تشهد الأوساط العلمية والطبية هذه الأثناء جدلاً كبيراً حول دور الخلايا الجذعية في علاج الكثير من الأمراض المزمنة والصعبة وبخاصة التي ترتبط بتلف أحد أعضاء جسم الإنسان ويحتاج إلي جراحة لزراعة عضو بديل. هنا يبرز دور هذه الخلايا في امكانية اعادة الحياة للعضو التالف كالكبد مثلاً حيث يتم حقن الطحال بهذه الخلايا وتمارس نموها خلال أسبوعين حيث يعود الكبد لكامل حيويته. وقد ظهر نجاح أولي المحاولات العلمية للحصول علي الخلايا الجذعية وتنمية تكاثرها في المختبر قبل أكثر من عقدين من الزمان وذلك في الفئران. وفي عام 8891 تمكن العلماء من استخدام الأجنة البشرية في الحصول عليها ونجحوا في زيادة عددها عبر تهيئة الظروف المناسبة لذلك وبعدها يتم الحصول عليها بما تحويه من أنسجة مختلفة لأعضاء الجسم. وتجري التجارب اليوم علي قدم وساق في مناطق عدة في العالم خاصة في المناطق التي لا تخضع لقوانين صارمة تمنع البحث العلمي من مواصلة أبحاثه ومن أهم التطورات الحديثة ما أعلن عنه العلماء من كوريا الجنوبية في مايو عام 5002م من النجاح في الحصول علي هذه الخلايا من بويضات لم يتم تلقيحها بالطريقة المعتادة. ويعتبر الحبل السري مصدراً غنياً بالخلايا الجذعية التي توجد في دم الحبل السري وهي السليقة لكل ما يحتويه الدم بدءا من الخلايا الدموية البيضاء المقاومة للعدوي والخلايا الحمراء الحاملة للأكسجين إلي الصفائح الدموية التي تسهل عملية تجلط الدم بعد حدوث اصابة أو جرح ما. وتكفي الخلايا الجذعية الموجودة في مشيمة واحدة لإعادة بناء خلايا الدم والجهاز المناعي عند طفل مصاب بابيضاض الدم، وهو مرض يتميز بانقسام خلايا الدم البيضاء بصورة غير سوية مما يوجب قتلها بالمعالجة الكيماوية وتكفي لعلاج شخص بالغ في حال نموها في ظروف خاصة. ويمكن الحصول علي خلايا جذعية أوفر القدرة من مركز التلقيح الصناعي والتي تبرع بها الأزواج أو من الخلايا الجنسية للأجنة المجهضة "الأنسجة التي يتكون منها المبيض والخصية" أو من الكتلة الخلوية الداخلية عن طريق الاستنساخ أو ما يسمي بنقل النواة الجسدية كما حدث في النعجة دولي. - من خلال دم الحبل السري عند الولادة. - من خلايا أنسجة البالغين كنخاع العظم. ويقول د.حسني سلامة المشرف علي تجارب زراعة الخلايا الجذعية بمستشفي قصر العيني إنه تم حتي الآن زراعتها لأربعين مريضاً من مرضاً الكبد كانوا في حاجة لزراعة كبد بديلة بعد اصابتهم بالفشل الكبدي وبعد زراعة الخلايا الجذعية نجحت هذه الخلايا في القيام بعمل الخلايا الكبدية وتحسنت حالتهم ولكن بعضهم قد يحتاج لإعادة الحقن بالخلايا مرة أخري بعد ستة أشهر والبعض الآخر لا يحتاج حتي الآن لإعادة الحقن. ويؤكد د. سلامة أن الخلايا الجذعية يمكن أن تكون قطع غيار لكل أعضاء الجسم كالكبد والقلب والجهاز العصبي بل والعظام أيضا. ويضيف أن هذا الأسلوب له مزايا كبيرة أهمها إن الخلايا الجذعية تؤخذ من المريض نفسه ثم تتم زراعتها داخل جسده فلا يحتاج إلي الأجهزة المثبطة للمناعة. كما أن تكلفة زراعة الخلايا الجذعية في الكبد أقل كثيراً من تكلفة جراحات زرع الكبد وتعتمد هذه العملية بشكل أساسي علي حقن خلايا كبدية أصلها خلايا جذعية تم تحويلها في المختبر إلي خلايا كبدية في الطحال وليس في الكبد. ويقول د. علاء الدين اسماعيل قائد فريق العمل من أساتذة المعهد القومي لأبحاث الأمراض المستوطنة والكبد إن اطباء المعهد التابع لمستشفي قصر العيني توصلوا إلي هذه النتائج بعد خمس سنوات من الدراسة والتجارب علي الحيوانات وقد أثبتت النتائج نجاحاً باهراً حيث يتفاعل الطحال مع الخلايا الكبدية التي يتم حقنها به بكل كفاءة خلال أسبوعين من إجراء الحقن.وأوضح أن تحويل الطحال إلي كبد يتم خلال أسبوعين بعد الحقن مشيراً إلي أن هذه العملية لن تتكلف أكثر من 01 آلاف جنيه وهو مبلغ رمزي لجراحات زرع الكبد. ويواصل د علاء الدين قائلاً: إنه يمكن أخذ الخلايا الجذعية بصفة عامة إما من النخاع الشوكي أو من الدم مباشرة أو من الحبل السري بعد عمليات الولادة ولأنها محدودة الكمية يتم إلقاؤها خارج الجسم وتحويلها إلي خلايا كيدية لأن الأمر يتعلق بعلاج الكبد ولا يتم حقنها إلا بعد التأكد من تحويلها إلي خلايا كبدية وأنها بدأت تؤدي وظيفتها بإجراء الاختبارات المعملية عليها وبعد حقنها بأسبوعين ومتابعة حيوانات التجارب وضح في علاج الاستسقاء أنها تعمل علي تحسين عوامل التجلط ومن دراسة الأعضاء الداخلية لهذه الحيوانات بعد انتهاء التجربة من الناحية النسيجية اتضح أن العلاجات تحسن ليس فقط وظائف الكبد بل تحسن مكان التليف في الكبد. ويلفت د. اسماعيل النظر إلي أن العلاج بالخلايا الجذعية يناسب المرضي الذين يدخلون في الغيبوبة. كما أن هناك مرضي كبد يحتاجون لإجراء عمليات أخري مثل تصليح فص في الكبد. وقال إن الإسلام لا يمنع العلوم المفيدة للإنسان وإن المجمع يتابع باهتمام كل ما هو جديد في هذا العلم الخطير وأن العلاج عن طريق زراعة الخلايا الجذعية يفتح باباً جديداً للعلاج يمكن أن يقلل من الاعتماد علي زراعة الأعضاء من المتوفين أو المتبرعين ويعطي فرصة أكيدة لمساعدة مرضي الأمراض المستعصية في الشفاء خاصة مرضي الكبد والكلي والقلب.. وقال إنه لا مانع شرعاً من إنشاء بنك خاص لحفظ هذه الخلايا مادامت تستخدم في العلاج البشري.