د.مازن النجار \n\n أصبحت إمكانية زرع الكلى دون الاعتماد على العلاجات الكابحة لمناعة الجسم التي ترفض قبول العضو الجديد المزروع أقرب إلى التحقق بخطوة أو خطوتين.\n \nفقد أعلن مؤخرا عن نجاح دراستين طبيتين في تطوير طريقتين لتثبيط مقاومة الجسم للكلى المزروعة، كما أوردت ميديكال نيوز توديه، ونشرت الدراستان بدورية \"نيو إنغلند جورنال أوف مديسن\".\n \nالدراسة الأولى قام بها باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام وكلية طب هارفرد ببوسطن، حيث تلقى خمسة مرضى في المرحلة النهائية لمرض الكلى نخاع عظام وزرع الكلى من أقارب غير مطابقين تماما بيولوجيا أو وراثيا.\n \nوكان ذلك قد أجري على ثلاث مراحل، فقد تم تعطيل جهاز المناعة جزئيا، ثم تلقوا زراعة لنخاع العظام من المتبرعين بالكلى، ثم زرعت لهم الكلى نفسها من المتبرعين. أعضاء غير مطابقة\nوتمكن جميع المرضى المشاركين في الدراسة الذين زرعت لهم الكلى (باستثناء أحدهم) من الاحتفاظ بالكلى المستزرعة، بعد التوقف تماما عن تعاطي الأدوية المثبطة بعد فترات تتراوح بين 9 و14 شهرا من إجراء زراعة الكلى لهم.\nواستمرت هذه الكلى في أداء وظائفها أداء مستقرا لفترات تتراوح بين سنتين و5 سنوات.\n \nمن ناحيته أكد الدكتور ديفد ساكس القائد المشارك لفريق البحث والخبير بمركز أبحاث بيولوجيا زراعة الأعضاء بمستشفى ماساتشوستس العام على ضرورة تكرار هذه الدراسة بمجموعة أكبر من المرضى المشاركين قبل استخدامها أو اعتبارها إجراء إكلينيكيا قياسيا.\n \nولفت إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها عمليات استزراع لأعضاء (كلى) غير متطابقة بيولوجيا أو وراثيا، بشكل متعمد وناجح.\n \nأما الدراسة الثانية فأجريت بجامعة ستانفورد، حيث تلقى المريض من أخيه كلية مطابقة بيولوجيا وزرعت له باستخدام خلايا دم من أخيه أيضا، وذلك بعد أن تم تعطيل جهاز مناعته جزئيا، باستخدام الإشعاع والأجسام المضادة.\n \nجهاز مناعي هجين\nوتشير النتائج إلى أن المريض قد حصل على نظام (جهاز) مناعي هجين، لم يحاول أن يرفض العضو المستزرع من الأخ المتبرع، ولم تظهر هناك أي أعراض مرضية للتعارض بين العضو المزروع والجسم المضيف، نتيجة استزراع خلايا دم المتبرع.\n \nيقول الدكتور جون سكاندلنغ، المؤلف الرئيس للدراسة أستاذ الطب بجامعة ستانفورد، إن فكرة التخلص من أدوية كبح جهاز المناعة مدى الحياة لها وقع إيجابي هائل لدى مرضى الكلى.\n \nلكن سكاندلنغ يشدد على أن الطريق طويل قبل أن تصبح هذه الطريقة العلاجية قياسية ومتاحة في الممارسات الطبية الإكلينيكية.\n \nوكانت دراسة ثالثة منشورة في نفس العدد من دورية \"نيو إنغلند جورنال أوف مديسن\" قد أوردت تقريرا عن حالة زراعة ناجحة لطفلة في التاسعة من عمرها كانت قد أجريت لها عملية زراعة للكبد، وتمكنت من الاستغناء عن أدوية كبح مناعة الجسم ضد العضو الجديد، بعد أن أدخلت خلايا منشأ (جذعية) من المتبرع بالكبد إلى نخاع عظام الطفلة المتلقية لها.\n \nوكما هو شأن المريض الذي تلقى كلية أخيه وخلاياه الدموية أيضا حصلت هذه الفتاة الصغيرة على جهاز مناعة \"هجين\"، لكن حالة الطفلة مضت أبعد من ذلك إلى حد تغيير فصيلة دمها أيضا.