ولعل استقبال السفن الروسية، يعكس طبيعة علاقة الأوكرانيين مع الأسطول الروسي، الذي خدم فيه منذ سنوات قليلة العديد من سكان القرم وأوكرانيا، ما يجعلهم لا يشعرون بأن الأسطول الروسي يمثل قوات أجنبية تتواجد على أراضيهم. \r\n \r\n \r\n المشكلة الحقيقية أن قرار يوشينكو لم يكن نتيجة لمخاوف كييف بأن تلجأ روسيا لنفس الأسلوب الذي أتبعته مع جورجيا في مواجهة سياسات يوشينكو، لأن موسكو تعترف بالسيادة الأوكرانية على أقليم القرم، ولا توجد نزاعات انفصالية في الأقليم بالرغم من أن أغلبية السكان من الروس. \r\n \r\n \r\n وما يؤكد أن هذه المخاوف لم تكن المحرك لقرار يوشينكو، الموقف الذي أتخذته رئيسة الحكومة يوليا تيموشينكو، برفض المصادقة على قرار الرئيس الذي يقضي بمنع عودة السفن الروسية التي ستشارك في المعارك الدائرة في جورجيا هذا الموقف كشف عن أن الرئيس يوشينكو يسعى فقط للتقرب من الغرب وارضاء الولاياتالمتحدة للبقاء في منصب رئيس البلاد بعد أن فقد دعم الناخبين الأوكرانيين. \r\n \r\n \r\n ويبدو أن يوشينكو لا يدرك حجم الكارثة، والتطورات الجارية بدءاً من التهديدات الغربية وانتهاء بدخول أكثر من 9 سفن عسكرية تابعة لحلف الناتو إلى مياه البحر الأسود تنذر بتصعيد التوتر بالقرب من الشواطئ الأوكرانية، بل إنها تنذر بمخاطر نووية باعتبار أن سفن الحلف الأطلسي التي دخلت البحر الأسود تستطيع حمل صواريخ مجهزة برؤوس نووية. \r\n \r\n \r\n وقد أرسلت لردع روسيا ومنع اقتراب القوات البحرية الروسية من الشواطئ الجورجية. كما لا يمكن استبعاد احتمال إقدام السفن الحربية الأطلسية على إطلاق نار أسلحتها على قوات أبخازية أو روسية في الساحل الأبخازي أو الروسي. \r\n \r\n \r\n وقد كشفت وزارة الدفاع الروسية عن أن مجموعة سفن الناتو، تتكون من الفرقاطة البولندية «الجنرال بولاسكي» ، والمدمرة الأميركية «ماكفول» ، والفرقاطة الألمانية «ليوبيك» ، والفرقاطة الأسبانية «الأميرال خوان دي بوربون» ، وسفينة خفر السواحل الأميركية «دالاس» . \r\n \r\n \r\n ويوجد على متن المدمرة الأميركية «ماكفول» الراسية في الوقت الحاضر عند ميناء باطومي الجورجي، حوالي 50 صاروخا من طراز «توماهوك» . ومن الممكن تزويد هذه الصواريخ برؤوس نووية، وهي مصممة لتدمير الأهداف البرية.كما أن سفن الناتو الأخرى التي تتواجد في البحر الأسود تتسلح ب 46 صاروخا من طراز «هاربون» المضاد للسفن، وحوالي 8 مروحيات مختلفة الأصناف. \r\n \r\n \r\n ما يعني هذا التواجد العسكري البحري لقوات الناتو لا يستهدف فقط تسوية الأزمة الجورجية، وانما يتسع ايضا ليشمل توفر أمكانية لدى هذه السفن لإطلاق صواريخ «توماهوك» الأميركية على إيران من البحر الأسود. \r\n \r\n \r\n اذا ما قرر الغرب توجيه ضربة سريعة لإيران.ما يعني أن سياسة يوشينكو المتقلبة فسحت المجال لتحويل مياه البحر الأسود إلى قاعدة ضاربة لحلف الناتو لتفجير حروب ضد روسياوإيران، وبدلا من أن يشمل اعتراض يوشينكو على مشاركة السفن الروسية في المعارك ضد جورجيا، السفن التابعة للناتو، تراجع الرئيس الأوكراني عن كل اعتراضاته.وهو ما يعني تورطه مع الناتو في التدبير لضربة عسكرية وتفجير الوضع في منطقة البحر الأسود، حتى ولو لم يكن مشاركا في ذلك. \r\n \r\n \r\n لقد قدمت أوكرانيا خدمات مجانية للناتو قبل حصولها على العضوية ووضعت أمنها القومي رهن مصالح حلف شمال الأطلسي مع روسيا وجورجيا وإيران، وبدلا من أن يبحث يوشينكو عن سبيل لتجنيب البلاد مخاطر هذا التوتر والتصعيد الحاصل زج بأوكرانيا في صراعات لا مصلحة لها فيها. \r\n \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي أوكراني \r\n \r\n \r\n