سلّط متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية الضوء، من خلال قسم التسجيل والتوثيق، على إحدى الشواهد التاريخية الفريدة المرتبطة بأسرة محمد علي، والمتمثلة في النقود التي سُكّت خلال عهد السلطان حسين كامل (1914–1917)، والتي توثّق مرحلة فارقة في التاريخين السياسي والاقتصادي لمصر. وأوضح المتحف، عبر صفحته الرسمية، أن فترة حكم السلطان حسين كامل شهدت تحولات جوهرية، أعقبت خلع الخديوي عباس حلمي الثاني، وإعلان الحماية البريطانية على مصر عام 1914، وهو ما أنهى رسميًا التبعية للدولة العثمانية، لتصبح مصر سلطنة مستقلة اسمًا تحت الهيمنة البريطانية. وانعكست هذه المتغيرات السياسية على شكل ومضمون النقود المصرية، إذ صدرت عملات جديدة حملت اسم السلطان حسين كامل بدلًا من اسم السلطان العثماني، في سابقة تُعد الأولى من نوعها، حيث ظهرت النقود بطابع مصري خالص، وتميزت باستخدام الخط العربي النسخي، وعبارة «السلطان حسين كامل»، إلى جانب سنة الجلوس 1333ه / 1914م. كما حملت بعض العملات عبارة «ضُرب في مصر»، وزُخرفت برموز السلطنة مثل الهلال والنجمة، إلى جانب زخارف نباتية تعكس الطابع الفني لتلك المرحلة. ويُنظر إلى هذه المسكوكات باعتبارها وثائق مادية نادرة، تعكس الانتقال من السيادة العثمانية إلى المصرية، ومحاولات تثبيت النفوذ البريطاني عبر الرموز النقدية، فضلًا عن كونها مصدرًا مهمًا لدراسة علم المسكوكات والتاريخ السياسي والاقتصادي لمصر خلال فترة الحرب العالمية الأولى.