وبدلاً من ذلك، يجب أن يحدد التقييم العقلاني للصواريخ الإيرانية والاختلاف المهم بين قدراتها الصاروخية طويلة ومتوسطة المدى، أفضل رد دفاعي صاروخي. وكانت إدارة بوش قد سعت لوضع 10 دروع صاروخية في بولندا من أجل الدفاع عن كل من أوروبا والولاياتالمتحدة ضد هجمات الصواريخ الإيرانية المحتملة. وخلال الحملة الانتخابية، أعلن باراك أوباما تأييده لأنظمة الدفاعات الصاروخية في أوروبا إذا ثبت جدواها. ولكن بعيداً عن جدوى هذه الأنظمة، يجب أن يتم نشر الدروع الصاروخية بطريقة توفر أفضل دفاع ضد الصواريخ الإيرانية طويلة ومتوسطة المدى. \r\n ولم تختبر طهران بعد صواريخ طويلة المدى يمكن أن تضرب الولاياتالمتحدة. ونظرياً، خلال الفترة من عام 2012 إلى عام 2015 وهي الفترة التي كانت من المنتظر أن تشهد نشر الدروع الصاروخية في بولندا، يمكن أن تصنع طهران صواريخ عابرة للقارات، ربما على غرار صواريخ تايبودونج 2 الكورية الشمالية التي يمكن أن يصل مداها إلى الولاياتالمتحدة. وسوف تكون الدروع العشرة في بولندا كافية، ولكن ليست ضرورية تماماً للتعامل مع هذا التهديد لأن الدروع الصاروخية الموجودة في ألاسكا يمكن أن تواجه أيضاً هذه الصواريخ. \r\n وفي المقابل، بنت طهران أيضاً العشرات من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في المرحلة الأولى التي يمكن أن تصل إلى الدول المجاورة وإسرائيل. ومن المحتمل أن يكون الصاروخ الذي حمل القمر الصناعي الإيراني مستمدا من هذه الصواريخ متوسطة المدى، ويوضح أن إيران يمكن أن تبني الآن صواريخ المرحلة الثانية. وسوف تكون مثل هذه المرحلة المعقدة قادرة على ضرب أوروبا، ويمكن أن تبني طهران العديد من هذه الصواريخ خلال العقد القادم. وهذا العدد الكبير من الصواريخ متوسطة المدى سوف تتفوق على الدروع الصاروخية المزمع تركيبها في بولندا. ولمواجهة هذا الأمر، سوف يتعين على واشنطن أن تضع كمية كبيرة من الدروع الصاروخية في بولندا، ولكن هذه الخطوة سوف تحد من قدرات الردع النووية لروسيا، وهو ما قد يؤدي إلى توتر العلاقات الأميركية مع موسكو. \r\n لذا، من المحتمل أن تساهم بنية دفاع صاروخية مختلفة لأوروبا، في تثبيت دروع صاروخية في كل من تركيا وبلغاريا ورومانيا أو ألبانيا (وهو ما لن يؤدي إلى الحد من قدرة الردع النووية لموسكو) بالاشتراك مع الدروع الصاروخية الموجودة في بحر إيجة والمزودة بسفن حربية في البحر المتوسط، في توفير طريقة أفضل لمواجهة أي تهديد صاروخي إيراني مستقبلي لأوروبا. ويجب أن تتابع الولاياتالمتحدةوروسيا والدول الأوروبية الأخرى أيضاً خيارات دبلوماسية. \r\n وسوف يؤدي حوار التحكم في الأسلحة الذي يؤمن تعهدا إيرانيا للتخلي عن بناء واختبار صواريخ جديدة في النهاية إلى الحد من هذا التهديد بشكل ملحوظ. وعلى سبيل المثال، يمكن أن تساعد عمليات الحظر على اختبار الرحلات الجوية في مراقبة هذه الرحلات بسهولة. وسوف يساعد مراقبة القدرات مثل محطة رادار أزيري في مراقبة هذه الرحلات. وفي شهر يونيو 2007، رحب وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس بعرض الرئيس الروسي وقتها فلاديمير بوتين لاستخدام هذه المحطة. ويمكن أن تتم مراقبة أي عمليات إطلاق إيرانية لأقمار صناعية للتأكد من أنها مستمدة فقط من صواريخ متوسطة المدى بدلاً من أي صاروخ جديد طويل المدى. \r\n وتمتلك الإدارة الأميركية الجديدة فرصة لاتخاذ مقاربة جديدة مع روسيا فيما يتعلق بالصواريخ والدفاع الصاروخي. وعلى الرغم من الروايات التي ذكرت بأن روسيا قد توقفت خلال الأسبوع الماضي عن تهديد بولندا بصواريخ قصيرة المدى، أعلن وزير الخارجية الروسي بسرعة أن نشر الدرع الصاروخية ما زال يرتبط بما إذا كانت الولاياتالمتحدة سوف تنشر دروعها الصاروخية في بولندا من عدمه. ويجب ألا تسمح واشنطن بإملاء التهديدات الروسية على خطط الدفاع الصاروخية الأميركية. وبدلاً من ذلك، يجب أن تقيم إدارة أوباما بشكل واسع انتشار الصواريخ الباليستية مع تخطيطها لاستجابات الدفاع الصاروخي، ويجب أن تفكر في التعاون بمجال الدفاع الصاروخي مع موسكو اعتماداً على المصالح المشتركة لمواجهة التهديدات الصاروخية الحقيقية. \r\n \r\n \r\n دينشو ميستري \r\n تشارليز فيرجسون \r\n أستاذ مساعد في جامعة سينسيناتي ومؤلف كتاب \"احتواء انتشار الصواريخ\" \r\n زميل بارز للعلوم والتكنولوجيا في مجلس العلاقات الخارجية. \r\n خدمة إنترناشيونال هيرالد تريبيون، خاص ب (الوطن) \r\n