واليوم يواجه كروكر - بوصفه سفير الولاياتالمتحدة لدى العراق - فوضى تجعل لبنان يبدو هينا وبسيطا عند المقارنة. فمهمته هي التعامل مع الأحجية السياسية في العراق بالتوافق والتوازي مع الجنرال ديفيد بيتراوس, قائد القوات متعددة الجنسيات في العراق, الذي يشرف على الجهود العسكرية. \r\n وفي الواقع, فإن الوظيفتين متداخلتان . فهذان الرجلان قد أصبحا وجه جهود إدارة بوش لتخليص وإنقاذ العراق. وهما يتحركان معا, ويزوران القادة العراقيين معا, وسيتناوبان ويتعاقبان التواجد في البرامج الحوارية لشبكة \" صن داي \" في الولاياتالمتحدة. \r\n قال لي كروكر في مقابلة معه في مكتبه بالسفارة في أحد قصور الرئيس الراحل صدام : \" إن مشاكل ديفيد هي مشاكلي, ومشاكلي هي مشاكل ديفيد .. \". \r\n وبعبارة أخرى, فإن الجهد العسكري المبذول للحد من العنف في بغداد يهدف إلى إيجاد متنفس للساسة العراقيين كي يعملوا ويتصرفوا, والاستراتيجية لا يمكن أن تجدي إذا لم يفعلوا ذلك. \r\n وأضاف كروكر: \" إنها فرصة أو متنفس للعراقيين أن يلتئموا ويجتمعوا معا.. وأن يتخذوا قرارات للصالح العام ومن أجل تطوير قوات الأمن العراقية \". \r\n والسؤال الكبير هو ما إذا كانت الحكومة العراقية الضعيفة ستستفيد من أي تقدم أمني . هذا هو السؤال الذي يقارعه بيتراوس وكروكر كل يوم . \r\n سألت كروكر ماذا كانت آماله لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حين كانت بغداد لا تزال واقعة تحت حظر للتجوال بعد تفجير مرقد شيعي مقدس. كان حظر التجوال يرمي إلى منع تفجر العنف الشيعي ضد السنة. وبالرغم من الحظر, أُطلقت الصواريخ على المنطقة الخضراء وقتلت عراقيا أمام فندق الرشيد, حيث كان يقيم أعضاء البرلمان. \r\n لقد أصبح المالكي سيئ السمعة على إحاطة نفسه بموظفين مؤهلاتهم الأساسية هي العضوية في حزب \" الدعوة \" , وهو حزبه الديني الشيعي. وأقر كروكر بأن \" مكتب رئيس الوزراء العراقي لا يعمل بشكل جيد \". وقليلون هم من يتوقعون أن يتحسن هذا الأداء كثيرا. كما أنه ليس من المرجح أن يفي المالكي بالمواعيد المحددة لتحقيق تقدم يرتكز عليه الكونغرس والبيت الأبيض. \r\n ولذا من أين يجد كروكر الأمل في أن الوضع في العراق يمكن أن يتحسن ؟ \r\n أولا, هناك دائما إمكانية أن يصعد ويرتقي المالكي على الأحداث. ففي أعقاب تفجير المرقد الشيعي الأسبوع الماضي, قال كروكر: \" إن المالكي بدا مثل قائد.. يؤدي أداء جيدا تحت الضغط \". ففرضه السريع لحظر التجول وخطابه إلى البلد ساعدا - حتى الآن - في منع تكرار عمليات القتل التي أعقبت تفجيرا سابقا لنفس المرقد. \r\n وثانيا - كما يقول كروكر - فإن الحكومة يمكن أن تتطور قدرة على فعل المزيد. وإحدى الإمكانيات هي الاستفادة أكثر من الرئاسة العراقية, أي ثلاثي يستلزم الرئيس جلال الطالباني , وهو كردي, مع نائب الرئيس عادل عبد المهدي, وهو شيعي, ونائب الرئيس الآخر طارق الهاشمي, وهو سني. وهؤلاء الثلاثة يعملون جيدا معا برغم الاختلافات الطائفية, وإذا انضموا إلى رباعي مع النالكي , فقد تزداد قدرة الحكومة على فعل الأشياء. \r\n ثالثا, هناك فرصة حقيقية لإحراز تقدم في قتال \" القاعدة \" يمكن أن يكون له تأثير على المشهد السياسي. \r\n وقال كروكر: \" إن القاعدة من خلال سلوكها قد طغت وتجاوزت على تسامح قطاع عريض من السنة العراقيين \".. في إشارة منه إلى التحالف المتنامي ضد \" القاعدة \" من جانب زعماء القبائل في محافظة الأنبار وأجزاء من بغداد. \r\n وأشار بالقول: \" إن القبائل تفعل ذلك من تلقاء نفسها.. فقد بزغ حكم جماعي بأن \" القاعدة \" هي عدو للقبائل \". \r\n وتختص الجماعة الإرهابية ( القاعدة ) في تفجيرات مثيرة ومذهلة وشنيعة ضد الشيعة تزيد من دعم وتأييد الشيعة للميليشيات التي تقتل بدورها السنة. وإذا تم كسر هذه الدائرة من العنف, فقد يكون من الأسهل الوصول إلى تسوية بين الطوائف. \r\n وقال كروكر: \" لا يمكنك أن تركز على الجانب السياسي ويكون لديك قادة يعملون عبر تقسيمات طائفية, إذا كان لديك عنف طائفي واسع النطاق \". \r\n إن السفير كروكر ليس رجل الأوهام. فقد قال بلا مواربة: \" ليس من المنطقي ولا المعقول الاعتقاد بأن العراقيين سيكونوا قد حولوا أنفسهم إلى نظام حكم فاعل بحلول سبتمبر\" - وهو التاريخ الذي سيقدم فيه كروكر نفسه وبيتراوس تقريرا عن التقدم في العراق إلى الكونغرس . كما أن العراقيين لن يكون لديهم قوات أمنية بحلول ذلك الموعد قادرة على حفظ وصيانة السلام . \r\n وقال كروكر: \" إن سنتين قدر أكثر معقولية من الوقت \" لمثل ذلك التقدم. والأكثر شؤما أن كروكر - بوصفه الرجل الأساسي في المحادثات الأميركية الناشئة مع إيران حول العراق - متشكك في أن إيران مستعدة لوقف دورها في زعزعة استقرار العراق. \r\n غير أن كروكر يقول: إنه يعتقد أن المكاسب في مجال مشكلة واحدة ستؤثر على الأخرى وتوجد أفاق للتقدم لا يمكنها رؤيتها الآن. وهذا هو ما يجعله يعمل بجد في كل يوم صعب من أيام بغداد . \r\n \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو هيئة تحرير في صحيفة \" فيلاديلفيا إنكويرر \" \r\n خدمة \" إم سي تي \" - خاص ب\" الوطن \"