بدأ الناخبون الروس اليوم الأحد الإدلاء باصواتهم في انتخابات الرئاسة، وفتحت صناديق الاقتراع أبوابها لانتخاب خمسة مرشحين أبرزهم وأوفرهم حظاً بحسب الإستطلاعات رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. ويتطلع بوتين الى العودة الى الكرملين كرئيس لمدة ست سنوات جديدة، بعد ان حكم البلاد لثماني سنوات قبل أن يتولى رئاسة الحكومة في لعبة تبادل الأدوار مع الرئيس ديمتري ميدفيدف، رجل بوتين الوفي. ومن المقرر أن يدلي 108 ملايين ناخب مسجل بأصواتهم في الانتخابات، التي يرجح أن يفوز بوتين فيها بأكثر من 50 % من الأصوات. وبدأ التصويت في كافة مراكز الاقتراع في كل الكيانات الفيدرالية الروسية في الساعة الثامنة صباحا، حسب التوقيت المحلي، ومن المقرر أن يستمر التصويت حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم. مواجهة: ويواجه بوتين في الانتخابات أربعة منافسين، سبق له ان هزم ثلاثة منهم في انتخابات سابقة، وهم: زعيم الحزب الشيوعي، غينادي زيوغانوف، وزعيم حزب "روسيا العادلة" سيرغي ميرونوف، والحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي، بجانب المرشح المستقل، ميخائيل بروخوروف، وهو الوحيد الذي يشارك في انتخابات الرئاسة للمرة الأولى. وفي حال لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على أكثر من 50 % من الأصوات في الجولة الأولى، فستجرى جولة ثانية في 25 مارس الجاري بين المرشحين الفائزين في المرتبة الأولى والثانية. وتتميز الانتخابات الرئاسية الحالية كونها الأولى التي ستؤدي إلى وصول رئيس يحكم لولاية تصل إلى ستة أعوام بدلاً من أربعة. ويأمل بوتين، الذي تولى الرئاسة في روسيا للفترة من 2000 الى 2008، في العودة إلى تولي منصب الرئيس بعد أن قضى أربع سنوات كرئيس للوزراء، وهو تكتيك لجأ إليه بسبب قيود الدستور الروسي الذي لا يجيز له تولي أكثر من دورتين رئاسيتين متتاليتين. اتهامات بالفساد : وتجري الانتخابات الرئاسية الحالية وسط أجواء سياسية مغايرة بعدما فجرت الانتخابات في ديسمبر الماضي حركة احتجاجات واتهامات بالفساد ومطالب إصلاح. وفاز حينها حزب بوتين الحاكم "روسيا الموحدة" ب 49.5 % من الأصوات. بينما يرى محللون بأن الاحتجاجات، التي أعقبت تلك الانتخابات، بأنها الأضخم التي تشهدها روسيا طيلة عقدين، ويتوقع أن تشهد روسيا المزيد من الاحتجاجات، الاثنين، حال إعلان فوز بوتين بالرئاسة للمرة الثالثة. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن فوز رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين سوف يعمل على الحفاظ على مصالح الموالين له وحماية امتيازاتهم. وأضافت: "أن هؤلاء الموالين له يكونون شبكة من البيروقراطيين ورجال الأعمال والعلاقات الفاسدة القائمة على أساس مصالح حيوية" . وأشارت الصحيفة إلى نفي المتحدث باسم بوتين ما نشرته الصحيفة من مخالفات إزاء أن أصدقاء بوتين قاموا ببناء قصر له بتكلفة تبلغ مليار دولار. ونوهت الصحيفة بأن "بوتين ومجموعة من أصدقائه يسيطرون على نسبة 15% من الناتج المحلي الإجمالي وفقا لدراسة أجراها عدد من الصحفيين الروس والاقتصاديين". بوتين بروم: وذكرت الصحيفة أن شركة جازبروم التي تسيطر عليها الدولة وتعد أكبر شركة لإنتاج الغاز في العالم تقدم مثالا على كيفية عمل النظام الروسي، حيث تمثل نسبة 10% من الناتح المحلي الاجمالي لروسيا والذي قدره البنك الدولي بنحو 47ر1 تريليون دولار عام 2010، فضلا عن مجموعة من الشركات التابعة، بما في ذلك محطات التلفزيون التي تعكس بشكل موثوق الأذواق والرسائل الرسمية. وفي الوقت الذي تولي فيه بوتين الرئاسة الروسية عام 2000 أصبحت جازبروم من أولوياته حيث قام بتعيين صديق قديم له في عام 2001 في منصب المدير التنفيذي لها ثم بعد ذلك قام بتعيين ديمتري ميدفيديف كرئيس مجلس إدارة جازبروم الذي أصبح الرئيس الروسي عام 2008 في الوقت الذي تولي فيه بوتين منصب رئيس الوزراء الروسي. أما في سبتمبر الماضي فقد صرح ميدفيديف بأنه سيتخلي عن الرئاسة من أجل بوتين في الوقت الذي سيصبح فيه هو مرة أخرى رئيس الوزراء الامر الذي أشعل الاحتجاجات في الشارع الروسي التي انطلقت في ديسمبر مطالبة "بانتخابات نزيهة وشريفة" . ولفتت الصحيفة إلى ان آلاف المتظاهرين ممن خرجوا من أجل الاحتجاج على حكم فلاديمير بوتين يواجهون في ذلك هيكل السلطة الراسخة .