\r\n مؤخرا تفجرت أعمال عدائية بين الجيشين فلم يعد امام المالكي ان يستمر في التمسك بكلا الخيارين وبامكان المالكي ان يختار بين ان يكون قائدا لحكومة عراقية موحدة او البقاء اسيرا لامير الحرب الراديكالي ولم يعد بوسعه التمسك بالاثنين معا بعد الآن. \r\n \r\n هذه القضية قفزت إلى السطح في مدينة الديوانية الواقعة جنوب العراق عندما نزلت ميليشيا الصدر إلى الشوارع للاحتجاج على اعتقال عدد من الموالين لها. واقدم بعض افراد ميليشيا الصدر على قتل عدد من الجنود العراقيين في العلن في احدى الساحات العامة. وبعد ساعات من القتال المرير نجحت الوساطات في ترتيب وقف لاطلاق النار. \r\n \r\n ولكن لا احد ينظر لما حدث على انه حادث منعزل او ان يتصور انه لن يتكرر فالجيش الوطني العراقي يعد هشا للغاية وهو ذلك الجيش الذي يعلق عليه البيت الأبيض آماله العريضة لتنفيذ انسحاب للقوات الاميركية الجيش العراق هو جيش يعاني من تدهور المعنويات وهو متشرذم بطبيعته. \r\n \r\n ان جنود وضباط الجيش العراق بمن فيهم عدد من السنة الذين تحدوا المقاومة وانضموا إلى صفوف الجيش بجانب الشيعة والأكراد علينا ألا نعتقد أنه سيستمر افراده في المخاطرة بحياتهم إلى ما لا نهاية إذا قرر المالكي الوقوف بحزم في وجه الهجمات التي تشنها ميليشيا الصدر. \r\n \r\n الصدر لايزال يقف في الوسط وقد رفض عرضا قدمته واشنطن لدعم الجيش العراقي في شن هجوم على مواقع الصدر القوية في بغداد وتحديدا في مدينة الصدر. \r\n \r\n مواقف المالكي المائعة تفسر لنا الاسباب وراء استمرار تصاعد العنف بالرغم من كل ما يقوله المالكي حول الجهود التي تبذل للقضاء على الفلتان الامني في العاصمة. \r\n \r\n الحقيقة السياسية التي لا مجال لإنكارها هي ان المالكي يدين بالفضل في منصبه الحالي للتحالف القائم بين «حزب الدعوة الاسلامي» وفصيل الصدر، ويرفض جيش المهدي بقوة اي فكرة لنزع سلاحه او حل ميليشياته. \r\n \r\n البيت الابيض والبنتاغون لايزالان يؤكدان للشعب الاميركي انه ورغم كل المشاكل التي نعرفها جميعا، فإن الجيش العراقي اصبح الآن قادرا بصورة متزايدة على القيام بواجبات الدفاع الأساسية، ولكن الادلة التي نراها على ارض الواقع تخالف هذا الشيء. \r\n \r\n في محافظة الانبار الواقعة غرب العراق وهي احد اهم معاقل المقاومة بلغت نسبة الفرار من الجيش فيها حوالي 40%، وفي مدينة ميسان الشيعية الواقعة في الجنوب، فان 100 جندي تحدوا الاوامر للانتشار في بغداد رفضا منهم مقاتلة الميليشيا الشيعية، قبلها بأيام اقدمت اعداد غفيرة من اللصوص على نهب القاعدة العسكرية البريطانية السابقة في ميسان التي سلمت للجيش العراقي في الوقت الذي وقفت قوات الشرطة تتفرج دون ان تتدخل. \r\n \r\n بدل ان يقف على رجليه من اجل الدفاع عن العراق، فإن الجيش العراقي يواجه خطر التفكك، الآن اقدمت الميليشيات الشيعية على قتل الجنود العراقيين علنا وقاتلت احدى الوحدات من اجل إذلالها لاغير. \r\n \r\n ولايزال المالكي حائرا ولم يقرر اين يقع ولاؤه العسكري. \r\n