جاء تجدد الاشتباكات بين جيش المهدي الموالي للزعيم الشيعي الشاب مقتدي الصدر والقوات الأمريكية والعراقية ليعكس هشاشة الأمن في البلد العربي المحتل وليؤكد أن الصدام بات وشيكا بين الشيعة الحليف الأول للإدارة الأمريكية في مغامرة غزو العراق مع الأكراد. قالت الشرطة العراقية إن مقاتلي جيش المهدي هاجموا دوريات تابعة للشرطة في جنوب بغداد في مزيد من الانتهاك لهدنة مستمرة منذ سبعة اشهر اعلنها الصدر لكبح جماح ميليشياته. وجاءت الاشتباكات التي وقعت في حي الشرطة في بغداد بعد تفجر اعمال عنف في مدينة الكوت بجنوب العراق اشتبك فيها مقاتلو جيش المهدي مع القوات الأمريكية والعراقية. وقتل ثلاثة اشخاص في قتال جديد في الكوت. وقع القتال في نفس اليوم الذي أحيا فيه العراق الذكري السنوية الخامسة للغزو للاطاحة بصدام حسين. وكان الصدر قد دعا اول مرة الي وقف لاطلاق النار في اغسطس الماضي ومدده في الشهر الماضي. وخاضت ميليشياته انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في عام 2004 . لكن منذ اسبوعين اصدر بيانا ابلغ فيه اتباعه بأنه يمكنهم الدفاع عن انفسهم اذا تعرضوا للهجوم. وبعد ذلك بوقت قصير تفجرت معارك بين مقاتلي جيش المهدي وقوات الامن العراقية والقوات الأمريكية في الكوت مما اثار مخاوف من ان وقف اطلاق النار يتفكك. وحتي الخميس الماضي كانت اعمال العنف التي شملت جيش المهدي قاصرة علي الكوت. وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي الميجر مارك تشيدل ان القوات الأمريكية شنت عملية في حي الرشيد بغرب بغداد الذي يشمل منطقة الشرطة لاستهداف مسلحين يطلقون قذائف مورتر علي مناطق مدنية. وقال ان ستة مسلحين قتلوا في هجمات للقوات البرية وغارات جوية شنتها طائرات هليكوبتر من طراز اباتشي وتم اعتقال اثنين، واضاف ان ضابط شرطة عراقيا خطف. واشارت تقارير الي ان الكوت والشرطة اتسمتا بالهدوء يوم الجمعة وان كانت الشرطة قالت ان القوات العراقية والأمريكية حاصرت المنطقة الجنوبية في بغداد. وقال مسؤولان بالشرطة طلبا عدم نشر اسميهما ان الاشتباكات في منطقة الشرطة بدأت عندما شن مقاتلو جيش المهدي هجمات متزامنة علي دوريات للشرطة وهاجموا نقطة تفتيش. وقال مسئول "احتجزوا 17 شرطيا واجبروهم علي خلع ملابسهم. ثم افرجوا عنهم بملابسهم الداخلية". وقال المصدر الثاني بالشرطة ان المسلحين احرقوا عدة سيارات واستولوا علي عدد من الاسلحة من الشرطة. وقال ان القوات الأمريكية في وقت لاحق جلبت ثماني جثث في اكياس بلاستيك سوداء الي مركز شرطة البياع في جنوب بغداد. وكان نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني التقي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، حليف الولاياتالمتحدة، لتشجيعه علي القيام بالمزيد لمساعدة العراق وافغانستان وللاسهام في احتواء القفزة الكبيرة في اسعار النفط الخام. واستقبل الملك عبد الله تشيني الذي يقوم بجولة اقليمية، في مقر اقامته في الجنادرية في منطقة الرياض. وذكر الملك عبد الله تشيني ب"الصداقة القديمة العهد" التي تربط بلديهما، قبل بدء محادثاتهما في جلسة مغلقة. وخلال فترة توقف المحادثات، حضر نائب الرئيس الأمريكي برفقة زوجته لين وابنته ليز، عرضا في الفروسية. ولم تتسرب اي معلومة حول مضمون المحادثات. وكان جون هانا مستشار تشيني لشئون الامن القومي، قال ان المسئول الأمريكي سيستعرض مع العاهل السعودي "جدول اعمال واسعا من القضايا الدبلوماسية والامنية فضلا عن وضع سوق الطاقة العالمية".