علقت معظم الصحف الأجنبية على خطاب الرئيس محمد مرسي أمام قمة عدم الانحياز في طهران، حيث أعتبرت موقفه من النظام السوري، بأن يمهد الطريق نحو مزيد من العزلة لإيران وتشكيل جبهة عربية موحدة ضد نظام بشار الأسد مثلما حدث من قبل مع ليبيا. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية أن كلمة مرسى رسالة لإيران "تقف في المعسكر الخطأ في الحرب الأهلية في سوريا"، كما وصفت دعوة الرئيس لتأييد الثوار في سوريا بأنها "رسالة ضمنية إلى إيران بأنها تدخل في مواجهة محتدمة مع قوى إقليمية بتأييدها لنظام الأسد".
وأضافت بوست أن "كلمة مرسي كانت ضربة لإيران التي تستضيف مرسي في أول زيارة رئيس مصري منذ الثورة الإسلامية عام 1979، إلا أن إيران اضطرت لتحمل انتقادات مرسي وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي استعرض المخاوف بشأن سجل إيران في مجال حقوق الإنسان".
ولفت الصحيفة إلى أن طهران "لن تتخلى عن الأسد طالما كان لديه فرصة للصمود، فإيران تعول على سوريا باعتبارها منفذا إستراتيجيا على البحر المتوسط وقناة اتصال بين إيران وحزب الله"، مشيرة إلى أن "أبرز ما جاء في اجتماع دول عدم الانحياز أنه أوضح أن إيران وسوريا تقفان في جانب، بينما تقف باقي دول المنطقة ومنها السعودية في جانب آخر بسبب تأييد دول المنطقة للثورة في سوريا".
على الجانب الاخر، قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن كلمة الرئيس مرسي في ايران "أزعجت مضيفيه، لكنها نالت الاستحسان في أماكن أخرى، بخاصة عندما ندد بالقمع الذي تنتهجه حكومة الأسد، ووصفه للنظام السوري بأنه نظام قمعي"،
وأشارت الصحيفة الى أن كلمة الرئيس المصرى "تمثل نداء حماسيا وإهانة دبلوماسية لطهران، في أول زيارة لرئيس مصري لإيران أكثر من ثلاثين عاما، وبدلا من أن يتحدث مرسي بلهجة موالية لطهران أو يلتف على الموضوعات الشائكة مثل الأزمة في سوريا، تصرف مرسي مثل الضيف الذي أفسد الحفل، وتحدث بلغة عاطفية عن الإطاحة بالأسد أقرب حليف لإيران في العالم العربي، فالحكومة السورية هي عضو رئيسي في "محور المقاومة" الإيراني ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل".
واضافت الصحيفة أن أحمدي نجاد "احتضن مرسي بحرارة، لكن وسائل الإعلام الرسمية الايرانية تجاهلت تصريحاته، كما حذفت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخاصة بسجل طهران في مجال حقوق الإنسان"، ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن مرسي في كلمته "تجاهل الحديث عن حقوق الإنسان في البحرين التي تدعمها السعودية وغيرها من الدول السنية في الخليج في مواجهة احتجاجات الأغلبية الشيعية".
وقالت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية في افتتاحيتها عن زيارة الرئيس لطهران، إن الرئيس المصرى "أثبت خلال الفترة القصيرة من ولايته أنه شخص يصعب التنبؤ بأفعاله، فهو يحاول تحقيق التوازن خلال زيارته لإيران، كما يحاول تحقيقه في علاقته بين العسكر والثوار في مصر"،
وأضافت الصحيفة أن كثيرا من المحللين الغربيين "انتابهم القلق من أن يدير مرسي ظهره للغرب بقراره حضور قمة عدم الانحياز في طهران، لكنه فاجأ الجميع، وحتى الإيرانيين أنفسهم، باستغلال فرصة المؤتمر لانتقاد الحكومة الإيرانية".
واشارت الصحيفة الى أن مرسي تحدث عن الأحداث في سوريا بعيدا عن إعطاء مصداقية لقادة إيران، ليوضح مدى عزلة إيران بسبب تأييدها للأسد، واختتمت الصحيفة بالقول إن زيارة مرسي لطهران أظهرت أن سياسة مصر الخارجية المتطورة في حقبة ما بعد مبارك لا تعني وجود تقارب مصري إيراني.