(ملخص: تسليح «الثوار» يفترض أن هناك تدخلا أجنبيا. وأن بعض الأنباء ذكرت أن واشنطن طلبت من الحكومتين السعودية والبحرينية تزويد الثوار بالتجهيزات العسكرية، وجاء في هذا المقال ايضا ان هناك ما يثير شبهات بان الانفجار الذي اودى بحياة وزير الدفاع السوري لم يكن عملا انتحاريا، بل من اعمال طائرة اميركية بلا طيار او صاروخ.) حتى لا يتصف أي من قرائنا بالسذاجة، فيظن أن «حكومتنا لا يمكن أن تفعل ذلك»، نورد فيما يلي تقريرا استخباراتيا جرى تسريبه يتحدث فيه عن تدخل ارهابي غربي سابقا في سوريا: «لتسهيل عمل قوات التحرير، لا بد من بذل جهود خاصة لاستئصال بعض الشخصيات المهمة وان يتم ذلك في وقت مبكر من الانتفاضة او التدخل ... «وما ان يتم التوصل الى قرار سياسي للسير قدما الى جانب الاضطرابات الداخلية في سوريا، فان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وادارة الاستخبارات الخارجية البريطانية على استعداد لمحاولة القيام بعمليات تخريب بسيطة، على الا يقتصر الامر على دمشق وحدها». فالرئيس اوباما لم يعلن ان حكومته حريصة على الاطاحة بالحكومة السورية. وتتكتم واشنطن على دوافعها الحقيقية التي تغلفها بشعارات انسانية، وان كانت دوافع واشنطن واضحة: أحدها هو التخلص من القاعدة البحرية الروسية في سوريا، وبذلك تحرم الروس من قاعدتهم الوحيدة على سواحل البحر الأبيض المتوسط. والثاني هو التخلص من سوريا كمصدر لسلاح حزب الله ودعمه حتى يمكن لإسرائيل أن تنجح في محاولاتها احتلال جنوب لبنان والاستيلاء على مصادر المياه. وقد تمكن مقاتلو حزب الله مرتين من هزيمة محاولات الجيش الاسرائيلي لغزو واحتلال جنوب لبنان. أما الدافع الثالث فهو تدمير الوحدة بين أجزاء سوريا بصراعات طائفية، مثلما دمرت وشنطن كلا من ليبيا والعراق، وترك سوريا فصائل متقاتلة لتقسيم البلاد، وبذلك تكون واشنطن قد تخلصت من عقبة أخرى أمام السيطرة الاميركية. ثم إن الانقسام بين الدول العربية يجعلها عرضة للتدخل الغربي والتحكم فيها. فالانقسام السني الشيعي جعل من المستحيل على الدول العربية الاتحاد ضد الغزاة، أو قيام اي دولة عربية بمساعدة دولة اخرى. ففي تسعينات القرن الماضي وقفت الحكومة السورية الشيعية إلى جانب الولاياتالمتحدة ضد الحكومة السنية العراقية في حرب العراق الاولى. وفي أغلب الأحيان، فإن التذرع الأميركي وراء الإطاحة العنيف بحكومات أخرى هو دوما من حشو الكلام المغلف بالمبادئ. وفي البدء يتم تحقير الهدف وبعد ذلك يوصف العدوان الحقيقي على انه ل«التحرر والديمقراطية» أو«الاطاحة بدكتاتور متشدد» أو «حماية حقوق المرأة». وكانت هيلاري كلينتون صارمة في الدعوة للاطاحة بالحكومة السورية. بل إنها هددت روسيا والصين لحجبهما محاولة واشنطن استخدام قرار الاممالمتحدة لغزو سوريا. لكن واشنطن لا تندد بالأعمال الإرهابية سواء قامت بها أو قام بها انتحاري. ولذا وصفها وزير الخارجية الروسي بانها تحتل «مكانة خبيثة». وما العجب في ذلك بعد العراق وأفغانستان وليبيا والصومال واليمن وباكستان؟ فلا ريب أنه بعد الإطاحة بالحكومة السورية، فإن واشنطن ستنتقل إلى إيران. وروسيا محاطة بقواعد الصواريخ الاميركية. وتواجه الصين قواعد جوية وبحرية وبرية أميركية، يجري انشاؤها سريعا في المحيط الهادي. وهناك معارضة سياسية في روسيا بتمويل أميركي، ولا ندري كم من الوقت تحتاج الصين إلى اقامة معارضة بتمويل من واشنطن؟ وفي حملتها لترسيخ «الحرية والديمقراطية»، تسببت واشنطن في الدمار والقتل في العراق. وهو بالضبط ما تخطط له في سوريا. ------------------------------------------------------------------------------------------- *بول كريغ روبرتس هو نائب وزير المالية الأميركية الأسبق في إدارة الرئيس رونالد ريغان. **المصدر: موقع «كاونتر بَنش» الأميركي counterpunch.com.