\r\n يقول بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأميركي وأحد مهندسي حرب العراق: انه لأمر جميل ان يتولى رئيس الوزراء العراقي القيادة بدلا من سلطة الاحتلال الأميركية‚ القضية الآن في العراق هي كما يقول هذا المسؤول الأميركي: هل بمقدور علاوي ان يكسب؟ وجهة النظر هذه يشاركه فيها كبار مسؤولي الإدارة الآخرين الذين يستخدمون كلمات مثل «لا يمكن الاستغناء عنه» عندما يتكلمون عن دور علاوي ولكن هذا الاعتماد على علاوي «كرجل بغداد القوي» يستوجب طرح سؤال آخر: ما هي الخطة الأميركية العراقية الفعلية لاسترداد السيطرة على البلاد؟ وهل هناك فرصة أمامها لكي تنجح؟ \r\n \r\n في الوقت الذي يتوالى فيه قدوم الأخبار السيئة من العراق‚ ما هي مدى واقعية آمال علاوي في تهدئة شعبه من أجل اجراء الانتخابات كما هو مقرر لها في يناير القادم؟ \r\n \r\n ان استراتيجية بوش علاوي التي ظهرت عقب اجراء مناقشات كثيرة في واشنطن وبغداد تقوم على عوامل كثيرة غير معروفة لا يمكن التنبؤ بها‚ \r\n \r\n ونظرا لحجم المخاطر الكثيرة فإنه من المهم ان يفهم الأميركيون والعراقيون هذه المخاطر بوضوح‚ \r\n \r\n افتراض علاوي الأساسي هو ان كونه شيعيا فإن بإمكانه الاعتمادعلى دعم الغالبية الشيعية له‚ ويرى علاوي في التمرد الذي يقوده مقتدى الصدر مجرد مشكلة تكتيكية يمكن حلها بصورة تدريجية‚ وفي هذا الشأن فهو يعتمد على دعم آية الله السيستاني له‚ \r\n \r\n في الشهر الماضي قدمت المعركة التي دارت في مدينة النجف ضد ميليشيا الصدر أوضح دليل على مفهوم علاوي‚ \r\n \r\n بدأ القتال هناك بصورة عرضية في اوائل أغسطس عندما أغارت قوات المارينز على بيت في النجف دون ان تعلم ان الصدر كان يختبىء على بعد بيتين منه‚ بعدها شن الصدر تمرده السريع الذي يبدو انه خطط له بصورة جيدة‚ \r\n \r\n قرر علاوي شن هجوم مضاد بدعم قوي ومباشر من الولايات المتحدة‚ ارسل الأميركيون جميع القناصة الذين توفروا لديهم الى النجف وخلال بضعة أسابيع قتلوا أكثر من الف عراقي غالبيتهم من ميليشيا الصدر‚ \r\n \r\n تراجع الصدر واتباعه الى مرقد الإمام علي آملين في ان يمتنع علاوي عن مهاجمة المكان نظرا لقدسيته‚ ولكن علاوي قرر اجتياح المسجد مستخدما قوات عراقية لا تمتلك اي خبرات قتالية فعلية‚ لم يكن المسؤولون الأميركيون مقتنعين باجتياح المسجد ولكنهم دعموا علاوي على أية حال‚ \r\n \r\n العسكريون الأميركيون أملوا ان يكون علاوي جاهزا لشن مثل هذا الهجوم ولكن المسؤولين السياسيين في واشنطن كانوا يدركون ان هناك مراهنة كبرى ستجري على نتيجة غير مؤكدة‚ حتى الرئيس بوش نفسه لم يكن مقتنعا برؤية علاوي للأمور ولكنه قال في النهاية «انه شيعي والبلد بلده»‚ \r\n \r\n وفي الوقت الذي بدأت تحتشد فيه القوات العراقية لشن هجوم حاسم على المرقد قرر السيستاني العودة من زيارته العلاجية من لندن‚ في البداية أمل علاوي في تأخير عودته ولكن طالما عاد‚ أرسل اليه علاوي المراسيل للتفاوض حول اخراج ميليشيا الصدر من النجف‚ \r\n \r\n في النهاية نجحت واسطة السيستاني ونظر الأميركيون وعلاوي الى ما حصل على انه نصر لهم‚ \r\n \r\n يقول وولفويتز «ان النتيجة التي تم تحقيقها في النجف جيدة وتبدو كما لو تم تحقيقها باستخدام القوة‚ ان اقتحام المرقد كان يمكن ان يؤدي الى نتائج كارثية للغاية»‚ \r\n \r\n يبقى التمرد السني الذي تشكل الفلوجة المركز فيه التحدي الاستراتيجي الحقيقي لعلاوي‚ يقوم مفهوم علاوي في التعامل مع هذا التمرد على أساس الربط بين العقاب من خلال ضربات جوية مع توجيه مناشدات للتيار الرئيسي في قيادة السنة في محاولة لعزل وتدمير المتمردين‚ ففي لقائه مع قادة الفلوجة حذر علاوي من انه سيشن هجوما دمويا على المدينة إذا ما استمر أهاليها في ايواء المتمردين‚ رسالته باختصار لهم هي «اطردوا المتمردين وإلا فإننا سندمر المدينة فوق رؤوسكم»‚ \r\n \r\n ان علاوي مطمئن بالتقسيمة الديمغرافية للعراق‚ فهو يدرك جيدا ان التمرد السني لن ينمو أكثر من التمثيل السني في تعداد السكان الاجمالي حيث يشكل السنة ما بين 20 و25%‚ وفي نفس الوقت فإن الشيعة او الأكراد لن يدعموا المتمردين السنة بأية حال‚ \r\n \r\n ان علاوي يعرف انه سيتوجب عليه في النهاية محاصرة الفلوجة وإعادة فرض السيطرة عليها بالقوة وكما كان عليه الحال في النجف فإنه سيلجأ لاستخدام القوات العراقية والتدخل العسكري الأميركي المباشر‚ هذه القوات ستتضمن لواء ميكانيكيا وافقت أميركا على استخدامه على مضض رغم معارضة العسكريين لذلك ويقول احد كبار المسؤولين الأميركيين «ان المواجهة في الفلوجة ستحصل مع نهاية هذا العام على أبعد تقدير»‚ هل يمكن لعلاوي ان يفوز؟ كل ما يأمل به الأميركيون الآن هو ان تكون الاجابة عن ذلك السؤال هي «نعم» مع تسريع تدريب القوات العراقية‚ \r\n \r\n وإذا ما فشل علاوي في ذلك فإنه بالتأكيد لن يكون موجودا للمشاركة في الخطة «ب»‚ \r\n