوتاجاز لإعداد الطعام, وذلك لأن الخيمة لا تسع كل ما هو موجود بالشقة, واحتفظوا بباقي المنقولات عند أقاربهم. ويقول الحاج صلاح انه اعتصم وجيرانه أمام مبني المحافظة حتي أخذوا وعدا من المحافظة بحل مشكلتهم وإعادة تسكينهم في منطقة الخصوص ولكن تم حرق المبني أثناء ثورة25 يناير وأنهم في انتظار إصلاح المبني, ووعدوهم بأن هذا الإصلاح سينتهي بعد عيد الفطر, وصدر قرار التسكين في الخصوص دون تنفيذ الاصلاحات وفضل سكان المخيمات البقاء في خيمهم.