\r\n والقوات الشيعية التي تقف وراء الهجمات الأخيرة على المنطقة الخضراء تتكون من أعضاء المجموعات المنشقة عن \"حزب المهدي\"، وهو ميليشيا شيعية قوية أسسها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بحسب السفير زلماي خليلزاد. \r\n \r\n وأضاف السفير الأميركي أن هذه المجموعات المنشقة ترتبط بروابط مع إيران ومع ميليشيا \"حزب الله\" اللبناني، الذي يخوض حرباً ضد إسرائيل منذ ما يزيد عن شهر. وعلى الرغم من أن السفير قد قال إن هناك دلائل على أن إيران تضغط من أجل شن المزيد من الهجمات، فإنه لم يقدم أي معلومات أو تفاصيل محددة بهذا الخصوص. والتصريحات التي أدلى بها خليلزاد تعد أول تصريحات يدلي بها مسؤول أميركي على هذا المستوى ويربط فيها مباشرة بين العنف في العراق وبين الدعم الأميركي للحملة العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان وبين الضغط المتزايد الذي تشنه الولاياتالمتحدة على طهران بشأن برنامجها النووي. \r\n \r\n وتأتي ملاحظات خليلزاد لتدعم التعليقات التي أدلى بها بعض المحللين وفحواها أن زيادة نفوذ الأغلبية الشيعية التي تعرضت طويلاً للاضطهاد من جانب السنة العرب في العراق يصب في مصلحة تشكيل \"هلال شيعي\" عبر الشرق الأوسط يمتد من إيران ويمر بالعراق وينتهي بلبنان، ويتحد الشيعة في إطاره ضد العدو المشترك سواء كان هذا العدو هو الولاياتالمتحدة أو إسرائيل أو الدول العربية السُنية. \r\n \r\n وعلى الرغم من الهجمات الأخيرة التي شنتها الجماعات الشيعية المنشقة ضد الأميركيين في العراق، فإن السفير الأميركي لازال يصر على أن الزعماء الشيعة الكبار في العراق- بما في ذلك مقتدى الصدر- لم يضغطوا بعد في اتجاه شن المزيد من أعمال العنف ضد الأميركيين على الرغم من أن إيران تريد منهم أن يفعلوا ذلك. \r\n \r\n وفي خطبهم وتصريحاتهم العلنية، قام الزعماء الشيعة الذين يتصرفون في الغالب كوطنيين عراقيين بشجب العدوان الإسرائيلي على لبنان بشكل أعنف مما قام به القادة من السنة العرب. وهذا الشجب جاء من ناحية السيستاني أكثر الزعماء الشيعة في العراق توقيراً واحتراماً، ومن رئيس الوزراء العراقي- وهو أيضا شيعي- نوري المالكي ومن البرلمان ذي الأغلبية الشيعية الذي وصف الهجمات الجوية الإسرائيلية على لبنان بأنها\" عدوان إجرامي\". \r\n \r\n وعندما زار المالكي واشنطن الشهر الماضي، فإن زعماء الكونجرس ضغطوا عليه كي يقوم بشجب \"حزب الله\" باعتباره منظمة إرهابية، ولكنه تملص من تنفيذ هذا الطلب. \r\n \r\n مقتدى الصدر، الزعيم الشيعي العراقي الوحيد الذي ألمح إلى أن العراقيين قد يحملون السلاح دعماً ل\"حزب الله\" قال نهاية يوليو الماضي إن العراقيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون لبنان يحترق. وفي الرابع من أغسطس الحالي استدعى الصدر 100 ألف من أنصاره إلى اجتماع حاشد مناوئ للإسرائيليين والأميركيين في بغداد. \r\n \r\n والتعاطف مع \"حزب الله\" اللبناني لا يقتصر على الفئات الراديكالية في العراق، لأن صور الدمار في لبنان والتي لا تزال تومض عبر شاشات شبكات التلفزة العربية دفعت العديد من العراقيين العاديين إلى القول إنهم سينضمون إلى ما يطلقون عليه جهاداً مقدساً ضد إسرائيل المدعومة من قبل الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n وقال خليلزاد إن إيران قد تلجأ إلى تحريض الميليشيات الشيعية على ممارسة المزيد من العنف مع اقتراب نهاية الشهر الذي يتوقع أن يشهد توتراً شديداً بين إيرانوالولاياتالمتحدة، لأن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعطي إيران مهلة تنتهي بحلول الحادي والثلاثين من أغسطس الجاري لتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم. وفي حالة عدم امتثال إيران فإنها ستواجه احتمال التعرض لعقوبات اقتصادية ودبلوماسية. \r\n \r\n وتعليقا على ذلك قال خليلزاد: إنه إذا ما تبنت الأممالمتحدة قرارا آخر ضد إيران بعد انقضاء المهلة الممنوحة لها في الحادي والثلاثين من أغسطس الجاري، فإن ذلك قد يؤدي \"لزيادة الضغط على العراق\" لأن رد فعل إيران المتوقع على مثل هذا القرار، قد يشمل ممارسة المزيد من الضغط على أنصارها، أو على الجماعات التي ترتبط معها بروابط، أو الجماعات التي تسيطر عليها، من أجل زيادة الضغط على قوات التحالف \"ليس فقط في العراق ولكن في أماكن أخرى أيضاً\". \r\n \r\n ووصف بعض المحللين العسكريين الحرب الدائرة الآن في جنوب لبنان بين إسرائيل و\"حزب الله\" أنها حرب تتم بالوكالة عن الولاياتالمتحدة وعن إيران. \r\n \r\n ولكن المسؤولين الأميركيين في العراق لم يعطوا سوى تفاصيل قليلة عن الروابط بين الميليشيات الشيعية في العراق وبين إيران أو \"حزب الله\"، واكتفوا بالقول إنهم يعتقدون أن إيران قد أعطت التقنية الخاصة بتصنيع متفجرات شديدة التدمير للميليشيات العراقية، وأنها ربما تكون قد قامت بنقل هذه التقنية إلى تلك الميليشيات عبر \"حزب الله\" كما يقول بعض هؤلاء المسؤولين. \r\n \r\n بعض الخبراء الأمنيين الغربيين قد أكدوا أن ثمة موجة من الهجمات الصاروخية ضد المنطقة الخضراء. ولم يعرف حتى الآن ما إذا كان هناك قتلى أو جرحى جراء هذه العمليات أم لا وذلك بعد أن رفض الليفتنانت كولونيل \"باري جونسون\" المتحدث الرسمي عن القوات الأميركية إعطاء تفصيلات حول هذا الموضوع. أما زعماء منظمة الصدر فيقولون إن هناك أقساما من جيش المهدي غير واقعة تحت سيطرتهم. وأن هناك عناصر متمردة تقوم بتنفيذ هجمات دون توجيهات من الصدر أو من قادة الجيش. \r\n \r\n إدوارد وونج \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في بغداد \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n