استنكر سياسيون دعوة الوفد الأوربي للمصالحة مع جماعة الإخوان، مؤكدين أن الشعب المصرى صاحب القرار والسلطة وأن الرئيس يستمد قوته من ارادة الشعب، التى قررت إبعاد الإخوان من الحياة السياسية، فضلا عن أنه ليس من حق الوفد الأوروبى التدخل فى الشئون الداخلية أو التعليق على أحكام القضاء. قال سعيد اللاوندى، الخبير بالعلاقات الدولية، إن المقصود بالمصالحة من دعوة الوفد الأوروبى هى الجماعات الإسلامية والإخوان، التى لفظهم الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو، حين ثرر إبعادهم عن المشاركة فى الحياة السياسية. وأكد اللاوندي أن الوفد الاوروبى ليس من حقه التدخل فى شئون مصر، فالشعب المصرى وحده صاحب سلطة قرار المصالحة سواء مع الإخوان أو غيرهم من الجماعات الإرهابية، مستنكرًا تعليقات الوفد الأوروبى على أحكام القضاء، باعتبارها تدخلا سافرا فى الشأن الداخلى لمصر. وأوضح اللاوندى فى تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن الغرب يكيل بمكيالين فمن ناحية يدعو الى محاربة الارهاب ومن ناحية اخرى يسعى الى عقد مصالحة وطنية مع كافة التيارات بجميع فصائلها وهذا دلالة على ان الغرب يسعى لتحقيق مصالحه . واعتبر يسرى العزباوى، الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية، أن دعوة الوفد الاوروبى خلال زيارته الى القاهرة للمصالحة الوطنية ليست دعوة للمصالحة مع الاخوان فقط، ولكن مصالحة مع كافة التيارات بالمجتمع واصفا اياها بالنصيحة التى يوجهها للشعب المصرى . وأشار العزباوي إلى أن هناك فصيل فى أوروبا مازال يرى الاخوان والجماعات الاسلامية جزء اساسى للمشاركة فى الحياة السياسية فى مصر، مشيرًا إلى أن كل الوفود التى ستزور مصر ستدعو الى عقد مصالحة مع كل الفئات الاسلامية لتحقيق مصالحهم. وذكر العزباوى، أن الوفد الاوروبى ليس من حقه التدخل فى احكام القضاء او التعليق عليها على الاطلاق، لأنها تعد تدخل فى شئون مصر الداخلية . واستنكرت سكينة فؤاد، مستشار الرئيس السابق، ما يدعو اليه الوفد الاوروبى إلى عقد مصالحة وطنية مع الاخوان او غيرها من الجماعات الارهابية المتطرفة واصفة ذلك بانه تدخل فى شئون مصر . واكدت فؤاد أنه مهما كانت المحاولات التى يسعى اليها الغرب لكى يلعب دور الوسيط للتصالح بين الشعب والاخوان او اى جماعة اسقطت شهداء وارتكبت جرائم ارهاب وعنف فهذا امر مستبعد ، فالقرار بيد الشعب والرئيس السيسى الذى يستمد قوته من ارادة الشعب المصرى . وتساءلت الكاتبة الصحفية عن سر دعوة الوفد الاوروبى بالقاهرة للمصالحة مع الاخوان ؟ فهذا يندرج تحت سياسات واهداف الغرب التى يسعى الى تحقيقها معربة عن املها فى ان تكون العلاقات مع الغرب تندرج فى حدود المصالح فقط دون التدخل فى الشان الداخلى سواء المصالحة او التعليق على اى احكام يتخذها القضاء ضد جماعات الارهاب . وكان الوفد البرلمان الاوروبى دعا أثناء زيارته بالقاهرة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى عقد مصالحة وطنية مع كافة القوى الوطنية ، فضلا عن طرحهم فكرة التصالح مع الاخوان اعتقادا منهم انها تمثل فصيل اساسى للمشاركة فى الحياة السياسية فى مصر وايضا لتحقيق التنمية والاقتصاد. وقال الوفد، في بيان نشر على موقع البرلمان الاوروبي: "ندرك التهديد الأمني الذي تواجهه مصر وبخاصة من جانب الجماعات المرتبطة بداعش في سيناء، ولكننا أعربنا للسلطات المصرية عن ضرورة التغلب سوياً على التحدي المشترك المتمثل في الإرهاب".