\r\n إن هدف توسيع الناتو منذ منتصف تسعينات القرن الماضي كان تحقيق قدرا اعرض واكبر من الأمن لأوروبا ؛ وكان هذا هو الدافع وراء قرار الحلف ضم بولندا وجمهورية التشيك والمجر في 1999 وسبع دول بمنطقة البلطيق وشرق أوروبا في 2004 ؛ وكان من نتائج تلك القرارات استقرار واندماج أوروبا اكثر والتأكيد على التحولات الديمقراطية والاقتصادية المثيرة التي قامت بها الدول جديدة العضوية. \r\n وتسمح سياسة الباب المفتوح التي تبناها حلف الناتو في عام 1997 لأي دولة اوروبية تستوفي معايير الحلف وتستطيع المساهمة في الأمن اليوروأطلسي بإمكانية دراسة ضمها للعضوية. ولا تقدم خطة عمل العضوية ضمان عضوية ولكنها توفر دليلا لاندماج اوكرانيا اكثر في أوروبا ولجهودها في الإصلاح الداخلي ؛ ولا تعد خطة عمل العضوية طلبا للعضوية ؛ فلقد قال زعماء اوكرانيا إن ناخبيهم سيكون لديهم فرصة للتعبير عن ارائهم حول عضوية الناتو في استفتاء قبل أن تقرر كييف تقديم مثل هذا الطلب رسميا. \r\n وسيكون منح اوكرانيا خطة عمل العضوية في قمة بوخارست منسجما تماما مع سياسة الحلف ، وسيعزز الأمن والاستقرار الأوروبي ، وسيحفز العدد الكبير والمتزايد من الاوكرانيين الراغبين في اندماج اكثر مع أوروبا ؛ فضلا عن انه لا حجة ضد هذا الاجراء تصمد أمام التدقيق. \r\n قد يشدد البعض على ان كييف ليست جاهزة للاستعداد لعضوية الناتو ؛ وهذا ليس بصحيح ؛ فلقد حققت اوكرانيا تقدما كبيرا على صعيد الإصلاح الديمقراطي والاقتصادي والعسكري بنفس القدر الذي تحقق في رومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا والبانيا عندما تلقوا خطط عمل العضوية عام 1999. \r\n زد على ذلك انه في اواخر عام 2005 ، وفي أعقاب الثورة البرتقالية ، اعتبر كثيرون في الناتو خطة عمل العضوية لاوكرانيا احتمالا قويا قبل قمة الحلف في نوفمبر 2006 ؛ إلا ان رئيس الوزراء الاوكراني في ذلك الوقت ، فيكتور يانوكوفيتش ، نكص عن الاقتراح. \r\n أما اليوم ، فإن الفرع التنفيذي الموحد في اوكرانيا مدعوما بائتلاف الأغلبية في البرلمان ، يرغب في خطة عمل للعضوية ؛ وخلال السنوات الماضية ، حسنت اوكرانيا اكثر مؤهلاتها الديمقراطية ، وعمقت الإصلاحات العسكرية ، وأجرت انتخابات برلمانية حرة وانتقالا سلميا للسلطة. \r\n وقد يجادل البعض بأن الاوكرانيين لا يؤيدون عضوية الناتو. قد يكون ذلك صحيحا ؛ ولكن إذا كانت استطلاعات الرأي توضح ان نحو ثلث الاوكرانيين فقط يفضلون حاليا العضوية ، فإن الدعم الشعبي للانضمام إلى الناتو في دول مثل سلوفاكيا وسلوفينيا كان ضعيفا أيضا خلال عام 1999 ؛ واستغلت هاتان الدولتان خطة عمل العضوية لتوسيع الدعم الشعبي ؛ ولقد أشار زعماء اوكرانيا إلى انهم سيفعلون الشيء نفسه. \r\n وقد يشدد المتشككون على ان اوكرانيا لن تضيف جديدا للحلف اكثر من اضافة عبء امني ؛ وهذا تقدير خاطئ. لقد برهنت كييف على إن لديها قدرات عسكرية مهمة وارادة سياسية لاستخدامها. وفي السنوات الأخيرة ، وفر الجيش الاوكراني للحلف مطارات عسكرية استراتيجية وشارك جنبا إلى جنب مع قوات الناتو في عمليات حفظ السلام في البلقان واماكن أخرى ؛ وقدم اسهامات مهمة في قوات التحالف البرية في العراق خلال عامي 2004 و2005 ؛ وسوف تكون اوكرانيا مساهما صافيا للامن اليورواطلسي. \r\n وأخيرا ، قد يبدي البعض مخاوف من ان تحضير اوكرانيا لعضوية الناتو من شأنه اثارة صعوبات جديدة مع روسيا. فلنكن واضحين في ذلك. إن الكرملين لن يرحب بهذه الخطوة ، الآن أو في أي وقت في المستقبل القريب ؛ ولكن لا يوجد ما يوحي بأن الامتناع سيدفع موسكو على اتخاذ مواقف اكثر لينا في قضايا أخرى مثل كوسوفو. \r\n واقع الحال يقول أن السماح للعامل الروس بإعاقة خطة عمل العضوية ليس إلا مكافأة للسلوك الروسي المشاكس ؛ ففي العام الماضي ، علقت موسكو العمل بمعاهدة القوات التقليدية بأوروبا ، وهددت بالاعتراف بانفصال دول اوستيا الجنوبية وابخازيا ، وتوعدت باستهداف الصواريخ النووية في وسط أوروبا. \r\n إن الناتو لا يشكل تهديدا لروسيا ؛ ولكن من سوء الحظ ان نخبة السياسة الخارجية الروسية يختارون اعتباره خصما ؛ وبينما يتعين على الناتو إشراك موسكو بتقديم برامج تعاونية جديدة ، فإن الأمر يرجع إلى الروس أنفسهم ليقرروا عدم اعتبار الناتو تهديدا. \r\n ومن ثم يتعين على زعماء الناتو ان يرحبوا بالطلب الاوكراني،ويعطوا ردا إيجابيا في بوخارست ؛ وأي شيء اقل من ذلك سيكون رجوعا بسياسة الحلف 10 سنوات إلى الوراء ، ويثبط الاوكرانيين الذين يريدون تحديث اوكرانيا ، ويضيع فرصة دفع عملية صياغة صورة اعرض واكثر أمنا لأوروبا. \r\n \r\n ستيفن بايفر \r\n مستشار رفيع بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وسفير أميركي سابق لدى اوكرانيا من 1998 إلى 2000) \r\n خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون نيويورك تايمز خاص ب\"الوطن\"