محمد فؤاد ومصطفى حجاج يتألقان في حفل جماهيري كبير لمجموعة طلعت مصطفى في «سيليا» بالعاصمة الإدارية    زيلينسكي يبحث هاتفيًا مع مبعوثي ترامب محاولات التوصل لسلام مع روسيا    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    مفارقة غريبة للحكم البورندى باسيفيك مع منتخب الفراعنة قبل لقاء جنوب أفريقيا    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    أمم إفريقيا - تعيين عاشور وعزب ضمن حكام الجولة الثانية من المجموعات    «اللي من القلب بيروح للقلب».. مريم الباجوري تكشف كواليس مسلسل «ميدتيرم»    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    جونغ أون: إنتاج الصواريخ يشكل عنصراً أساسياً في تعزيز قدرة درعنا العسكري    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    محافظة الإسماعيلية تحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق بحفل "كلثوميات".. صور    متابعة مشروع تطوير شارع الإخلاص بحي الطالبية    استمرار حملات إزالة التعديات على الأراضي الزراعية بكرداسة    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    جامعة الأقصر تناقش سبل تنفيذ ورش عمل متخصصة بمجال التعليم الإلكتروني.. صور    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    الزمالك يستعد لمباراة غزل المحلة دون راحة    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    نشرة الرياضة ½ الليل| سقوط الزمالك.. اعتراف عبد الرؤوف.. 20 ميدالية لمصر.. استعدادات الفراعنة.. وعودة الدراويش    جوتيريش يدعو لضمان انتخابات سلمية وشاملة في جمهورية أفريقيا الوسطى    استطلاع رأي: أكثر من ثلث مؤيدي حزب العمال البريطاني يرغبون في رحيل ستارمر    حاضنين النعش.. جنازة مينا ضحية الهجرة غير الشرعية باليونان في المنيا    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    السيطرة على حريق داخل شونة إطارات بالغربية    جيش الاحتلال الإسرائيلي يصيب فلسطينيين ويعتقل أحدهما    ضياء رشوان: نتنياهو يحاول اختزال المرحلة الثانية من اتفاق غزة في نزع سلاح حماس وتغيير مهام قوة السلام    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    عقب واقعة ريهام عبد الغفور.. أشرف زكي: هناك ضوابط يُجرى إعدادها خلال ال48 ساعة المقبلة    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    مفاجأة بشأن طلاق الإعلامي عمرو أديب لزوجته لميس الحديدي    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    ياسمينا العبد: تفاجأت بتمثيل زياد ظاظا في ميد تيرم.. فنان بمعنى الكلمة    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    مستشار شيخ الأزهر للوافدين: نُخرّج أطباء يحملون ضمير الأزهر قبل شهادة الطب    إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب سيارة نصف نقل بالطريق الصحراوى في البحيرة    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    مسؤول سوداني: الحرب في البلاد صراع على الموارد ورغبة في تغيير ديمغرافيتها    مناسبة لأجواء الكريسماس، طريقة عمل كيك البرتقال بالخلاط بدون بيض    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    هي تلبس غوايش وأنا ألبس الكلبش| انفعال محامي بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات    «مؤسسة محمد جلال الخيرية» تكرم أكثر من 200 حافظة وحافظ للقرآن الكريم    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بختام تعاملات اليوم الخميس    تعيين محمد حلمي البنا عضوًا بمجلس أمناء الشيخ زايد    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    كيف نُصلِح الخلافات الزوجية بين الصم والبكم؟.. أمين الفتوى يجيب    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشارو بريمر يحذرونه من أنه يجلس على برميل بارود
نشر في التغيير يوم 16 - 05 - 2004

لم يأت جمال الدين إلى النجف منذ أكثر من عشرين سنة، أما الخوئي فكان قد غادر العراق عام 1992 بعد انتفاضة الجنوب العراقي عقب غزو الكويت. والده الذي كان سلفاً لآية الله العظمى علي السيستاني في المكانة مات وهو رهن الإقامة الجبرية في بيته بالنجف بعد تلك الأحداث. وفي 1994، صدمت شاحنة أخاه الأكبر على الطريق بين النجف وكربلاء.
\r\n
وقد اقام عبدالمجيد الخوئي وعائلته في لندن حيث كان يدير مؤسسة الخوئي الخيرية. وكانت اتصالاته الرئيسية مع الاميركيين هي مع ال «سي آي ايه» التي رفضت قبول احمد الجلبي لأنها ادركت انه يفتقر للشعبية.
\r\n
يقول جمال الريف: «علمت ان الخوئي سعى وراء السيستاني من اجل فتوى شرعية يوافق فيها على وجود القوات الاميركية في العراق والنجف، وقد ذهب اليه ولم يجده في بيته، فسأل ابنه عن موقف ابيه فقال له الابن ان علي السيستاني لا يشارك في مثل هذه الامور». وهذا ما جعل الخوئي غاضباً وقال: «اذن على العراقيين ان يجدوا مرجعية دينية جديدة».
\r\n
وغادر المكان، ومضى ومعه مرافق له يوم العاشر من ابريل الى المسجد، وهناك اشتبك مع جماعة يقول الاميركيون انهم من انصار الصدر، فسقط قتيلاً هو ومرافقه.
\r\n
وقررت سلطة الاحتلال ان تعمل ضد الصدر مباشرة يوم 5 ابريل الماضي قبل حوالي اسبوع من اغلاق صحيفته الخوذة وذلك بتهمة التحريض على اعمال العنف ضد الاميركيين، وبعد يوم من خروج الألوف من انصاره للشوارع للاحتجاج على اعتقال مساعده مصطفى اليعقوبي، استولى هؤلاء الانصار على مخافر الشرطة والمباني الحكومية في النجف والكوفة.
\r\n
كما احتلوا ايضاً الناصرية والكوت، وتلك مدن يكثر فيها الشيعة كما اعلنوا انفسهم مسئولين عن مدينة الصدر بضواحي بغداد، وغالباً ما كان القتال معهم شرسا.
\r\n
وعلى نحو غريب تزامنت انتفاضة الشيعة هذه مع مواجهات الاميركيين مع المقاتلين المسلمين السنة في الفلوجة. فيوم 4 ابريل بدأ الجنود الاميركيون محاصرة مدينة الفلوجة استعداداً لهجوم كان الهدف منه القبض على بضعة رجال كانوا قبل بضعة ايام قد قتلوا اربعة مرتزقة اميركيين يحرسون قافلة. وخلال الايام والاسابيع التالية من القتال هرب الألوف من الاهالي الى بغداد، خاضت فيه الدبابات قتال شوارع واطلقت المروحيات الهجومية صواريخها على الاحياء الشيعية.
\r\n
وكانت المنطقة الخضراء، التي توجد فيها سلطة التحالف تعمل تحت حالة من الحصار. ثم بدأت عمليات قتل وخطف الاجانب. واصبح من الخطر على كل من تشي ملامحه بأنه اميركي او اوروبي او اسيوي ان يتجول في الشوارع. كانت اصوات القنابل تتردد على مدار الساعة بدون توقف، فيما العبوات الناسفة تنفجر على جوانب الطرقات والصواريخ وقذائف الهاون تسقط على المنطقة الخضراء و القوافل العسكرية والفنادق.
\r\n
ذهبت بالسيارة الى حي الاعظمية في بغداد في الخامس من ابريل. قبلها كنت في مدينة الصدر ورأيت حشداً يشيع جنازة كان من فيه يثور غضبهم لرؤية الغربيين، ولهذا قررت مع مرافقي ان امضي بعيداً.
\r\n
وفي حي الشعلة بدوره كان حوالي مئة من المقاتلين يجوبون ارجاء المنطقة امام مكتب الصدر بأسلحتهم الكثيرة والعزم البادي في وجوههم. كانت مجموعة من الصبية تتجمع محتفلة حول عربة عسكرية اميركية متفحمة وهم يصرخون بهستيريا. كان احد الشبان يعض على خنجر بفمه، فيما الدخان لايزال يتصاعد من بيت اصابه صاروخ مروحية اميركية. وغادرت حين ادركت ان الحشد اخذ يخرج عن نطاق السيطرة وبدأت مجموعة من الفتيان تشير الى سيارتنا.
\r\n
في مارس الماضي، وفيما كان الشيعة يحتفلون بعاشوراء انفجرت عدة قنابل قتلت 60 شخصاً على الاقل. كما انفجرت تسع قنابل اخرى في كربلاء، حيث ضريح الامام الحسين، وقتلت اكثر من مئة شخص.
\r\n
ومع ان احداً لا يعرف هوية مدبري الهجوم، فإن الكل يوجهون اصبع الاتهام الى الاميركيين لأنهم اوجدوا الظروف التي سمحت بحدوثه. وحين اتت القوات الاميركية الى الكاظمية لتقديم المساعدة قابلها الناس بالعداء. يقول مستشار اميركي رفع تقريره الى بول بريمر بعد ان التقى عدة اطراف عقب الحادث: «احداث اليوم تشير الى اننا نجلس فوق برميل من البارود».
\r\n
مقتدى الصدر، كما قيل، كان يتحصن في مسجد في الكوفة واليها توجهت بالسيارة في 6 ابريل الماضي، كان الطريق مليئاً بزوار يقصدون ضريح الامام الحسين في كربلاء سيراً على الاقدام، وبعضهم بدأ رحلة مشي من بغداد نفسها. لم أر اي قافلة عسكرية اميركية على الطريق.
\r\n
لكن عند منعطف في الطريق الى الكوفة كان هناك حوالي 20 او اكثر من المسلحين معظمهم ملثم بالكوفيات، ويعتمرون العمامات السوداء المميزة لرجال جيش المهدي، كانوا مسلحين بقاذفات ال «آر بي جي» وبنادق الكلاشنكوف ويشكلون نقطة تفتيش على الطريق. بل ان عدداً منهم كان مسلحاً بقنابل يدوية صفراء من النوعية التي يستخدمها الجيش الاميركي.
\r\n
تبعنا سيارات للصليب الاحمر اخذ سائقوها يتبادلون مع رجال الحاجز صيحات التأييد لمقتدى الصدر. وبعد قليل فوق جسر على نهر الفرات، كان هناك مسلح يرتدي بزة شرطة مكتوباً عليها بالعربية «جيش المهدي» وحول المسجد الذي يوجد فيه الصدر كان المقاتلون ينتشرون بأسلحتهم، غير انهم قالوا لنا انه قد انتقل الى النجف، وهكذا واصلنا السير اليها مروراً بقاعة صغيرة كان مساعده يعقد فيها مؤتمراً صحافياً، فيما المقاتلون يرقصون في الخارج على هتافات «تسقط اميركا، تسقط اسرائيل!».
\r\n
بعد ذلك بأسبوع، كنت موجوداً في فندق فلسطين ببغداد، حين اخبرني مصوري بالهاتف من بهو الفندق ان حازم العراجي، وهو احد نواب الصدر في الكاظمية، يتعرض لمحاولة اعتقال. لقد اتى الى الفندق ليلتقي بصحافي ايطالي، وانقض عليه الجنود الاميركيون بعد انتهائه من الحديث وفيما كان يهم بالرحيل، حين وصلت للأسفل كان حازم وسط جمهرة من الغاضبين، بينهم عدة جنود اميركيين يحاولون جره من بين الناس، ثم أتت مجموعة من الزعامات القبلية كانوا يتلفحون بالكوفيات ز
\r\n
ويحضرون اجتماعا في الفندق، واخذوا يدفعون الجنود قائلين انهم لن يسمحوا باعتقال حازم، الجنود قالوا انهم لا يريدون اعتقاله بل «الحديث» معه، وبعد حوالي 15 دقيقة انتقل هؤلاء وبينهم حازم الى قاعة المؤتمرات حين كان الزعماء القبليون مجتمعين اخيرا، ذهب حازم بعدا ان قام باجراء بعض المكالمات الهاتفية حيث اخذ مرة في ناقلة جند مدرعة.
\r\n
قال لي عدة عراقيين بسخرية: «هل تدرك ما هذا الذي يجري» وتوقعوا خروج مظاهرات صاخبة في مدينة الصدر في غضون ساعات، وربما الهجوم على الفندق. كان اعتقال حازم العراجي رعونة سياسية غير طبيعية من جانب سلطات الاحتلال، بالنظر الى ما ادى اليه اعتقال مصطفى اليعقوبي سابقا من احداث، ويبدو ان احدهم في سلطة الاحتلال قد خطر بباله هذا الامر، فأطلق سراحه، لكن ليس قبل ان يدخل سجنا عسكريا اميركيا في مطار بغداد خمس ساعات، بعدها أتاه مسئول اميركي ليقول له ان الأمر كان «خطأ» وانه حر في الذهاب وحيثما يشاء واصطحبوه الى فندق فلسطين من جديد.
\r\n
في حسينية الأعظمية، قبل ذلك ببضعة أيام، لم يكن هناك مقاتلون ولا بزات سوداء ولا اسلحة مشهرة علنا، حينما كان زعماء الشيعة قد وصلوا لتسوية توقف القتال باستثناء الوضع في النجف التي كان الصدر لايزال موجودا حينها ويصدر منها بياناته الحماسية.
\r\n
2500 جندي اميركي حاصروا النجف، لكن يبدو ان الهجوم غير محتمل لان آية الله علي السيستاني حذرهم من الهجوم على المدينة.
\r\n
أعيد افتتاح مسجد الكاظمية، واليه رافقت حازما وصحبه لحضوره صلاة الجمعة، كان عدة ألوف من الرجال يجلسون في المسجد بانتظار قدوم حازم، وما ان ظهر امامهم حتى بدأ الجميع يهتف بصوت واحد «يعيش مقتدى، تسقط اميركا، يسقط مجلس الحكم! وهم يلوحون بقبضاتهم في الهواء، تحولت صلاة الجمعة الى حشد سياسي تحدث فيه الشيخ رياض ثم الشيخ حازم مطولا، كان كثيرون يحملون صورة الصدر، في المسجد رأيت ايرانيين اتوا للزيارة بعضهم تجاهل الموضوع السياسي برمته، فيما بعضهم توقف واستمع بعد ثلاث ساعات انتهت التظاهرة، وخرجت من المسجد برفقة حراس حازم.
\r\n
ظهيرة ذلك اليوم، عادت جماعة الصدر للاشتباك مع القوات الاميركية في الكوفة وقتل عدد من رجاله، عدت للكاظمية في المساء حيث توقعت ان يكون جوها باردا، لكنه لم يكن كذلك، قال لي حازم ان عدة مواجهات مسلحة حدثت، لكنه القى باللوم على سلوك الاميركيين فيها.
\r\n
كانت درجة التنسيق بين جماعة الصدر والمقاومين في الفلوجة موضوعا للكثير من الجدل، خصوصا بين الشيعة من الذين لا يؤيدون الصدر ويعتبرونه خطرا، بل ان بعضهم قال ان لديه الدليل على ان اندلاع القتال في الفلوجة والنجف لم يكن مصادفة، او بمعنى اخر نتيجة لسوء حسابات بريمر، بل كانت مخططة مسبقا، وأروني بيانات كتبها مجاهدون سنة في الفلوجة يعلنون فيها تأييدهم للصدر، ومن بين هؤلاء حازم الذي يقول ان المقاتلين في الفلوجة كانوا خليطا من البدو والبعثيين .
\r\n
وجنود الحرس الجمهوري وعدد من الاسلاميين غير العراقيين، في اليوم التالي لقتل الاميركيين الاربعة في الفلوجة، قالت جماعة تطلق على نفسها «سرايا شهداء احمد ياسين» انها نفذت العملية انتقاما لقتل احمد ياسين زعيم حماس الفلسطينية على يد الاسرائيليين، وفي اليوم التالي رد الصدر ببيان قال فيه انه «الذراع الضاربة في العراق» لحزب الله وحماس.
\r\n
لم يكن لتزامن انتفاضة الصدر وانتفاضة الفلوجة ان يأتي في وقت أسوأ من هذا بالنسبة لقوات الاحتلال فالقوات الاميركية التي لم يكن قد بقي امامها سوى ثلاثة اشهر قبل نقل السلطة لحكومة عراقية وحل سلطة التحالف المؤقتة، كانت في خضم عملية كبيرة لاستبدال القوات أتى في سياقها الكثيرون من الجنود الجدد الى العراق لاول مرة بدون اي خبرة، فيما قوات الشرطة العراقية سيئة التدريب والتمويل والروح المعنوية، لم يكن متوقعا منها تقديم عون لا بأس به، بل ان معظمهم قد تخلى عن مواقعه بالفعل من تلقاء نفسه او انه سلمها للمقاتلين عند أول بادرة للمشكلات. وبعضهم انتقل الى الصف الآخر.
\r\n
كان حل الميليشيات فكرة مركزية بالنسبة لسياسة التحالف منذ البداية، وبالتأكيد فإن جيش المهدي من بينها، والذي يعتبر نسبيا ظاهرة حديثة مقارنة بغيره، ولايبدو انه قوة يمكن تطويعها في المستقبل القريب تحت اسم الاستقرار، لكن تدور هناك احاديث حالية عن تحويل ميليشيات «الاحزاب السياسية المعتدلة الى نواة قوة امنية عراقية جديدة» .
\r\n
وكان اقتراح من هذا الشكل قد تقدم به منذ الخريف الماضي عدة اعضاء في مجلس الحكم العراقي، على سبيل المثال وقع على الاقتراح كل من احمد الجلبي واياد علاوي وهما الشيعيان العلمانيان اضافة للزعيمين الكرديين جلال الطلباني ومسعود البرزاني اللذين يتمتع كل منهما بأعداد كبيرة من المقاتلين الاكراد، اضافة الى عبدالعزيز الحكيم الذي تقوم قوته المعروفة بفيلق بدر فعلا بهجمات امنية واسعة في مختلف انحاء العراق. غير ان العديد من المسئولين الاميركيين يعتبرون الجماعات من مثل فيلق بدر وثيقة الصلة بايران وبالتالي لا يمكن الوثوق بها من منظورهم.
\r\n
ولهذا رفض بريمر اقتراح مجلس الحكم، وفضل حلا وسطا يقوم على تشكيل كتيبة خاصة من عدة مئات من المقاتلين العراقيين من مختلف الميليشيات تدربهم القوات الخاصة الأميركية. كانت هذه الكتيبة تقاتل الى جانب الاميركيين في الفلوجة. ويؤكد لي أحد مساعدي عبدالعزيز الحكيم ان فيلق بدر هو الجماعة العراقية العسكرية الوحيدة الموجودة التي يمكن الاعتماد عليها.
\r\n
وقال إن القوات التي دربها الاميركيون تفتقد الى «الرؤية» . دع عنك الخبرة. بل ان الحكيم قال لي ان نشر 2500 رجل في كربلاء في اربعينية الحسين في ابريل وان هؤلاء أمسكوا بالكثير من الارهابيين الذين كانوا يحملون المتفجرات ومنعوا حدوث مذابح.
\r\n
بعد بضعة أيام من حصار الفلوجة، ومقتل المئات من المدنيين العراقيين، واكتظاظ المستشفيات بالجرحى، وصلت قافلة من سيارات الاسعاف والشاحنات محملة بالأغذية والأدوية الى الفلوجة وتوجهت منطلقة من مسجد أم القرى في بغداد.
\r\n
في الصيف الماضي حضرت تظاهرة سياسية في مسجد أم القرى شارك فيها علماء دين سنة تحدثوا بقسوة ضد الأميركيين. حينها ادانوا مجلس الحكم ووصفوه بأنه حفنة من الخونة وتحدثوا عن المؤامرات الدولية لتقسيم الدولة العراقية الأبية. كان الفتيان حينها يوزعون منشورات تقول ان الشيعة ليسوا الأغلبية في العراق بل أقلية وذلك بتقسيم البلد الى شيعة وسنة.
\r\n
وليس الى ثلاث فئات هي الشيعة والسنة والأكراد. الاكراد هم بالفعل سنة في معظمهم على الرغم من ان غالبيتهم تنظر الى نفسها على أنها كردية فحسب، وليست سنية. المزاج الذي شهدته ذلك اليوم ذكرني بأشياء كنت قد رأيتها في بلفاست من جانب الجناح البروتستانتي المتشدد المعادي للكاثوليكيين.
\r\n
غير أننا بعد بدء حصار الفلوجة وحينما كنت أتوجه مع سائقي اليها مررت بشاحنتين محملتين بالطحين والزيت والارز. كانت هذه المؤن تنقل للشاحنتين من السيارات الصغيرة التي كانت تنقلها في سيل لا يتوقف. احدى سيارات «البيك آب» الاتية بالمؤونة كان يحمل رايات سوداء، رايات الشيعة، وكأنه في معركة. قال لي احد الواقفين بجانبي بلغة انجليزية جيدة: «هل ترى هؤلاء. انهم آتون من مسجد شيعي».
\r\n
\r\n
\r\n
واضاف ان كل مساجد بغداد كانت تتلقى المساعدات من الناس وترسلها الى الفلوجة: «في السابق لم تكن هناك أرضية مشتركة بين السنة والشيعة. أما الآن فهي موجودة. السبب هو ان العراقيين قد تعبوا من الاحتلال والمهانة والجنود الذين يقتحمون دورهم ويسلبون بيوتهم ويسيئون لنسائهم ويشهرون البنادق على رؤوسهم. «ثم ابتسم. تصافحنا قال لي بأنه مؤيد المصلح، كبير مهندسي الخطوط الجوية العراقية السابقة. كما كان ايضا رئيس اتحاد مهندسي الطيران والطيارين العراقيين».
\r\n
توقفنا معا لبعض الوقت وسمعنا لعلعة الرشاشات تأتي من على بعد مئات الأمتار. قال: «هؤلاء هم الأميركيون». ثم تابع الحديث عن أمور كنت قد سمعتها من قبل من كل العراقيين الذين قابلتهم تقريبا مثل كيف ان الاسرائيليين هم من ينسقون ما تفعله أميركا في العراق وكيف ان اسرائيل صاحبة النفوذ الكبير على ادارة بوش تريد تدمير العراق. واضاف: «كلنا كنا نريد التغيير، غير ان الاميركيين قد اظهروا وجههم القبيح. انت ترى الناس في الشوارع. تراهم هادئين حين يظهر الجنود، لكن اذهانهم مليئة بالحقد. لا يمكن ان تأخذ من الناس أمنهم ولا تعطيهم شيئا في المقابل».
\r\n
كما أن العراقيين الذين اختارهم الاميركيون لتمثيلهم كانوا واحدة من اكبر المشكلات. يقول مصلح: «الكل يكره هؤلاء الموجودين في مجلس الحكم. معظمهم كان يعيش خارج العراق طوال 20 أو 30 عاما. بعضهم كانوا لصوصا هربوا بعد ارتكابهم جرائم قبل ان يعودوا برفقة ال «سي. اي.ايه» ان لدينا 25 مليون انسان في العراق فيهم الكثير من الطيبين والجيدين والمؤهلين لماذا لم يختاروا من هؤلاء؟ ما دام الجيش الاميركي موجودا فسيستمر الوضع على تدهوره».
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.