حالة من الانقسام والتخبط بين صفوف الجماعة الإرهابية، تكشف عن استمرار تكالب عناصر الجماعة وقيادتها على السلطة، إضافة إلى حالة الإحباط التى تلاحقهم عقب فشل محاولاتهم المستميتة من أجل إيقاع الوطن وإعادة الفوضى والخراب. وبعد البيان الذى نشره القيادى الإخوانى يوسف القرضاوى الذى يدعو فيه إلى إجراء انتخابات مبكرة لقيادة الجماعة، زاد التشرذم فى صفوف الجماعة حول تلك الدعوة، الأمر الذى استغله تنظيم داعش من خلال إطلاق الدعوات لشباب الجماعة بالانقلاب على قياداتهم. قال كمال حبيب، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن بيان القرضاوى أكد موضوع الانقسام بين صفوف الجماعة، مشيراً إلى أنه لأول مرة يعلن الكيان الإخوانى عن وجود انقسام بداخله، ولكن البيان الذى أعلنه القيادى الإخوانى لن يجدى نفعاً فى حل تلك الانقسامات. ولفت الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إلى أن أطراف النزاع تعاملوا مع البيان كل على طريقته، وهو ما يؤكد إصرار كل منهم على رأيه، مؤكداً عمق الانقسام بين الطرفين، خصوصًا مع خسارة مجموعة من الشباب مع فشل الجماعة فى الحشد يوم 25 يناير. وتابع «حبيب» أن هذا الانقسام أثر على الموجودين فى الداخل، حيث التشتت بين المجموعتين، الأولى التى تتلقى تعليمات من القيادى محمود عزت تركز على الجانب الدعوى، والأخرى التى تصدر البيانات التحريضية وتدعو إلى مزيد من التظاهرات والفوضى، لافتاً إلى أن الفشل الذى يلاحق هؤلاء أدى إلى وجود حالة من التشتت والإحباط بين الشباب المنتمين لهم داخل مصر. وأوضح أحمد بان، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الانقسام بين القيادات الخارجية للجماعة يدور بين 3 مجموعات، مجموعة التيار القديم من جهة، ومجموعة الشباب من جهة أخرى، ومجموعة ثالثة غير راغبة فى الطرفين، مؤكداً أن دعوة القرضاوى لن تؤدى إلى الإصلاح بين الطرفين، بل إلى تعميق الانقسام. وأشار «بان» إلى أن الحل يكمن فى حل تنظيم الجماعة بشكل كامل وحسم الطريق الذى تريد أن تسلكه الجماعة من خلال حزب يرغب فى العمل السياسي ويخضع لقواعد تداول السياسة أو جماعة تخضع لقواعد الأزهر الشريف وتمارس العمل الدعوى. واتفق معه فى الرأى الدكتور كمال الهلباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، موضحاً أن محاولات القرضاوى محكوم عليها بالفشل لأن كيان الجماعة انتهت، لافتاً إلى أن الجرائم التى ارتكبها أعضاء التنظيم فى حق الشعب المصري كتبت نهايتهم. وأفاد القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، بأن صراع السلطة امتد ليصل إلى داخل كيان الجماعة، ولن تنجح أى محاولات لتهدئته، خصوصًا بعد أن زادت دعوة القيادى الإخوانى القرضاوى حدة الخلاف والصراع بين الطرفين، لافتاً إلى أن الجماعة تعيش حالة من التخبط بعد إخفاقهم فى إشاعة الفوضى فى مصر، وهو ما سينتهى بحل التنظيم. وأكد «الهلباوى» أن النظام الحالى والشعب المصري لن يخضعا أو يقبلا أى محاولات للتصالح مع من أراقوا ويريقون دماء الشعب وأبنائه.