تشهد شنغهاي الصينية حالياً تجاذبات بين شركة المترو وبين بعض الفتيات، على خلفية دعوات من قبل الشركة، لاحتشام الفتيات، وعدم تعريض أنفسهنّ للتحرش الجنسي المتنامي في عربات المترو. فقد نشرت شركة مترو شنغهاي المحدودة للنقل والإدارة تعليقاً على المدونة الصغيرة "واي بوه" يوم 20 يونيو الحالي، جاء فيه ما يلي: "لا عجب أن يتم التحرش بمن تلبس هكذا في المترو. إن الذئاب كثيرة داخل المترو، ولا يمكن هشهم، فأيتها الفتيات احفظن كرامتكن!". وقد نشرت الشركة إلى جانب التعليق، صورة لفتاة صينية غير محتشمة، دلالة على أن لبس الملابس الفاضحة هو بوابة أكيدة للتعرض للتحرش الجنسي. وفيما تؤكد الشركة أن مسألة التحرش بيد الفتاة، بحيث تعرض نفسها لذلك بحال ارتدت ملابس فاضحة، وتبتعد عن ذلك بحال ارتداءها للملابس المحتشمة، ادعت بعض الفتيات أن التحرش ناجم عن "الشبان" وليس عن الفتيات! وتنقل صحيفة الشعب الصينية عن أحد المستخدمين الذي علق على المسألة مخاطبا شركة المترو بالقول: "أنتم مطالبون بحماية سلامة الركاب، ويجب أن لا تتهربوا من المسؤولية، كما يجب ألا تجدوا عذرا للمجرم". أما المؤيدين لنداء "مترو شنغهاي 2" فرأوا : "أنه يجب أخذ طبيعة المكان العمومي في الاعتبار بالنسبة للملبس، وهذه أبسط مبادئ الذوق العام والفضيلة". ويرى المؤيدون أن التنبيه الأخلاقي الذي قامت به الشركة يعد أمرا ضرورياً. كما رأى الكثير من الناس أن اللباس الكاشف الذي يلبسه الذكور والإناث من فئة الشباب، يجعل البعض يسرح في الخيال، ويصل الأمر عند الآخرين إلى طريق التحرش، لذا، في الوقت الذي يتم فيه انتقاد المذنبين يجب أيضا مراقبة لغة الجسد. وتشهد الكثير من المجتمعات غير المسلمة، محاولة من قبل الحكومات والجهات الرسمية ضبط حالة الانفلات الأخلاقي خاصة حشمة النساء، والتي أحدثت الكثير من المشكلات الأخلاقية والاجتماعية، غير أن الدعوات التي نشرت لسنوات طويلة حول ما توصف بأنها "حقوق المرأة في ارتداء ما يحلو لها"، انتشرت في المجتمعات لدرجة بات من الصعب جداً إعادة المجتمع لحالة الحشمة والذوق العام مجدداً.