قال أطباء متخصصون في الخلايا الجذعية أن هذه الخلايا تقوم بإصلاح أي خلل يحدث في عضو من أعضاء الجسم ويطلق عليها الخلية الأم، حيث إنها قادرة على التحور لأي نوع من الخلايا الأخرى على حسب احتياجات الجسم وهي موجودة في بعض الأعضاء بنسبة قليلة وموجودة في النخاع العظمي بكميات كبيرة وكشف الأطباء عن أن العلم الحديث أثبت أن الحبل السري للجنين يحوي كمية كبيرة من الخلايا الجذعية والتي يمكن أن يستفيد منها الطفل أو أحد أفراد أسرته إذا تم الاحتفاظ به بعد الولادة وتم سحب الدم الموجود فيه وحفظه في أحد بنوك الخلايا الجذعية د. علاء إسماعيل مدير وحدة أبحاث الخلايا الجذعية اكد :'' أنشئت لهذا الغرض بنوك لحفظ دم الحبل السري بعد موافقة الوالدين ويستفيد أسرة الطفل كإخوته ووالدته ومن يحملون نفس فصيلة دمه لسنوات طويلة''. وأضاف:'' أما بالنسبة للاستفادة من الخلايا الجذعية الموجودة في النخاع العظمي فقد قمنا بعمل العديد من التجارب الأكلينيكية التي استخدمنا فيها الخلايا الجذعية من النخاع العظمي لمرضي الكبد وحتى الآن أمكن علاج 05 مريضًا من أمراض تليف الكبد عن طريق بذل النخاع الجزاعي من عظام الحوض بعد فصل الخلايا وتركيزها ثم حقتها في طحال مريض الكبد واكتشفنا بعد مرور حوالي شهر فقط من حقن هذه الخلايا في الطحال أنها تنضج وتتكاثر وتشفي وتنتقل تلقائيًا للكبد عن طريق الدورة الدموية البابية فعندما يحدث خلل في كبد الإنسان يفرز بعض المواد الكيماوية والتي تبحث عن الخلايا الجذعية وعندما نذهب اليها تتحول إلى خلايا شبيهة بخلايا الكبد ويحدث إصلاح فيها'' تقوم هذه التقنية على :''أخذ عينات من خلايا المريض، فلا يحتاج إلى أي أدوية مثبطة للمناعة عكس إذا كانت الخلايا من مريض آخر يحاول الجسم طردها لأن الأنسجة غريبة عنه، ولهذا يحتاج ليتقبلها الجسم فترة طويلة، بالإضافة إلى رخص ثمنها لأنها لا تحتاج متطوعًا علاوة على أنها طريقة سهلة ولا تؤثر على خلايا الجسم بل تجعلها تتكاثر وهي تتجدد كما يتجدد الدم عند التبرع به فالنخاع العظمي مصنع لإنتاج الخلايا الجذعية ولا يتأثر بل لديه دائمًا المزيد'' الى ذلك يرى د خالد كمال علي أستاذ النساء والتوليد : أن الدم الذي يسري بالحبل السري للجنين يحتوي على خلايا جذعية تشبه تمامًا التي توجد لاحقًا في نخاع العظام وهي خلايا تعين الجسم على إنتاج خلايا العظام والغضاريف والعضلات إضافة إلي خلايا الكبد والخلايا التي تشكل بطانة الأوعية الدموية''. والمهم- بحسب المصدر الطبي - أن حفظ دم (الحبل السري) له فوائد مستقبلية كبيرة رغم أن الأبحاث مازالت في البداية ولكن هناك شيئًا مؤكدًا هو أن الخلايا الجذعية المستمدة من دماء الحبل السري يمكن استخدامها بنجاح وقت الحاجة إليها لمعالجة صاحب الحبل من الأمراض المستعصية بعد( 20) عامًا من ولادته مثل : سرطان الصدر والرئتين والرحم وأمراض المناعة الذاتية كالروماتيزم''. تعد الخلايا الجذعية المستمدة من الحبل السري قادرة علي إنتاج خلايا عضلات القلب ويمكن أن تكون بديلاً ناجحًا في المستقبل لعمليات زراعة القلب عن طريق إدخالها بدلاً من العلاج بوساطة الكيماويات والأشعة النووية وتخلص المريض من مشكلة لفظ أو رفض الأعضاء المزروعة المأخوذة من متبرع غريب لأنها ليست ملوثة بالفيروسات وقد تم بالفعل علاج طفلة عمرها 4 سنوات تعاني من ورم في الجهاز العصبي بواسطة خلايا مستمدة من الحبل السري وشفيت تمامًا ، وهناك حالات أخرى كثيرة كان العلاج الوحيد أمامها هو عمليات زرع، ولهذا فإن الحبل السري قد يكون بديلاً لعمليات زرع الأعضاء فيما بعد علاج الكبد العلماء نجحوا في استخدام خلايا النخاع الشوكي في تكوين خلايا الدم المختلفة من هنا ظهرت فكرة استخدام خلايا النخاع الشوكي أو الأجنة والتي لديها القدرة على الانقسام المستمر والتحول إلى الأنواع الأخرى من الخلايا التي تكون الجسم والتي يبلغ عددها أكثر من 200 نوع،او كما اشار د سامي الشيمي أستاذ طب الأطفال:'' لها دور محدد يعمل على تكوين خلايا دم جديدة وخلايا عصبية وخلايا للبنكرياس وغيرها وخلايا الحبل السري للأطفال بعد الولادة بثوان تستطيع أن تتحور إلى خلايا أخرى بدرجة كبيرة ويمكن الاستفادة منها عند اللزوم، خاصة في علاج أمراض الكبد المزمنة والتي تحتاج إلى زرع للكبد وتكبد صاحبها أموالاً طائلة ، وكذلك يمكن تحويلها إلى خلايا بنكرياس مفرزة للأنسولين وبالتالي تكون علاجًا حاسمًا لمرضى السكر والأنيميا الناتجة عن فشل النخاع وأمراض سرطان الدم (اللوكيميا) وتكسر الدم وبعض أمراض التمثيل الغذائي والجهاز المناعي، فالخلايا الجذعية هي المستقبل الواعد لعلاج الأمراض المستعصية'' وأضاف :'' إن أسهل طريقة للحصول على هذه الخلايا هي سحب دم الحبل السري أثناء الولادة الطبيعية وقبل ولادة المشيمة حيث يصعب أحيانًا سحب دم الحبل أثناء الولادة القيصرية وسحب الدم يجب أن يكون في خلال سبعة دقائق بعد الولادة ثم ينقل إلي المختبر الذي يقوم بالتأكد من خلوه من الجلطات الدموية وخلوه من الأمراض الفيروسية''.