أثارت التصريحات التى أعلنها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لجريدة تركية عقب عودته من السعودية بمطالبة السعودية بالتصالح مع مصر واستقباله هذه المطالبة بصدر رحب دون مهاجمة الرئيس عبدالفتاح السيسى العديد من التساؤلات حول التغييرات التى ستطرح على الساحة خلال الفترة المقبلة. وفى هذا السياق .أوضح الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الهدف الأساسى وراء محاولة السعودية فى التصالح بين مصر وتركيا هو إعادة المنطقة العربية للتكاتف مرة أخرى . وأكد دراج فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أن عدم وجود خلاف بين مصر وحلفاءها فى المنطقة العربية سيصب فى صالح مصر ولكن مع استمرار تركيا فى دعمها للإخوان بمصر لن تتم أى مصالحة، مشيرا إلى أنه فى حالة تراجع تركيا عن موقفها الداعم للإخوان ستكون مصر هى المطالبة بالتصالح. وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن رفض مصر للتصالح مع تركيا والإخوان لن يؤثر على العلاقات الطيبة بين مصر والسعودية، موضحا أن مصر لديها اهتمامات أخرى فى الوقت الحالى أكثر من الانشغال بفكرة التصالح أم لا . فيما قال الدكتور يسرى العزباوى الباحث السياسى بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية ، إن تركيا ارتكبت العديد من الجرائم فى حق مصر ولا يمكن التصالح معهم، مشيرا إلى أن السعودية عليها أن تعلم أن مصر لن تتنازل عن حقها ولن تقبل أى مصالحة قبل معاقبة كل من أجرم فى حقها . وأشار العزباوى إلى أنه فى حالة إصرار السعودية على إتمام المصالحة بين مصر والإخوان وتركيا وإصرار الرئيس السيسى على رفض المصالحة فإن ذلك سيؤدى لمشاكل عديدة بين مصر والسعودية، موضحا أن المطالبة بالتصالح ودعم الرئيس التركى لها أمر يدعو إلى القلق. وأكد الغرباوى أن مصر أطلقت مبادرة تقوم على تشكيل قوة أمنية عسكرية إقليمية من دون قطروتركيا لتعزيز دورها الإقليمى ومحاولة الاعتماد على نفسها خوفا من حدوث تغيير فى الإدارة من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز خلال الفترة المقبلة . وعلق الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجي على تصريحات أردوغان بشأن التصالح مع مصر قائلا "إن الملك سلمان يحاول أن ينقى الأجواء بين مصر وتركيا لاستعادة التحالف العربى ضد الإرهاب " مشيرا إلى أن العمل على تطبيق هذه المصالحة فى الوقت الراهن أمر فى غاية الصعوبة . وقال اللاوندى، إن الكرة فى ملعب قطر فإذا كانت ترغب فى المصالحة مع مصر عليها بالتراجع عن موقفها الداعم للإخوان وألا تتدخل فى شئون مصر الداخلية، مضيفا أن مصر عليها الاهتمام فى هذه الأونة بالمؤتمر الاقتصادى فقط دون إعارة اهتمام لأى أفكار عابثة. وأوضح خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجي، أنه الأجواء بين مصر والسعودية لن تتأثر إذا لم تتم هذه المصالحة، مؤكدًا أن السعودية ستستمر فى تقديم الدعم الكافى لمصر ولن تتخلى عنها بأى شكل من الأشكال . بينما أضاف السفير ناجى الغطريفى مساعد وزير الخارجية الأسبق والخبير فى العلاقات الدولية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أعطى القرار للشعب فى التصالح مع من أخطأ فى حقهم، موضحا أن الشعب المصرى لن يقبل بمثل هذه المصالحات. وتابع الغطريفى أن السعودية وقفت بجانب مصر منذ البدابة وستستمر على موقفها دون التفكير فى التراجع عن دعمها لمصر مشيرا إلى أن هناك العديد من المصالح المشتركة بين البلدين ولا يمكن التخلى عنها تحت أى ظرف . وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الرئيس عبد الفتاح السيسى غير ملزم بالموافقة على إتمام هذه المصالحة والشعب هو من لدية الحق فى الرفض أو القبول.