«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدب الروسي يستدرج تركيا للوقوع في المستنقع السوري وأنقرة تحشد جيوشها علي الحدود مع سوريا
نشر في القاهرة يوم 23 - 10 - 2012

بعد أن قامت تركيا منذ أيام بإرغام الطائرة السورية التي كانت قادمة من موسكو إلي دمشق علي الهبوط في أراضيها، واتهام روسيا " علناً " بنقل معدات عسكرية إلي سوريا، فإن العلاقات بين تركيا وروسيا تدخل مرحلة نادرة من " التوتر " المشوب بالحذر، ممادفع الكاتب نيك تاترسال إلي وصف المشهد الحالي بأنه " أكبر مقامرة يقدم عليها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في سياسته الخارجية عموما، وفي موقفه من أزمة سوريا علي وجه التحديد ". ومن المعروف أن روسيا تقف حتي الآن كأكبر مؤيد للرئيس السوري بشار الأسد، وقد قامت موسكو بتزويد سوريا بأسلحة بقيمة مليار دولار في العام الماضي، ويركز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي منع الغرب من التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتستمر موسكو في تصدير الأسلحة إلي دمشق بالرغم من الانتقادات التي تتعرض لها من جانب الغرب، غير أن تركيا، حاولت حتي الآن، تجنب السماح للموقف الروسي بالتأثير علي علاقاتها مع روسيا، نظرا للمصالح التجارية والعلاقات الاقتصادية الوثيقة بين الجانبين. ومع ذلك، يبدو أن ظلالا من " التوتر والشك " بدأت تشوب العلاقات بين موسكو وأنقرة ( علي خلفية الموقف من الثورة السورية )، حيث أعلن الجانبان تأجيل الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها فلاديمير بوتين إلي تركيا في 15 أكتوبر، تعللا بذريعة " الازدحام في جدول أعمال الرئيس بوتين ". وفي السياق، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجلس الأمن الدولي لعجزه عن مواجهة الأزمة السورية، محذرا من تكرار مذابح البوسنة في التسعينات، في إشارة ضمنية لاستخدام روسيا والصين للفيتو عدة مرات، وإعاقة صدور قرار قوي ضد دمشق، ومشددا علي أن " تركيا سترد بقوة إذا ما تكررت انتهاكات حدودها مع سوريا ". احتمالات الحرب بعد التسخين المفاجئ في منطقة الحدود السورية التركية، وإسقاط سوريا لطائرة تركية، ووقوع عدة قذائف سورية علي قرية تركية مما أدي إلي مقتل خمسة مدنيين، ثم قيام تركيا باعتراض الطائرة القادمة من موسكو إلي دمشق بذريعة أنها تحمل شحنة أسلحة، في ضوء هذا التسخين، ثار حديث " الحرب " بين تركيا وسوريا وتداولت عدة محاور دولية في احتمالات وقوع حرب إقليمية في المنطقة، علي خلفية الأزمة السورية، خاصة أن تركيا وسوريا تتقاسمان حدودا بطول 500 ميل، كما تبدو القري الواقعة عليها منصهرة ومتداخلة بعضها في بعض، حيث للأسر الألقاب والأصول نفسها . وفي هذا السياق، دخل حلف الأطلنطي ( الناتو ) علي خط المواجهة، وأعلن أندرس فوج راسموسن الأمين العام للحلف أن من حق تركيا الدفاع عن النفس ضد الاعتداءات السورية، وأن لدي الحلف خططا للمساعدة في حالة طلب تركيا ذلك، وأعلن مسئول دفاعي أمريكي في بروكسل أن الأطلسي قد يتحرك إذا تقدمت تركيا بطلب رسمي لمساعدتها، وأن الحلف سيستمع لما تريده تركيا ليقرر بعدها نوع المساعدة، مضيفا أن الحلف يتواصل مع أنقرة بخصوص سوريا حتي إذا حانت اللحظة يكون مستعدا لتقديم ما يلزم، فالحلف ملزم بالدفاع عن أعضائه وعددهم 28 عضوا، وذلك عند طلب المساعدة بموجب البند الخامس من ميثاقه، وهو البند الذي لم يستخدم إلا مرة واحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وأكد راسموسن "أن تركيا يمكنها بالتأكيد الاعتماد علي تكاتف الناتو ". إلي ذلك، ذكرت مجلة دير شبيجل الألمانية أنه من المرجح أن تكون " الاستخبارات الأمريكية " هي التي ساعدت أنقرة وأمدتها بالمعلومات عن وجود شحنة الأسلحة علي متن الطائرة السورية، مدللة علي ذلك بأن واشنطن أكدت مرارا خلال الأشهر الماضية أنها تكرس مجهودها لوقف تسليم الأسلحة إلي النظام السوري، كما أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعلنت في يونيو الماضي صراحة أن سوريا تسلمت عن طريق البحر مروحيات مقاتلة روسية. وكل هذه التطورات، دلت بوضوح علي أن تركيا ( لا تتصرف من تلقاء نفسها ) ولكنها تنسق مع الحلفاء الغربيين، ويمدونها بالمساعدة بخصوص مايجري في سوريا، وأن إقدام تركيا علي إرغام الطائرة علي الهبوط يعني توجيه " رسالة " معينة إلي روسيا، في محاولة لإقناعها لتغيير موقفها نحو الأزمة السورية. وفي السياق، بدأت تركيا حملة من الاستعدادات العسكرية، ونشرت صواريخ " ستينجر " علي الحدود مع سوريا لمواجهة التهديدات الجوية، وشارك الخبراء في الاستعداد بالطائرات المروحية والحربية التي تحلق علي ارتفاعات منخفضة، وذكرت المصادر العسكرية أن الاستعدادات علي حدود سوريا تحولت إلي اللون الأصفر، أي الإنذار الأخير الذي يسبق الوصول إلي اللون الأحمر، أي الحرب، وجاء ذلك في سياق عسكري تضمن وصول 25 طائرة حربية من طراز اف 16 من قواعد جوية مختلفة غرب تركيا إلي قاعدة دياربكر جنوب شرق البلاد، إضافة إلي وصول 60 دبابة ليصل مجموع الدبابات المنتشرة علي الحدود إلي 250 دبابة في محافظات شانلي وأورفا وماردين وغازي عنتاب الحدودية، كما تم وضع القواعد الجوية في دياربكر وملاطية في حالة تأهب، وتم انجاز أعمال الصيانة المطلوبة في المطار العسكري في دياربكر مايسمح لطائرات اف16 باستخدامه. من ناحية أخري، صادق البرلمان التركي علي مذكرة التفويض الخاصة بمنح الحكومة التركية صلاحية استصدار قرار بإجراء عمليات عسكرية في سوريا إذا اقتضي الأمر. ومن الغريب أن تصريحات الطرفين التركي والروسي تضاربت في البداية حول شحنة الطائرة، فبينما لم ترد تصريحات مؤكدة من جانب تركيا عن ما إذا كانت الشحنة أسلحة أم معدات عسكرية، أم ادوات اتصالات عسكرية، فإن موسكو لم تنف أن تكون الشحنة أسلحة أم معدات، وإن كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف استدرك مؤخرا بتصريح أكد فيه أن الطائرة كانت تنقل " معدات رادار مشروعة " ذات استخدام مشترك مدني وعسكري، وهي ليست ممنوعة في أي اتفاقية دولية، وكان لافروف نفسه قد صرح في يونيو الماضي بأن بلاده تقوم بتنفيذ عقود قائمة لتوريد أنظمة للدفاع الجوي إلي سوريا لاستخدامها لمواجهة الهجمات الخارجية، وأن روسيا لا ترسل أسلحة إلي سوريا يمكن استخدامها في الصراع الداخلي. ويعلق الكساندر جولتس محلل شئون الدفاع ومقره في موسكو أنه إذا كانت هناك بعض أجهزة اللاسلكي الإلكترونية في الطائرة فأحد الاحتمالات هو أن ذلك " تهريب غير مشروع " وهو ما يعني أن السلطات السورية تعاملت بشكل سري ومباشر مع منتجي هذه المعدات، ولم تبلغ السلطات الروسية بذلك، أو أنها عملية سرية من جانب الحكومة الروسية. علي كل، توالت التحذيرات من جانب موسكو بألا يستخدم الناتو ذريعة الحوادث علي الحدود السورية التركية للتدخل العسكري في سوريا، بينما انطلقت من جانب دول الاتحاد الأوروبي حملة إدانة ضد سوريا، وفي سياق تصعيدي، قامت سوريا بحظر رحلات الطيران المدنية التركية فوق أراضيها، ردا علي حظر تركي مماثل للرحلات الجوية السورية. غير أنه بعد مرحلة التسخين الأولي، فإن كل الأطراف انتقلت مباشرة إلي مرحلة أخري، جري فيها تبريد مفاجئ للأحداث ، فالأمين العام لحلف الناتو راسموسن تحول إلي موقف مغاير تماما مؤكدا أن حل الأزمة في سوريا يقع علي عاتق المجتمع الدولي وليس مجلس الأمن ولا حلف الناتو مضيفا أن اجتماعات وزراء الدفاع لحلف الناتو في 9 أكتوبر لم تضع مشكلة سوريا علي جدول أعمالها، بينما قالت وكالة إيتار تاس الروسية إن حلف الناتو يعد التخطيط العسكري للتدخل في سوريا، ولكن راسموسن أصر علي موقفه، مشيرا إلي ذرائع سياسية بقوله إن حالة سوريا معقدة بسبب التركيب السكاني وأن التدخل في هذا البلد ليس سهلا، ويتعين علي مجلس الأمن الدولي تشديد الضغط من أجل وقف العمليات العسكرية هناك. أيضا في إطار التهدئة، رحبت دمشق بما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حول ضرورة إقامة آلية للتواصل الأمني المباشر بين سوريا وتركيا، وذلك في إطار احترام السيادة الوطنية للبلدين. وفي الوقت نفسه، فإن الإشارات التي خرجت من تركيا دللت علي أن " المزاج الشعبي التركي " لا يحبذ الحرب في المرحلة الحالية لأنها لن تكون في مصلحة الأتراك بالرغم من التعاطف الشعبي مع السوريين، و أن قسما كبيرا من الأتراك وأيضا من ضباط الجيش التركي ليسوا في وارد القيام بحرب ضد سوريا حاليا، ربما لأن البعض يعتقدون أن أحداث سوريا أساسا هي صناعة أمريكية للتخلص من بشار الأسد، وهناك من يعارض الدخول في حرب ضد سوريا لأنهم لا يريدون السير في ركاب سياسات أردوغان التي يرونها غير مواكبة لمصالح تركيا العليا في المقام الأول، وأنها جلبت لأنقرة عداوات من عدة أطراف. وما يمكن قوله ان مسألة الحرب ضد سوريا تخضع لجدل داخلي واسع النطاق في تركيا، فقد تقدم حزب الشعب الجمهوري المعارض بمذكرة للبرلمان لاستجواب وزير الخارجية أحمد داود أوغلو بدعوي أن سياساته خاطئة وتؤدي إلي مخاطر، وأنه يخفي الحقائق عن السلطات التشريعية وعن الشعب بخصوص الأزمة السورية، وأن مخيمات اللاجئين في هاتاي تعتبر بمثابة مقر للجيش السوري من أجل الإطاحة بنظام بشار الأسد، فضلا عن اتهامات للحكومة التركية بأنها تقدم مساعدات ودعم للكفاح المسلح في سوريا، غير أن الجمعية العمومية للبرلمان التركي رفضت مذكرة حزب الشعب الجمهوري المعارض. ومن المعروف أن تركيا أنفقت حتي اليوم 400 مليون ليرة ( 220 مليون دولار ) من الميزانية الحكومية علي اللاجئين السوريين، وأكدت الوكالة التركية لإدارة الطوارئ والكوارث أن عدد اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا في المخيمات وصل إلي ما يتجاوز 100 ألف. تركيا روسيا يقول نيكولاس جفوسديف أستاذ دراسات الأمن الوطني في كلية الحرب البحرية الأمريكية " إن الخطر الآن هو أن تصبح سوريا هي الإسفين الذي يفصم عري ما كان شراكة متزايدة وحيوية بين موسكو وأنقرة " وذلك في إشارة إلي العلاقات القوية بين روسيا وتركيا، علي الصعيد الاقتصادي، حيث تزود روسيا تركيا بما يقرب من ثلثي إمدادات الغاز، وغالبا ما تزيد صادراتها إليها خلال الانقطاعات المتكررة في إمدادات الغاز الإيراني في فصل الشتاء. وفي شهر يوليو الماضي، حينما التقي الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في موسكو، فقد بدا واضحا تحمس الجانبان للمشروع المشترك لبناء محطة " أكويو " الكهروذرية التركية، كاستثمار مشترك، وأشاد بوتين بحماس بالتعاون الثنائي الفعال بين روسيا وتركيا، حيث يمثل البناء المشترك للمحطة " مرتبة لا مثيل لها " من حيث الأهمية وحجم الاستثمارات، ( حوالي عشرين مليار دولار ) بالنسبة للاقتصاد التركي، وقد دخل هذا المشروع مرحلة التنفيذ التي ستشارك فيها شركات تركية. زيادة علي ذلك، فقد أعرب بوتين عن رغبته في زيادة حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا ليصل إلي 100 مليار دولار، ووصف بوتين تركيا بأنها " الشريك الاستراتيجي " المهم والموثوق به، وقد تمكن الطرفان من تعزيز التعامل والتعاون الثنائي بينهما في مجالات الاقتصاد والتجارة، وارتفع حجم التجارة المتبادلة بينهما في العام 2011 بنسبة 20 % ليصل إلي 32 مليار دولار، كما تعتزم روسيا إقامة خط أنابيب " ساوث ستريم " بطاقة 63 مليار متر مكعب عبر المياه التركية لتغذية أوروبا بالغاز، ما يبرز قيمة تركيا كشريك وصديق بالنسبة للجانب الروسي. هذه العلاقات الوثيقة بين موسكو وأنقرة تجد اهتماما وحرصا من الجانبين، ويعلق محلل تركي بقوله " إنهما في حاجة لبعضهما البعض حتي يظل قطاع الطاقة محميا "، وربما يكون مستوي التعاون والشراكة بين البلدين أقوي من الخلاف الراهن سواء ما يتعلق بواقعة الطائرة التي أرغمتها أنقرة علي الهبوط معلنة أنها تحمل شحنة أسلحة روسية إلي سوريا، أو الموقف المتباين لكل من الدولتين تجاه الأزمة السورية، فروسيا تقف بكل ثقلها وراء نظام بشار الأسد، وترفض أي محاولات للتدخل الخارجي، بينما تركيا تجاهر بموقف يؤيد سقوط الأسد، وتستضيف زعماء المعارضة وتجعل من بلادها ملاذا آمنا لهم. ومن هنا نتفهم ما أعلنته وكالة الإعلام الرسمية في موسكو نقلا عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي أكد أن حادث الطائرة لن يلحق ضررا بالعلاقات بين موسكو وأنقرة، وليس ثمة ما يدعو للقلق لأن علاقات البلدين تتطور بشكل مستقر، وعلي أساس صلب، وذلك في محاولة للتغطية علي اختلافات البلدين حول سوريا، ولكن ذلك كله لم يمنع بوتين من التصريح الحاد بقوله " لن يفرض أحد
علي روسيا لمن تبيع أسلحتها ". أما بالنسبة لتركيا، فإن هناك السؤال الرئيسي المطروح وهو: لماذا استخدمت أنقرة تلك اللهجة الحادة في حادث الطائرة ؟ ولماذا بادرت بالإدانة العلنية لما اعتبرته شحنة أسلحة روسية لدمشق، بينما كان يمكنها اعتراض الطائرة، وتوجيه لوم هادئ أو سري للشريك الروسي ؟ أيضا، هناك لهجة الانتقاد العلني من جانب رجب طيب أردوغان لما يسميه " فشل مجلس الأمن الدولي " في اتخاذ موقف قوي لوقف سفك الدماء في سوريا، بسبب انتظار ما يقوله عضو أو عضوان في المجلس، في إشارة ضمنية لموقف الصين وروسيا بعد استخدامهما حق النقض ( الفيتو) لثلاث مرات ضد مشاريع القرارات حول سوريا. وفي السياق يقول أندرو كوتشينز رئيس برنامج روسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ( كانت روسيا وتركيا في منتصف الطريق في عملية تقارب فريدة من نوعها في تاريخ العلاقات الروسية التركية، وقد يؤدي حادث الطائرة إلي تدمير هذه العلاقات علي الأقل في الوقت الراهن )، ولكن وزير الخارجية التركي السابق يشار يكيش يقول ( بالرغم من حساسية الموقف، فهناك سبل للفصل بين المسألة السورية، والعلاقات الروسية التركية ). لعبة الأمم يقول الباحث نجم الجبوري الخبير في مركز " نيسا " التابع لجامعة الدفاع الوطني الأمريكية إن موقف حلف الأطلنطي إزاء تطورات الأزمة في سوريا لن يتضح إلا بعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر القادم، ويضيف الباحث الخبير " إن الجميع يعلمون أن صاحب القرار النهائي في الأزمة هو واشنطن ". وربما تكون هذه المقولة صحيحة إلي حد كبير، ولكنها لا تفصح عن الكثير من " التعقيدات الدولية " التي تنطوي عليها خريطة المصالح والتوازنات التي تمس مواقف القوي الكبري علي الساحة العالمية. فهناك من يقول إن الولايات المتحدة تأخرت في التدخل في الأزمة السورية، ولكن هناك أيضا من يؤكد أن هدف إسقاط النظام السوري هو علي رأس الأهداف الأمريكية منذ عدة عقود، وأنها لن تتنازل الآن عن تحقيق هذا الهدف، وبالتالي فإن التدخل الأمريكي في سوريا، والمتوقع له أن يتم بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، سيتم تحت عنوان " التجريد من السلاح " علي غرار عملية غزو العراق بذريعة امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل، ويقول المحلل السياسي الروسي أليكسي فينينيكو إن الحديث الأمريكي المتداول اليوم يدور حول " الأسلحة الكيماوية " في سوريا، وضرورة التخلص منها. وفي هذا الصدد نلاحظ ما أكدته مصادر عسكرية أمريكية من أن فرقة " سبيشيال فورسيس " تم إرسالها إلي الأردن كجزء من خطة أمريكية لمنع الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام أسلحته الكيماوية والجرثومية ضد المعارضة ولمنع وقوعها في أيدي عناصر إرهابية، وتجري تدريبات منتظمة مع القوات الأردنية قرب الحدود الأردنية مع سوريا، ويبلغ عدد هذه القوة مابين 100 200 جندي قابلة للزيادة. ويقول وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن الخوف ليس فقط أن يستخدم بشار الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، ولكن أن يستخدمها أيضا ضد دول مجاورة منها: تركيا، والأردن، وطبعا ضد إسرائيل. واسترسالا في هذا التحليل، وبفرض أن موسكو تعلم ذلك جيدا، فإن روسيا هي أيضا في انتظار ما بعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، حتي يمكنها فرض أقصي مايمكن من الشروط في سياق " صفقة شاملة " مع واشنطن بخصوص سوريا والشرق الأوسط، ومن الملامح المسربة حول هذه الصفقة توصيل إخوان سوريا إلي السلطة محل الأسد، وإبقاء عناصر عسكرية موالية لموسكو في قصر الرئاسة، ومنح روسيا بشار الأسد اللجوء السياسي. ولا يتناقض ذلك مع " الحرب الباردة " الجديدة التي تبدو مؤشراتها ظاهرة تماما فيما تتبادله الولايات المتحدة وروسيا من تصريحات بخصوص سوريا، وما يتم اتخاذه من مواقف في مجلس الأمن الدولي، فالولايات المتحدة لا تكف عن اتهام موسكو بأن " إرسال روسيا أسلحة روسية لسوريا هو موقف غير أخلاقي " وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أنه نقلا عن رئيس الوزراء التركي، فإن الطائرة السورية كانت تحمل معدات وذخائر مرسلة لوزارة الدفاع السورية، ولدي واشنطن حاليا عقيدة ثابتة (علي الأقل ظاهريا) أن روسيا تأتي بتصرفات غير قانونية بالنسبة لأزمة سوريا. أما بالنسبة لروسيا، فهناك عقيدة ثابتة مؤداها أن الموقف الأمريكي والغربي عموما تجاه سوريا يستهدف تحقيق عدة أهداف هي: 1 - زيادة نفوذ الناتو في منطقة حوض البحر المتوسط، ويستدل علي ذلك من سلوك الغرب تجاه ليبيا، وهو النموذج المراد تكراره في سوريا. 2 - إنه من الممكن أن تكون واشنطن " تدبر " لتوريط تركيا في سوريا عبر حرب إقليمية، خاصة وأن وسائل الإعلام الأمريكية تردد في السنوات الأخيرة مقولات ومعلومات تدور حول ابتعاد تركيا عن الولايات المتحدة، واتجاهها لتلعب لعبتها الخاصة في الشرق الأوسط، وخصوصا بعد حرب الأيام الخمسة في أوسيتيا الجنوبية عندما قامت تركيا بإغلاق مضيق البسفور أمام الولايات المتحدة، التي كانت غير راضية سياسيا، ويقول أليكسي فينينيكو إن جر تركيا إلي أزمة سوريا يسمح للولايات المتحدة بحل قضيتين: أولا - إضعاف الموقف التركي في المنطقة، في حال مشاركتها في حرب كبيرة علي حدودها، ثانيا - البرهنة علي أن تركيا هي شريك أصغر للولايات المتحدة في المنطقة. وفي ضوء هذه الافتراضات المطروحة، وما ترتب علي تسخين الجبهة السورية التركية، والتداعيات الناجمة عن حادث اعتراض الطائرة السورية، فإن التساؤل الرئيسي المطروح هو: هل قرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التضحية بثمار ( 10 سنوات ) من النجاحات السياسية والدبلوماسية التي رفعت تركيا إلي مصاف الدول الكبري والرئيسية في منطقة الشرق الأوسط ؟ إن بعض الأطراف في المنطقة العربية تنظر إلي تركيا علي أنها تنفذ بعض السياسات بالنيابة عن الولايات المتحدة في المنطقة، وتركيا هي عضو رئيسي وقديم في حلف شمال الأطلنطي، فهل تفكر تركيا في المغامرة الكبري والدخول في حرب شرق أوسطية، ستنطوي علي تعقيدات عظيمة نظرا للتشكيلة الطائفية للشعب السوري ؟ إن الجديد الذي لابد من ملاحظته في مسار الأحداث هو " رد الفعل التركي الذي اتسم بحدة ظاهرة "، والربط المباشر بين ما تعرضت له مناطق تركية من اعتداء بقذيفة سورية والأمن القومي التركي، ولكن في الوقت نفسه، الاتجاه إلي ضبط النفس، بالرغم من صدور مذكرة التفويض للقيام بعمليات عسكرية في العمق السوري إذا لزم الأمر. ومن الضروري هنا الاستنتاج بأن المسئولين السياسيين والعسكريين في أنقرة يعلمون علم اليقين أن النظام السياسي في سوريا يعتمد اعتمادا شاملا علي الدعم الروسي والإيراني سياسيا وعسكريا، وأن طهران وموسكو تدعمان دمشق بالخطط والمستشارين العسكريين، وأنه لابد من حساب كل خطوة وفقا لمعطيات دقيقة وغير متسرعة علي الإطلاق. إذن، من غير الممكن أن تجري الحسابات التركية بعيدا عن " لعبة الأمم " علي الصعيد الدولي في ظل لحظة تاريخية فارقة، زاخرة بالتشابك بين مختلف القضايا، فإيران التي تعيش أزمة داخلية خانقة تحت تأثير العقوبات الاقتصادية، قديمها وجديدها، وانهيار عملتها الوطنية، وملامح سخط شعبي قد ينقلب إلي ربيع إيراني عاصف، ضمن خططها الاستراتيجية " إرباك تركيا " و إضعافها إقليما، أو دق إسفين في العلاقات الأمريكية التركية، وكما يقول الباحث فؤاد فرحاوي من منظمة البحوث الاستراتيجية الدولية ( أوساك ) في أنقرة إن طهران تقوم باستخدام حليفها العراقي نور المالكي كي يطالب بمنع الطيران الحربي التركي من قصف شمال العراق بدعوي ملاحقة حزب العمال الكردستاني، وعدم التمديد للقواعد الأجنبية في العراق، في إشارة إلي المواقع العسكرية التركية في الشمال، والتي سبق أن أنشئت بموجب اتفاق سابق مع صدام حسين. ولا يسهل فصل المصالح الإيرانية عن المصالح الروسية، تجمعهما بينهما هدف التصعيد في مواجهة الولايات المتحدة وتركيا، وإضعاف قدرة تركيا علي لعب دور أساسي في آسيا الوسطي والقوقاز، وطبعا استئصال الدور الأمريكي في هذه المناطق، واقناع دول آسيا الوسطي بعدم جدوي القواعد الأمريكية في أراضيها أو في جوارها، وكل هذه الأهداف يمكن التمهيد لها، والشروع فيها عبر الملف السوري وأزمته المتفاقمة، وكما يقول فرحاوي، فإنها لم تكن مجرد قذيفة نزلت علي الأراضي التركية، وإنما هو حادث مقصود (ورسالة مبطنة ) للإعلان غير الرسمي عن نشوء ( التحالف الجديد بين روسيا والعراق وإيران )، في مواجهة السيناريو الغربي الذي يعد العدة لإسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، ولا يخفي هنا المغزي وراء الاهتمام الروسي الملحوظ بتنمية علاقاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، مع دول رئيسية، حيث تم إبرام " صفقة " لتزويد العراق بأسلحة بقيمة 2. 4 مليار دولار بررتها بغداد بالحاجة إلي أسلحة لملاحقة الإرهابيين، ولم يبد رئيس الحكومة العراقية نور المالكي أي اهتمام للتحفظات الأمريكية واعتراضات واشنطن علي الصفقة المبرمة. الدور التركي هناك مؤشرات مؤكدة علي أن تركيا لا تريد الدخول في حرب ضد نظام بشار الأسد في سوريا، وإذا لزم الأمر، فلابد أن يكون ذلك تحت غطاء دولي من مجلس الأمن الدولي أو غطاء عسكري من جانب حلف الأطلنطي، ومما يجب الإشارة إليه أنه في 7 أكتوبر الجاري، شهدت تركيا مظاهرة ضخمة شارك فيها 15 ألف علوي تركي احتجاجا علي سياسات حزب العدالة والتنمية التركي تجاه سوريا، وفي تحرك مفاجئ، عقد أردوغان لقاء مطولا مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في 16 / 10 في العاصمة الأذربيجانية باكو، وجاء ذلك بينما كانت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون ضبط الأسلحة والأمن الدولي تلتقي في أنقرة مع مسئولين أتراك في مجال الدفاع، بينما طالبت واشنطن دول الجوار السوري بمراقبة مجالها الجوي، أسوة بما تقوم به تركيا. وفي حقيقة الأمر فإن لدي تركيا مايشبه الغضب تجاه الولايات المتحدة والغرب بسبب ما تعتبره تجاهلا متعمدا للتطورات الخطيرة في سوريا بحجة الفيتو الروسي / الصيني، الأمر الذي ترتب عليه تصاعد الأزمة علي مدي 18 شهرا،وفتح الباب واسعا أمام روسيا وإيران للوقوف في ظهر بشار الأسد بكل قوة، وإذا ما تعقد الموقف، وتحولت سوريا إلي " بؤرة جاذبة للإرهاب " فإن ذلك سينعكس بصورة كارثية علي كل من تركيا والعراق ولبنان والأردن. أما إذا تصاعدت الأحداث وشاركت تركيا في حرب شرق أوسطية فإن ذلك سيؤدي إلي تغييرات جذرية تتعلق بالنظرة الإقليمية إلي الدور والنموذج التركي، ذلك النموذج الذي اعتمد حتي الآن علي " مصادر القوة الناعمة " كنمط لنظام سياسي إسلامي ليبرالي معتدل، وتجربة اقتصادية ناجحة وقابلة للتطبيق في دول أخري بالمنطقة، فضلا عن عناصر القوة الثقافية وتصدير تركيا لإنتاجها الفني الذي غزت به المنطقة العربية تقريبا. فإذا ما دخلت تركيا غمار حرب إقليمية، ستتحول إلي " قوة خشنة " تعتمد علي استخدامات القوة العسكرية، مما يحولها إلي عنصر تهديد عسكري ليس فقط ضد سوريا، ولكن أيضا ضد إسرائيل، أما عن نظرة شعوب المنطقة لتركيا فإنها في هذه الحالة ستعتبرها دولة مقربة من الغرب والولايات المتحدة وحلف الناتو بصورة أكبر مما كان في السابق، ما يمكن أن يمس نموذجها في المنطقة في الصميم. ومن المؤكد أن الدور التركي عموما سيتأثر بعدة عوامل في ظل انقلاب توازنات القوي السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط وجوارها من جراء ثورات الربيع العربي، ومن أهم عوامل التأثير في الدور التركي: 1- تطورات ثورات الربيع العربي، وهنا يمكن الإشارة إلي احتمالات العودة القوية لدور مصر الإقليمي وتأثيراته في المنطقة. 2 - زيادة حدة التنافس الإقليمي، خاصة التنافس التركي الإيراني، وخطط طهران الظاهرة والخفية ومستقبل علاقاتها مع حلفائها في المنطقة. 3 - صعود التيارات الإسلامية للحكم في دول الربيع العربي، وعودة الحديث عن " تصدير الثورة ".

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.