رفض الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، دعوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمليشياته من جيش المهدي وقف المواجهات العسكرية ضد قوات الأمن العراقية وتسليم أسلحتهم، وفق ما كشف مساعد بارز للقيادي الشيعي. وفي الغضون مددت الحكومة حظر التجوال في العاصمة بغداد إلى أجل غير مسمى. وقال الشيخ صلاح العبيدي: الصدر طلب منا عدم تسليم أسلحتنا إلا لحكومة قادرة على الإلقاء بالاحتلال خارجاً. وأورد العبيدي أن 40 من عناصر الأمن العراقي أنضموا إلى مليشيات الصدر في بغداد، فيما نقلت مصادر مسئولة من الداخلية أنهم غادروا حاملين معهم أسلحتهم الأمريكية. ويأتي تحدي الصدر، فيما قدمت القوات الأمريكية والتحالف إمدادات عسكرية إلى قوات الأمن العراقية، التي تخوض المواجهات ضد المليشيات الموالية للصدر، وأخرى شيعية في جنوبي العراق والعاصمة بغداد. ودفعت موجة العنف بالسلطات العراقية لتمديد حظر التجوال في بغداد، كما تثير المخاوف بشأن مصير الهدنة التي مددها الصدر الشهر الماضي لمدة سبعة أشهر أخرى. وتنظر قيادات الجيش الأمريكي إلى وقف إطلاق النار كعامل محوري في تراجع معدل العنف في العراق خلال الشهور القليلة الماضية. وكشف مصدر مساعد بارز للصدر أن الزعيم الشاب طلب من المالكي مغادرة البصرة والسماح لزعماء العشائر والأحزاب السياسية حل القضايا الأمنية هناك عبر الحوار. والتقى المالكي، الذي تعهد عدم مغادرة المدينة الجنوبية ، بعدد من القيادات المحلية الموالية لحكومته. وشبه رئيس الحكومة العراقية تلك جيش المهدي بتنظيم القاعدة قائلاً: سنواجه تلك العصابات في كل شبر من العراق، للأسف دأبنا على الإشارة للقاعدة بذات الكلمات، فيما بيننا أناس هم أسوأ من التنظيم. وإلى ذلك، قال الناطق باسم الجيش البريطاني، الرائد توم هولووي، إن طائرات مقاتلة أمريكية ألقت قنبلتين على موقع يشتبه أنه أحد المعاقل الحصينة لمليشيات شيعية في البصرة. وقال هولووي: بعد فترة قصيرة من إلقاء المقاتلات الأمريكية لقنبلتين على مواقع لمليشيات شيعية في البصرة، اشتبكت المدفعية البريطانية مع فريق من الأعداء في منطقة بالبصرة. وذكر المسئول البريطاني أن المشاركة البريطانية والأمريكية جاءت بطلب من القوات العراقية لتلقي مساندة جوية، مشيراً إلى أن الجيش يعكف على تقييم تأثير تلك الضربات. يشار أنها المشاركة الأولى للقوات البريطانية، التي سلمت البصرة للحكومة العراقية في ديسمبر الماضي. وعلى صعيد متصل، قال الجيش الأمريكي السبت إنه يحقق في تقارير تشير لقصف طائرات التحالف لهدف مدني غربي البصرة وقتل العديد من المدنيين. ولقي ما لا يقل عن 75 شخصاً مصرعهم وأصيب نحو 500 آخرين بجروح خلال الاشتباكات بين القوات الحكومية والمليشيات الشيعية، التي وقعت في حي الصدر شرقي بغداد الجمعة. وقالت وزارة الدفاع العراقية أن 120 مقاوماً قتلوا وأصيب 240 في البصرة منذ بدء المواجهات هناك. وعلى صعيد مواز، أعلن الناطق باسم خطة أمن بغداد، الجنرال قاسم عطا، السبت تمديد حظر التجوال في بغداد إلى أجل غير مسمى. وكانت وزارة الداخلية قد فرضت الحظر الخميس لمدة ثلاثة أيام على أن ينتهي العمل به فجر الأحد.