بإعلان رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا، فوز فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة التي جرت أمس ، يتولى بوتين رجل روسيا القوى فترة رئاسية ثالثة، وسط توقعات بأن تشهد هذه الولاية بداية النهاية لرجل يعشق مختلف مظاهر القوة . وتشير نتيجة انتخابات الرئاسة في روسيا إلى نجاح بوتين في السيطرة على رياح الربيع العربي التي هبت لتصل إلى على روسيا في فبراير الماضي متأثرة بالثورات العربية، وربما أيضا تضع هذه الانتخابات بداية النهاية لرئيس يتبادل هو وصديقه ديمتري ميدفيديف منصب الرئاسة.
وخاض بوتين الانتخابات كمرشح لحزب "روسيا الموحدة" وهو الحزب الحاكم في روسيا في هذه المرحلة وذلك خلفا لصديقه ديمتري ميدفيديف الذي دفع به بوتين للرئاسة في عام 2008 فيما تولى هو رئاسة الوزراء بدلا منه فيما يشبه " المحلل " حتى يتسنى له إعادة انتخابه مرة أخرى رئيسا لروسيا.
وكان بوتين قد تولى منصب رئيس الدولة لفترتين رئاسيتين من عام 2000 - 2008 ثم تولى رئاسة الحكومة من 2008 حتى الآن ، حيث لا يسمح القانون بترشحه للرئاسة لثلاث فترات متواصلة .
وتشير الاحتمالات إلى تولى بوتين رئاسة روسيا لفترة تمتد إلى 12 عاما أخرى ، حيث أصبحت فترة الولاية الرئاسية 6 سنوات بدلا من 4 سنوات وسيكون ميدفيديف (الرئيس الحالي) هو رئيس حكومته .
ورغم محاولات بوتين خلال الانتخابات تهدئة المعارضة التي اتهمت الحكومة بتزويرها فقد أمر للمرة الأولى بوضع 192 ألف كاميرا مراقبة في مراكز التصويت، إلا أن فوز حزب روسيا الموحدة بالرئاسة مازال يواجه موجة من الاحتجاجات العارمة وسط اتهامات بتزويرها ، وسيظل بوتين رغم فوزه بالرئاسة يشغل منصب رئيس الحكومة إلى أن يتم تنصيبه رسميا في مايو القادم.
وتميزت سياسة بوتين الداخلية خلال رئاسته لروسيا بإحكام سيطرة طواغيت المال على الداخل الروسي ، وفقد بوتين الكثير من شعبيته منذ عام 2008 لاتهامه بسوء الإدارة بالإضافة إلى انه يواجه أشد معارضيه منذ عام 2000 وعلى مدى فترتي ولايته ، وعلى الصعيد الخارجي فإن الحدث الأبرز كان ما شهدته العلاقات بين روسيا وجورجيا من توتر بسبب النشاطات التي يقوم بها المتمردون الشيشان على طول الحدود بين البلدين ، ورد الفعل الروسي تجاهها على المستوى الدولي.