كنت - مثل كثيرين - أظن أن الإخوان ومرسي هم الاختيار الأمثل للولايات المتحدة فهم الأقدر على حفظ توازن النظام العالمي في الشرق الأوسط (وأقصد "بالتوازن" هو التوزان من وجهة النظر الأمريكية) واحتواء الخلل المترقّب حدوثه من جرّاء صعود القوة الإيرانية في المنطقة، وأكّد لنا ذلك أن زيارة د. مرسي الخارجية الأولى كانت للملكة العربية السعودية الحليف الأول للولايات المتحدة في المنطقة حيث وصفها بأنها مع مصر قلعة الإسلام الوسطي ! غير أن زيارته للصين ثم خطابه بالأمس في قمة عدم الانحياز المنعقدة في طهران والذي وصف فيه إيران بالدولة "الشقيقة" وأكّد على وجوب التعاون بين دول عدم الانحياز والصين، وذكر حتى الحصار الأمريكي على كوبا، ولم ينسَ أيضا ذكر الثورة السورية في إيران - الحليف الأكبر للنظام السوري - مما أدّى إلى انسحاب الوفد السوري فور بدء كلمته عن الثورة السورية. كل ذلك لا أقول أنه ينسف النظرية القديمة عن دور الإخوان في حفظ التوازن العالمي ولكنه يدعونا إلى وجوب مراجعتها الخلاصة: على ما يبدو فإن ديناميكية تفاعل الأحداث تسبق إدراكنا وعلينا أن نتحلّى بالصبر والتواضع المعينين على الفهم والتحليل والمراجعة