دعا معاون مقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الخميس ميليشيا جيش المهدي الى الالتزام بوقف اطلاق النار بعد اشتباكات مع جنود امريكيين وعراقيين في مدينة الكوت بجنوب العراق. وكان الصدر الذي خاضت ميليشياته معركتين ضد القوات الامريكية في جنوب العراق عام 2004 قد أمر بتمديد وقف اطلاق النار في الشهر الماضي لكنه في مطلع الاسبوع أصدر بيانا أبلغ فيه مؤيديه بأنه يمكنهم الدفاع عن انفسهم اذا تعرضوا للهجوم. واثار القتال في الكوت التي تبعد 170 كيلومترا جنوب شرقي بغداد مخاوف من انهيار وقف اطلاق النار. وقال لواء سميسم معاون الزعيم الشيعي لرويترز من مدينة النجف انه يدعو الميليشيات الى التزام الهدوء والتوقف عن اطلاق النار واراقة دماء العراقيين. واضاف ان هذا هو رأي مقتدى الصدر سواء كان ذلك في الكوت او في اي محافظة اخرى. وتصاعدت اعمال العنف في العراق منذ يناير/كانون الثاني. وقالت الشرطة ان قنبلة في سيارة متوقفة انفجرت فقتلت 12 شخصا واصابت 49 في سوق مزدحم بمنطقة الباب الشرقي بوسط بغداد. واشتبك مقاتلو الميليشيا في الكوت مع قوات عراقية وامريكية يوم الثلاثاء في معركة امتدت يوما وذكرت الشرطة ان المعركة اودت بحياة 11 شخصا وفي وقت متأخر من يوم الاربعاء أطلق مسلحون من حي به تواجد كبير لجيش المهدي صواريخ على قاعدة امريكية قريبة. وقال مسؤول بالشرطة ان 11 صاروخا من طراز كاتيوشا سقطت على القاعدة الامريكية. وقال سكان ان المهاجمين من جيش المهدي. وقال مسؤول الشرطة ان شقيقين قتلا وان اربعة اشخاص اخرين بينهم طفلة عمرها ست سنوات اصيبوا بجروح عندما رد جنود امريكيون بقذائف مورتر. وقالت متحدثة باسم الجيش الامريكي ان الامريكيين ردوا بعد سقوط اربعة صواريخ على القاعدة. ولم تتوفر لديها معلومات بشأن وقوع اصابات بين المدنيين لكنها قالت انه لم يصب جنود امريكيون في تبادل اطلاق النار. ولم ترد تقارير عن اشتباكات لمقاتلي جيش المهدي في اماكن اخرى في العراق فيما يشير الى ان تبادل اطلاق النار في الكوت حادث منعزل اقتصر على هذه البلدة. ونأى زعيم بارز من جيش المهدي في مدينة الصدر التي تعتبر المعقل الاساسي للصدر بالميليشيا عن القتال في الكوت وقال ان المسلحين هناك تجاهلوا وقف اطلاق النار الذي دعا اليه مقتدى الصدر لاول مرة في اغسطس اب الماضي. وقال الزعيم الذي اشترط عدم نشر اسمه انه يجب طاعة اوامر مقتدى الصدر واحترامها وان الجماعات التي تخالفها لن تعتبر جزءا من جيش المهدي وستكون مسؤولة عن اعمالها. ونظر الى بيان الصدر الذي ابلغ اتباعه فيه بانه يمكنهم الدفاع عن انفسهم اذا هوجموا باعتباره استجابة لاستياء المقاتلين الذين شعروا ان وقف اطلاق النار يغل ايديهم. وشكا كثير من الاعضاء في جيش المهدي من ان القوات الامريكية وقوات الامن العراقية اساءت استغلال الهدنة لتقوم بعمليات اعتقال عشوائية. وقال بيتر هارلينج المحلل الذي يتخذ من دمشق مقرا ويعمل في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "في الشهور القليلة الماضية لم تكن هجمات الولاياتالمتحدة تمييزية للغاية." وقال الجيش الامريكي انه يستهدف العناصر المارقة في ميليشيا الصدر التي تتجاهل وقف اطلاق النار لكن الصدريين يقولون ان كثيرا من الاعضاء العاديين احتجزوا. وقال هارلينج "هناك احباط هائل بين الصدريين على المستوى القاعدي." لكنه اضاف "سيدهشني اذا انتشر هذا وتحول الى حرب اهلية شاملة." وألقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باللائمة على القاعدة عن مقتل المطران رحو كبير أساقفة الكنيسة الكلدانية بالعراق الذي عثر على جثته في حي يعرف بتواجد مسلحين لهم صلة بالقاعدة فيه في مدينة الموصل. واختطف رحو في 29 فبراير شباط الماضي بعد أن هاجم مسلحون سيارته بشرق الموصل التي تبعد 390 كيلومترا شمالي بغداد وقتلوا سائقه واثنين من الحراس. (رويترز)