قالت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية إن اعتزام الرئيس المصري "محمد مرسي" زيارة إيران هذا الشهر لحضور قمة دولية يزيد من توتر العلاقات بين مصر وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعظم دول الخليج العربي بما فيهم المملكة العربية السعودية. وذكرت الصحيفة أن رغبة الرئيس المصري "محمد مرسي" في حضور قمة "عدم الانحياز" التي تعقدها إيران في نهاية هذا الشهر تعد أكبر اتصال رسمي بين البلدين منذ أكثر من 30 عامًا عقب دعوة رسمية وجهها نائب الرئيس الإيراني "حميد بقائي" إلى الرئيس المصري "مرسي" أثناء زيارة رسمية للأول في العاصمة المصرية "القاهرة" منذ أسبوعين. وأضافت الصحيفة أن زيارة مرسي المتوقعة إلى طهران قد تحدث تغييرات ديناميكية في العلاقات المتوترة بين إيران والمجتمع الدولي ومن شأنها أن تعطي تلك الزيارة دفعة قوية للرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد" لاستمرار مسيرته وعدم الخضوع لعقوبات الأممالمتحدة المفروضة عليها حول برنامج إيران النووي المثير للجدل ونيته في تطوير سلاح نووي وعلاقة إيران بنظام الرئيس السوري "بشار الأسد" ورفضه التام للثورة السورية. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس "مرسي" يواجه ضغوطات متزايدة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتمد مصر عليها بشكل كبير حيث تستقبل سنويًا ما يقرب من 1,3 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية، فضلًا عن إعاقة العلاقات المصرية الخليجية مثل المملكة العربية السعودية التي تتوقع مصر أن تمنحها المليارات من الدولارات في الفترة المقبلة التي ينهار فيها الاقتصاد المصري، في حين يحث الإسلاميون المحافظون الرئيس "مرسي" بوصفه قياديا بارزا بجماعة الإخوان المسلمين على تعزيز الروابط مع إيران التي يهيمن عليها الشيعة المسلمة. ويذكر أن العلاقات بين مصر وإيران قد شهدت جمودا كبيرا على أعقاب الثورة الإيرانية ومعاهدة السلام المنصرمة بين مصر وإسرائيل لعام 1979. وأكدت الصحيفة أن إيران حاولت في أكثر من مناسبة رأب الصدع في العلاقات بين القاهرةوطهران ولكن الرئيس المصري السابق "حسني مبارك"، الحليف الأقوى للولايات المتحدةالأمريكية والتي أطاحت به ثورة العام الماضي، رفض استعادة العلاقات الدبلوماسية. ومن جانبه، قال عماد جاد، المحلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، "إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تكون سعيدة إذا تحسنت علاقة مصر بإيران وكذا الحال مع دول الخليج وينبغى على الرئيس "مرسي" ألا يقحم نفسه في خطوة قد تدعوه إلى تحدي هؤلاء الحلفاء الإستراتيجين لمصر خاصة وأنه في حاجة ماسة إلى دعمهم المادي".