تراجع الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر عن مواجهته مع الحكومة العراقية يوم الجمعة وطلب من أتباعه الصبر على الالتزام بوقف إطلاق النار الهش وعدم الدخول في معارك مع القوات الحكومية وذلك طبقا لبيان تلي في مسجد بالعاصمة العراقية بغداد. يأتي ذلك بعدما اعلنت مصادرعراقية الجمعة مقتل 11 شخصا وجرح 32 بينهم نساء واطفال جراء اشتباكات في مدينة الصدر معقل جيش المهدي شرق بغداد. وجاء في بيان الصدر الذي تلاه إمام مسجد في صلاة الجمعة في حي مدينة الصدر بشرق بغداد ان اتباع رجل الدين الشيعي كانوا من الصابرين الملتزمين المطيعين لزعيمهم. وطالبهم الصدر بمزيد من الصبر والايمان. وتقاتل ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر القوات الامريكية والعراقية منذ ان شن نوري المالكي رئيس وزراء العراق حملة امنية على الميليشيات قبل شهر في مدينة البصرة بجنوب العراق. ورغم الهدوء النسبي الذي يسود البصرة الان الا ان القتال استمر في حي مدينة الصدر وحوله. وجاء بيان الجمعة بعد أقل من أسبوع من تهديد الزعيم المناهض للولايات المتحدة "بحرب مفتوحة حتى التحرير" اذا استمرت هجمات القوات الحكومية التي تدعمها القوات الامريكية على أنصاره. لكن في بيان الجمعة قال الصدر انه حين هدد بحرب مفتوحة كان يعني حربا مع الامريكيين لا مع القوات العراقية حربا ضد المحتل لا ضد " اشقائنا العراقيين". ودعا لان يكون أفراد جيش المهدي والقوات العراقية يدا واحدة حتى تتوقف اراقة الدماء العراقية ودعا لدعم كل اشكال المقاومة حتى يصبح العراق سالما مقتل 11 بالصدر وجرح العشرات من جانبه ، قال مصدر عسكري عراقي إن اشتباكات وقصف جوي امريكي تدور في مدينة الصدر منذ مساء امس وحتى صباح اليوم أدت إلى مقتل 11 عراقيا وجرح العشرات . وفي وقت سابق ، أعلن قائد القوات الأمريكية في بغداد أن قواته سيطرت على الشطر الجنوبي من حي مدينة الصدر خلال الشهر الماضي لمنع وقوع هجمات صاروخية على مجمع المنطقة الخضراء الحكومي والديبلوماسي. واضاف ان الجيش الأمريكي لا يعتزم السيطرة على باقي الحي مضيفا أن الحملة وضعت المنطقة الخضراء حتى الآن بعيدا عن مدى صواريخ عيار 107 مليمترات التي يتم إطلاقها من مناطق لا تزال تخضع لسيطرة مسلحين. المالكي يحذر من جانبه ، حذر نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الميليشيات وطالبها بنزع سلاحها في إشارة واضحة على أنه من غير المرجح أن يتصالح سريعا مع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وتياره السياسي. وكان الصدر قد سحب وزراءه الستة من الحكومة قبل عام بعد أن رفض المالكي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وتفاقمت الخلافات الشهر الماضي عندما أمر المالكي بشن حملة ضد جيش المهدي. جاءت تصريحات رئيس الوزراء العراقى بعد اجتماعه الخميس مع وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند الذي يزور العراق . وقال ميليباند الذي وصل العراق في زيارة لم يعلن عنها من قبل إن بريطانيا تؤيد الحملة التي انطلقت من البصرة ضد اتباع الصدر وهي المدينة التي كانت تخضع لسيطرة القوات البريطانية. يذكر أن هناك 4000 جندي بريطاني يرابطون في قاعدة جوية على مشارف البصرة بجنوب العراق، وقد أضطرت بريطانيا إلى تأجيل سحب 1500 جندي من العراق في أعقاب هذه الاشتباكات. أ ف ب