دان المكتب الرئاسي في عاصمة كوريا الجنوبية سول، اليوم الأربعاء، التصريحات الاستفزازية الصادرة من بيونج يانج، وباشرت كوريا الجنوبية التنسيق مع واشنطن لمواجهة تهديدات جارتها الشمالية. وقال المتحدث باسم المكتب الرئاسي، جون يون كوك، إن كوريا الشمالية أدلت بتصريحات استفزازية لا يمكن التسامح معها، مضيفا أن بيونج يانج يجب أن تتحمل مسئولية عواقب تهديداتها. وكانت بيونج يانج حذرت، في بيان الثلاثاء، من أنها ستقدم على ضربات وقائية ضد كوريا الجنوبية ردا على التدريبات العسكرية المشتركة بين الأخيرة والولايات المتحدة، والتي ستجرى في مارس المقبل. من جانب آخر، حذر الجيش الكوري الجنوبي من أن رده سيكون حازما في حال قيام بيونج يانج باستفزازات عسكرية، ودعت هيئة الأركان المشتركة للقوات الكورية الجنوبية، في بيان، بيونج يانج إلى وقف أعمالها الاستفزازية، مضيفة أنها ستجعلها تندم من خلال ردها الحازم، إذا تابعت الأخيرة استفزازاتها متجاهلة النصح. وفي سياق متصل، ذكر دبلوماسي رفيع المستوى في سول، اليوم الأربعاء، أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدةالأمريكية ستعقدان أول اجتماع رفيع المستوى بينهما في أبريل المقبل تمهيدا لاتفاقية الشراكة الجديدة للطاقة النووية. وقال نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي، جو تيه- يول، إنه يخطط لزيارة واشنطن الأسبوع القادم للإعلان عن الانطلاق الرسمي لعمل لجنة رفيعة المستوى لمناقشة تفاصيل الاتفاقية. وبعد سنوات من المفاوضات، وقعت الدولتان الحليفتان العام الماضي على اتفاقية تسمح لسيول بتوسيع نشاطها النووي للأغراض السلمية رغم قلق واشنطن من التأثيرات السلبية لهذا التحرك على منع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن قرار مجلس الأمن الجديد حول كوريا الشمالية سيكون أقوى من كل ما سبق، وأضاف "لن أدخل في التفاصيل التي نناقشها، لكنه إذا أقر سيخرج عن إطار القرارات السابقة". وأشار كيري إلى أن القرارات السابقة حذرت من اتخاذ تدابير جدية في حال استمرت كوريا الشمالية بانتهاكاتها، وقال:" أظن أن ما نناقشه الآن جدي.. سنتقدم بسرعة". فيما أعلن وزير الخارجية الصيني، وانج يي، أن مجلس الأمن الدولي ربما يوافق في المستقبل القريب على قرار للرد على التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية في 6 يناير. وقال وانج، في مؤتمر صحفي مع جون كيري:" تحقق تقدم هام في المشاورات، وننظر في إمكانية التوصل لاتفاق على مشروع قرار، واعتماده في المستقبل القريب." من جهة أخرى، أشار كيري، مذكّرا بالقلق الذي عبّرت عنه روسيا والصين، إلى أن نشر منظومة "ثاد" في كوريا الجنوبية مشروع دفاعي بحت، ونفى أن تكون لدى واشنطن رغبة شديدة في تنفيذه، منوها بأن القرار لم يتخذ بعد. وكان الجيش الكوري الشمالي هدد، أمس الثلاثاء، بشن هجمات استباقية على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في حال إجرائهما مناورات عسكرية مشتركة في شهر مارس. ووصف بيان الجيش الكوري الشمالي المناورات المشتركة ب"ذروة الأعمال العدائية"، مضيفا أن "الهدف الرئيس للجيش الكوري الشمالي سيكون مكتب رئاسة كوريا الجنوبية"، كما هدد بضرب القوات الأمريكية في آسيا والمحيط الهادئ والبر الرئيس، باعتبارها الهدف التالي.