لم تتردد «منظمة العفو الدولية» عن الحديث عن رحلات جوية تحت مستوى الرادار وعن اختفاءات وعمليات تعذيب تقوم بها بعض الجهات الاميركية وفق برنامج سري يلقي بمقتضاه القبض أو الخطف على أناس دون أي اجراءات قضائية مناسبة وإرسالهم الى أنظمة لا تتورع عن استخدام التعذيب من أجل نزع الاعترافات. \r\n \r\n ليست هناك وسيلة يمكننا ان نعرف بها عدد أولئك الذين اعتقلوا أو عذبوا أو قتلوا. \r\n \r\n ربما سبق لبعض القراء ان سمعوا بخالد المصري ولكن ادارة بوش تعلم بالتأكيد من يكون. فالمصري مواطن ألماني من أصل لبناني ألقي القبض عليه في 20 ديسمبر 2003 عندما كان في زيارة لمقدونيا. بعدها بعدة اسابيع سلم الى جماعة مقنعة ترتدي ملابس سوداء وهي ملابس يطلق عليها اسم ملابس «النينجا» التي يرتديها كاوبويات التعذيب. \r\n \r\n مزقت ملابس المصري وسحب ووضع على متن طائرة انطلقت به الى افغانستان حيث اعتقل في زنزانة قذرة لمدة خمسة اشهر. وقد كتب احد الصحفيين الأميركيين يقول: ان ال «سي.آي.إيه» قد اعتقلت الرجل الخطأ. \r\n \r\n هناك ايضا قصة ماهر عرار المواطن الكندي من اصل سوري الذي اعتقله السلطات الاميركية في مطار كنيدي في 26 سبتمبر 2002 ونقل بالطائرة الى سوريا وبقي هناك لمدة عام تقريبا حيث احتجز في زنزانة تحت الارض لا تزيد مساحتها على مساحة قبر. ولم يستطع أحد حتى السوريون الذين عذبوه ان يثبتوا ادانته بأي شيء يربطه بالإرهاب وأخيرا أطلق سراحه وعاد الى اسرته في أوتوا محطما نفسيا ومعنويا وهو الذي لم يتجاوز عمره 35 عاما. \r\n \r\n إن ادارة بوش لن تفعل الشيء الصواب عندما يتعلق الأمر بالتعذيب وعلى الكونغرس ان يتدخل للتحقيق في هذا البرنامج الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة ضد الانسانية. إن على الكونغرس أن يحقق في الأمر ويوثقه ويضع نهاية له. \r\n