بعد أن كانت منطقة شق الثعبان بلا بطالة، حيث تعد رابع منطقة لصناعة الرخام على مستوى العالم، وتجلب العملة الصعبة من تصديره للخارج، يواجه الآن "الحرفيون" بها تهديدات بإزالة ورشهم ومصدر رزقهم، أو سحبها وإعادة بيعها لهم. فى الفترة الأخيرة، نشبت أزمة كبيرة بين أصحاب ورش شق الثعبان ومحافظة القاهرة، عقب انهيار ورشة لتصنيع الرخام بالمنطقة ووقوع ضحايا بها، حيث أصدر محافظ القاهرة الشهر الماضى عدة قرارات لإزالة جميع ورش شق الثعبان المخالفة والمبنية على حواف صخرية، والمبنية بصورة عشوائية على أراضى ملك الدولة. وقدمت محافظة القاهرة لرئاسة الوزراء مقترحًا ينص على سحب الورش من واضعى أيديهم عليها وإعادة بيعها لهم, بسعر مبدأي حدد بصورة استرشادية بالاماكن المماثلة لها بمدن "بدر والعاشر من رمضان والسادات"، وتضمن المقترح بيع اراضى شق الثعبان، بقيمة 1000 جنيه للمتر, بالاضافة إلى 300 جنيه قيمة مرافق للمتر الواحد, واحتساب نسبة تميز 15 % للورش الواقعة على طريق الاوتوستراد, 10% للورش الواقعة على الطريق الرئيسى 5% على الورش الواقعة على الطرق الجانبية، وإعفاء دفع قيمة المرافق فى حالة السداد الفوري. لاقت تلك القرارات غضب شديد من أصحاب الورش والعاملين بها, وتصدو لونش المحافظة ومنعوه من تنفيذ الإزالة, قائلين: "هدم الورش على جثثنا", نظرا لتكلفة الورش الباهظة ولان هدمها سوف يعود عليهم بالبطالة وضيق الرزق. استنكر "م. أ."، صاحب ورشة رخام, مقترح محافظ القاهرة بإعادة بيع أراضى شق الثعبان, قائلا: "المحافظة عايزانا نسرق ولا نسيب المنطقة ونمشى يسيبونا ناكل عيش ولا عايزنا نبقى بلطجية". واوضح صاحب الورشة أن الدولة حددت لهم قيمة المتر عام 2005 ، بقيمة 160 جنيه، شاملة المرافق على أن يتم دفعها بنسبة 10بالمئة من قيمة الورشة سنويا, متسائلا: "ازاى دلوقتى يعلى السعر كدا". وأشار صاحب الورشة إلى أن اصحاب الورش حاولوا أكثر من مرة تقنين أوضاعهم مع المحافظة ولم يستطيعوا ذلك ولم تنظر المحافظة إلى حل مشاكلهم التى ضاعت على مدار سنوات بين نقل تبعيتهم لمحافظة حلوان وعودتهم مرة اخرى إلى نطاق محافظة القاهرة بعد الغاء محافظة حلوان. وأضاف: "لو المحافظة عايزة تقنن أوضاع ورش شق الثعبان يبقى بالمعقول؛ لأن الورش بتدفع رسوم كارتة وحمولات للميزان وكل ورشة بتدفع كهرباء 3000 جنيه على الأقل شهريا, وأجور للعمالة وصيانة للمعدات وغيرها من المصروفات". وأوضح "م. ص."، صاحب ورشة رخام، أنهم لم يعترضوا على دفع ضرائب للدولة فى نظير توفير المرافق وعدم تعرض المحافظة والحى لهم, لأنهم بالفعل اشتروا الورش من من وضعوا أيديهم عليها من قبل, قائلا: "كيف ندفع قيمتها مرة أخرى". وأكد صاحب الورشة رفض عمال الورش التام لهدمها قبل توفير البديل لها؛ لأنها مصدر رزق لعمال كثيرون, موضحا أنه كان يجب على المحافظة توفير المرافق التى تفتقرها المنطقة، من مياه الشرب وصرف الصحى, والاسعاف او مستشفى قريبة. وقال "س. ح."، عامل: "لو الدول قننت اوضاع شق الثعبان بما يرضى الله سوف تدر لها ملايين الجنيهات والدولات، لانها لا تقل أهمية عن قناه السويس". وأعرب "ج. د"، عن استيائه من القرار، قائلا: "إحنا الطبقة التعبانة عايزين مننا ايه, لو مش عاجبكو اننا بنشتغل وهتهدوا الورش شوفولنا شغل تانى". واستغاث احد العمال بالرئيس عبد الفتاح السيسى, قائلا: "الرئيس بيقولنا نصبح على مصر بجنية, شق الثعبان بتصبح على مصر يوميا بمليون جنيه" . شاهد الفيديو: