التحرش الجنسي يعتبر شكل من أشكال التفرقة العنصرية الغير شرعية ، و شكل من أشكال الإيذاء الجسدي والنفسي " فهو سلوك غير لائق المرأة ويعطيها أحساس بعدم الأمان ، ونري هذه الظاهرة بوضوح في الأعياد الدينية والمناسبات الرسمية. وقد رصدت جريدة الجمعة رأي الشارع المصري حول تلك الظاهرة، ومن المتسبب فيها وكيف نتصدى لها ليعود الشارع المصري ينعم بالأمان : قالت " هالة – 43 سنة ربة منزل "، التحرش متواجد في كل مكان ولكنه يتزايد في الأعياد حيث التجمعات" ، مشيره إلى انه ليس من الضرورة أن تكون البنت محتشمة لتتعرض لمثل هذه الانتهاكات فهناك فتيات محتشمات وترتدين ما يسمى بالإسدال ويتم التحرش بهم ، مؤكده أن السبب في ذلك الأخلاق وسوء التربية سواء كانت الفتاه هي السبب أو الشاب ، وطالبت بتغليظ القوانين وحبس أي شاب يقوم بهذا الفعل ليكون عبرة إلى غيره. وتعتقد " منى – 21 سنة طالبة جامعية "، أن سبب ظهور هذه الظاهرة هو سوء السلوك سواء للفتاه أو للشاب مؤكدة أنها لا تستطيع أن تلوم طرف واحد وتعفى الأخر مشيرا إلى أن هناك دول عربية منفتحة أكثر من مصر مثل دولة " لبنان " الملابس التي ترتاديها الفتيات أكثر تحررا ولكن نسبة التحرش قليلة وليست مرتفعة كما هو الحال في مصر . وأكد " محمد – 38 سنة موظف "، أن الفتاه هي التي تتحمل النصيب الأكبر من الخطأ فهي المسئولة عن جذب الشاب لها عن طريق لبسها وطريقة تعاملها وردودها أثناء الحديث ولكن الشاب يشترك معها أيضاً بسوء سلوكه ، وقال " أن الممنوع مرغوب" ، مؤكدا أن الحل في التوعية من الأسرة والدولة . قال " عمر – 35 سنة موظف "، أن نسبة الخطأ المؤدى إلى هذه الظاهرة ينقسم بين الشاب والفتاه بالتساوي فالبداية عند الفتاه لأن سلوكها وطريقة لبسها هي التي تشد الشاب وهى التي تسمح له بالقيام بمثل هذا الفعل وهنا يأتي دور الشاب في الخطأ حيث أنه فقد الأخلاقيات والقيم واحترامه لنفسه وعائلته. مشيرا إلى أنه إذا رأى مثل هذه الظاهرة أمامه لن يتدخل معللا ذلك أن أخلاقيات المجتمع المصري ليست كما سبق في كل شئ التعاون والمرور وأمور أخري كثيرة وأنه أذا تدخل سيكون مخطأ مؤكدا ً أن الحل لهذه الظاهرة هو تطبيق القانون. قالت " فوزية محمد 26 سنة ربه منزل " الفتاه هي السبب في تطاول الشاب عليها وسوء سلوك الشاب هو السبب في ظهور هذه الظاهرة بقوة مؤكدة أن الحل في أن يعود كلا الطرفين إلى دينه ويتقى الله في نفسه أولا ثم في الآخرين . قال محمد وهو شاب في العشرين من عمره :" أري أن الخطأ يقع علي الفتاة والشاب معا ، فنري أحيانا فتيات تضحك بصوت عالي ولا تمشي بصورة معتدلة فيطمع أصحاب النفوس المريضة .. الشاب يستطيع أن يميز بين الفتاة المحترمة وغيرها ولا مبرر للشباب التي تتحرش بفتاة ملتزمة في ملابسها وأسلوبها في الشارع ، ولكن هذا ليس مبرر لأن يتحرش الشباب بالفتيات المتحررة فأنا بالتأكيد لن أترك فتاة رأيتها تتعرض للتحرش حتي وإن كانت متحررة ولكن لن أدافع عنها بنفس الحماسة والقوة إذا كانت الفتاة محتشمة". ويري محمد أن سبب انتشار هذه الظاهرة هو غياب الأمن وقال " لماذا لا يفعل أصحاب الأنفس المريضة مثل تلك الأفعال المشينة ماداموا يعلمون أنه لا يوجد رادع لهم". وقد حمل أيمن مسئولية انتشار ظاهرة التحرش لغياب دور الأسرة المصرية وقالت " تربينا علي الأخلاق والأصول وتعلمنا من الأهل أن الفتاة التي تسير بجانبي في الشارع هي أمي ، وأختي ، أبنتي وزوجتي لا يصح بأي حال من الأحوال أن أنظر إليها بطريقة سيئة بغض النظر عن ملابسها وطريقتها ، أما الآن فقد تحولت الفتاة إلي سلعة يصنفها الناس غالية أي محتشمة ورخيصة أي غير محتشمة وأستطيع أن "اعاكسها" كما أريد". وأشار أيمن إلي أن الذوق العام للمجتمع المصري تغير ففي عصر شادية وفاتن حمامة كانت الفتيات يرتدين "الميني والميكرو جيب وحتى المايوهات " وكان المجتمع ينظر إليهن باحترام أما الآن رغم احتشام غالبية الفتيات إلا أن غياب الأخلاق أدي إلي تعرض الفتيات للتحرش بغض النظر عن مدي احتشامها". وتري أسرة أستاذ علي أن الغلط الأكبر يقع علي الفتاة التي ترتدي ملابس مثيرة والتي تصل إلي حد الاستفزاز أحيانا وقالت مدام علي " حل هذه المشكلة يكمن في التربية وتوجيهات الأهل فإذا منعت كل أم أبنتها من الخروج من المنزل بملابس مثيرة ، وإذا علم الآباء أبنائهم احترام المرأة بشكل عام ، ستختفي هذه الظاهرة من الشوارع المصرية". بينما يري الزوج أن حل المشكلة في تغليظ عقوبات التحرش وتطبيقها بقوة ضد المتحرشين حتي يرتدع أصحاب الأنفس المريضة. وقد سعت منظمات أهلية وحركات شبابية خلال عيد الفطر المبارك من التصدي لظاهرة التحرش المتفشية في الشارع المصري ، مثل حركة " أمسك متحرش" التي نزلت الشوارع بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وقد استطاعت أن تقبض علي مئات المتحرشين وتسليمهم إلي أفراد الأمن ، كما نظم شباب حزبي الدستور والوسط فريق لمنع الرجال من ركوب عربات المترو المخصصة للسيدات ، وذلك بالتعاون مع أدارة و تشغيل المترو.