ن عدم تكافؤ ردة الفعل على أسر الجندي الاسرائيلي ماثلة للعيان ففي الشهر الماضي حسب منظمة حقوق الانسان الاسرائيلية «بتسليم»قتلت القوات الاسرائيلية 42 فلسطينيا بينهم 24 من المدنيين هذا عدا عن الأسرة المكونة من سبعة أفراد الذين قتلوا في شاطئ غزة والذين يعتقد الفلسطينيون أنهم قتلوا باطلاق قذيفة اسرائيلية عليهم وخلال نفس الفترة قتل الفلسطينيون جنديين اسرائيليين ومستوطنا اسرائيليا وتبالغ اسرائيل كثيرا بحقيقة أنه منذ اخلاء قواتها من قطاع غزة قبل حوالي عام واصل الفلسطينيون اطلاق صواريخ محلية الصنع على جنوب اسرائيل وهذا الأسبوع سقط صاروخ في موقف سيارات احدى المدارس في بلدة اسرائيلية تقع على بعد 6 أميال «10 كيلو مترات شمالي قطاع غزة» وقد قتلت هذه الصواريخ البدائية 8 اسرائيليين خلال الأعوام الخمسة الماضية وهذا لا يمكن ان يضاهي عدد الضحايا الذي يقع في صفوف الفلسطينيين المدنيين عندما تقوم اسرائيل باغتيال خصومها بالصواريخ من الجو. \r\n \r\n في نظر الفلسطينيين فإن موقف اسرائيل من قضية الأسرى الفلسطينيين لا تقل إفراطا عن إفراطها في استعمال القوة العسكرية فالجندي الاسرائيلي المأسور هو الأسير الوحيد في أيدي الفلسطينيين ويشير الفلسطينيون إلى ان هناك 200‚8 أسير من أعضاء ميليشياتهم في السجون الاسرائيلية ورغم انهم غير معرضة حياتهم للخطر مثل الأسير الاسرائيلي جلعاد شاليت إلا ان من بينهم 800 مسجون من غير توجيه أي تهم لهم ورغم ان بعضهم قتل مدنيين اسرائيليين بقول الفلسطينيون إلا ان الآخرين قاتلوا الجنود الاسرائيليين الذين يحتلون الأراضي الفلسطينية.كما زادت اسرائيل الطين بلة عندما قامت الأسبوع الماضي باعتقال 8 وزراء فلسطينيين في حكومة حماس بالاضافة إلى 60 مسؤولا آخرين وتلك كانت غلطة عززت من الانطباع بأن اسرائيل تسعى لتدمير الحكومة التي انتخبها الفلسطينيون مؤخرا وبدلا من محاولة اقناع الفلسطينيين بالخروج من خندقهم واعادة الجندي الأسير جعلتهم يغوصون إلى أعماق أبعد في خندقهم والتمسك أكثر بالأسير فليس هناك أحد على ما يبدو للتفاوض معه.بالتأكيد تصرفت حماس بسذاجة وخبث كما فشلت مع الأسف الشديد في فهم حساسية اسرائيل تجاه جهودها السابقة لاستعادة أسراها من قبضة العرب فرغم ان حماس تبحث في الظلام عن طريق لاعترافها ضمنيا باسرائيل إلا ان قادة حماس يتحدثون بغموض كبير وربما بسبب عدم مرونتهم حول مسألة الجندي الاسرائيلي الأسير قد تجعل الاسرائيليين أقل ميلا لأخذ حماس على محمل الجد كشريك مفاوض على المدى البعيد.لكن المدى البعيد هو المهم فالمواجهة الحالية تعطي المبرر لحالة الاستعصاء إلى أجل غير مسمى فمازال الأمر من حيث الجوهر يكمن في تحديد أين ستكون كل من دولتي اسرائيل وفلسطين وحتى حماس ربما تعرف ذلك وبمجرد ان تنتهي قضية الجندي الاسرائيلي الأسير بضربة حظ وليس على حساب حياة الأسير يجب على ايهود أولمرت رئيس وزراء اسرائيل ان يفي بتعهده بالانسحاب خلال العام القادم أو نحو ذلك من معظم الضفة الغربية رغم انه يرفض حاليا التشاور مع الفلسطينيين فإن الدولتين يجب ان يتحدد موضعهما على جانبي حدود 1967 تقريبا كما تم رسمها عموما من قبل الرئيس بيل كلينتون بعد مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 وطابا بعد ذلك ببضعة شهور وبموجب اتفاقية جنيف لعام 2003 والجدار الفاصل حاليا يقتطع أجزاء من الأراضي الفلسطينية رغم احتمال تحوله إلى حدود تقريبية يجب ان يتم تعديله في الوقت المناسب «بتبادل الأراضي» لإعطاء الفلسطينيين صفقة يستطعيون بلعها. \r\n \r\n الوقت الحالي يبدو ان الاسرائيليين عازمون على إثبات أنه لا يوجد شريك فلسطيني وأما حماس فكثيرا ما ساعدت على تقوية هذه النظرية لكن ليس على المدى البعيد فرئيس الوزراء أولمرت أو أي رئيس وزراء اسرائيلي قد يأتي بعده سيضطر ذات يوم للتفاوض مع الفلسطينيين بغض النظر عن القيادات الذين يختارونهم فليس هناك أي طريقة أخرى. \r\n