\r\n إن \" القاعدة \" تحب أن ترى تكرارا للمذبحة التي أعقبت الهجوم الأول على مرقد الإمام العسكري منذ أكثر من 15 شهرا مضت . \r\n وحتى قبل هذا التفجير , كانت بغداد مدينة على حافة الخطر . فأي أحد على الطرق يخاطر بتعرضه للتفجير جراء السيارات المفخخة ويواجه عددا متزايدا من نقاط التفتيش التي يقيمها الأميركيون أو القوات العراقية أو الميليشيات أو العصابات . \r\n ولكن الجماعات الراديكالية - سواء من سنة أو من شيعة - تحب رؤية العنف يزداد سوءا \r\n هناك منطق معين في تفجير مرقد الإمام العسكري من وجهة نظر \" القاعدة \" . \r\n لماذا يريد بعض السنة الراديكاليين استثارة مزيد من أعمال القتل ضد بني جلدتهم ؟ \r\n إن تدفق وزيادة القوات الأميركية كان هدف \" القاعدة \" رقم واحد . والآن وقد اكتملت الزيادة في القوات الأميركية , فإن عدد الهجمات الأميركية على المتشددين من السنة - والراديكاليين من الشيعة - سيزداد على مدى الصيف . والجميع يعرف أن البيت الأبيض والكونغرس يتوقعان تقريرا عن التقدم الذي تم إحرازه بحلول سبتمبر القادم , ولذا فإن الجيش الأميركي يتوقع تصاعدا في العنف خلال شهري يوليو وأغسطس . \r\n وتعرف الجماعات السنية الراديكالية أيضا أنها تخسر الدعم والتأييد بين قطاعات كبيرة من مجتمعها , لاسيما بعض زعماء القبائل - كما يُزعم - في محافظة الأنبار. \r\n لقد أصبح بعض شيوخ القبائل هؤلاء مجبولين على طرق \" القاعدة \" الوحشية ومطالبها . وزعماء القبائل هؤلاء قد يعارضون الوجود الأميركي في العراق , ولكنهم مستعدون الآن للعمل مع الأميركان في تحالف مؤقت ضد \" القاعدة \" . \r\n ولذا يشعر بعض الأصوليين السنة بأنهم مضغوطون . فما هي أفضل طريقة لإقناع العراقيين السنة العاديين بأنهم يحتاجون الحماية من الميليشيات السنية المتشددة عن جعل أولئك القوم يشعرون بأنهم مهددون بشكل مريع ؟ إن قنبلة في مرقد الإمام العسكري هي مجرد بداية للاستثارة - لا سيما إذا أثارت الميليشيات الشيعية للسعي إلى ثأر وانتقام دموي . \r\n والجانب الأسوأ في هذه المعادلة هو تلك الميليشيات الشيعية مثل جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر تكون سعيدة للالتزام بذلك . ومقتدى الصدر رجل خطر وسياسي له طموح إلى مزيد من السلطة . وعند بداية الحشد العسكري الأميركي , لجأت قوات جيش المهدي إلى الاختباء ؛ وتناقص عدد أعمال القتل الطائفي في بغداد تناقصا حادا . \r\n ولكن تلك الأعداد ترتفع مرة أخرى في الوقت الذي يقوم فيه رجال الميليشات الشيعية بطرد السنة من الأحياء التي هم فيها أقلية , وكما يفعل المقاتلون السنة بالمثل للشيعة . وتفجير مرقد الأمام العسكري يوم الأربعاء الماضي سيزيد ويسارع من ذلك الاتجاه . \r\n هناك شئ مروع في كثافة هذا الصراع على النفوذ والجاه والسلطة , والذي يجعل العراقيين العاديين محصورين في المنتصف . ومع توقع انسحاب الأميركيين في عام 2008 , تتصارع الأحزاب والميليشيات على المواقع . \r\n وقد لا يعبر الشيعة العاديون عن مشاعرهم بغلظة , ولكن كثيرين يخشون من أن بعض السنة يخططون للعودة إلى السلطة , وهي المخاوف التي ضاعفتها تفجيرات السيارات المفخخة وتفجيرات المساجد في الأحياء الشيعية . \r\n ويقلق السنة - على الجانب الآخر - من أنهم لن يكون لهم مكان في العراق الجديد الذي تسيطر عليه أغلبية شيعية مدعومة من إيران . وهذه المخاوف, مع الاحتمالية الحقيقية لكونهم يتم قتلهم , تجعل من الصعب على العراقيين العاديين الوقوف في وجه السفاكين والمجرمين الذين يستخدمون الأسلحة في الميليشيات الرديكالية . \r\n إن الاستراتيجية الأميركية تستهدف كسر هذه الحلقة من العنف وعدم الثقة بالضرب بقوة ضد \" القاعدة \" , على أمل أن نقصا في العنف ضد الشيعة سينقص من الدعم لميليشياتهم الراديكالية . وستحاول القوات الأميركية أيضا إزالة الجماعات الشيعية الراديكالية الانشقاقية التي تهاجم المدنيين السنة . والهدف هو إيجاد مساحة للمصالحة السياسية التي هي أهم من كونها رمزية . \r\n وتفجير مرقد الإمام العسكري يوم الأربعاء الماضي سيختبر تلك الاستراتيجية , ولا يدمرها . والكثير سيعتمد على ما إذا كان العراقيون العاديون قادرين على رفض هذا الجهد المتعمد لاستثارتهم ودفعهم إلى حتى حرب أهلية أكثر دموية . \r\n ترودي روبين * \r\n * كاتبة عمود وعضوة هيئة تحرير صحيفة \" فيلاديلفيا إنكويرر \" الأميركية \r\n * خدمة \" إم سي تي \" - خاص ب\" الوطن \" \r\n