\r\n لطالما صرح الزعماء الايرانيون بانهم يجرون بحوثاً نووية لاغراض سلمية. ويدعون بانهم لا يبغون من ذلك غير تعلم كيفية انتاج المحروقات العصرية اللازمة لمشاريع الطاقة, وهذا ما تسمح لهم به بنود »معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية غير ان هذا التوضيح لا معنى له بالنسبة لدولة تملك 10 بالمئة من احتياطي النفط المعروف في العالم, كما يقول مسؤولون امريكيون وبعض الخبراء الاجانب فهؤلاء يزعمون بأن الاسمنت المسلح والفولاذ, اللذين تبنى بهما البنى التحتية النووية الايرانية, يشيران الى النوايا الحقيقية لطهران, وفي هذا الصدد, يقول ديفيد ألبرايت, رئيس معهد العلوم والامن الدولي, عن مرفق ناتانز, »انه مشروع قائم امام عيوننا«.\r\n ويوم الخميس الماضي, كررت الولاياتالمتحدة القول, بانها لا تريد هي, ولا شركاؤها الاوروبيون, العودة الى طاولة المفاوضات مع ايران, والمجتمع الدولي موحد على عدم الثقة بطهران ذات تكنولوجيا نووية, على حدّ تعبير وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس, التي ابلغت الصحافيين, قبل لقائها وزير خارجية كوريا الجنوبية, بالقول »لقد كنّا واضحين تماما بأنه آن الاوان لاحالة الامر على مجلس الامن الدولي«. \r\n كان اختيار رايس لكلمة »احالة مقصودا« ذلك انه اذا اقتصر الامر على تقديم »تقارير« الى مجلس الامن عن ايران, فمعنى ذلك ان الحوار سيفقد وزنه القانوني. »فالاحالة« الرسمية ضرورية ان كان على مجلس الامن فرض اية عقوبة, كالعقوبات الاقتصادية مثلاً. \r\n اما المسؤولون الايرانيون فيصرون, من جانبهم, على ان برنامجهم النووي برنامج سلمي. لكنهم ظلوا غير آبهين مع تصاعد الانتقادات الدولية. فيوم الاثنين قبل الماضي, قال ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية, علي اصغر سلطانية, ان ايران ستسير قدماً في برنامج شامل لتخصيب اليورانيوم, اذا احيل امرها على مجلس الامن, وقال لوكالة اسوسييتد برس, ان هكذا احالة تعتبر »قرارا متسرّعا«. \r\n اصول البرنامج النووي الايراني \r\n بدأ البرنامج النووي الايراني عندما اشترى الشاه مفاعلاً للبحوث من الولاياتالمتحدة في عام ,1959 وفي حينه, كانت لدى الشاه مخططات كبيرة لاقامة شبكة من 23 مفاعلاً نووياً. ولم تعتبر الولاياتالمتحدة ذلك خطراً لان الشاه كان حليفاً لها, ولانه لم يطلب تقنيات للتخصيب او لاعادة معالجة الوقود النووي العادم. \r\n وفي السنوات التي تلت الثورة الايرانية, تركزت مخاوف الولاياتالمتحدة على محاولات ايران الحصول على المساعدة الروسية في بناء مشروع مفاعل »بوشهر« النووي. وتعمقت تلك المخاوف في عام ,2002 عندما ساعدت مجموعة ايرانية منشقة »هي المجلس الوطني للمقاومة في ايران« في كشف النقاب عن المرافق النووية السرية في ناتانز و »اراك«, وقد اضطر هذا الافتضاح ايران الى الاعلان عن هذا المرفق النووي للوكالة الدولية للطاقة الذرية, لان ايران كانت من الدول الموقعة على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. على انه لم تكن السرية وحدها هي التي اثارت المخاوف لدى الولاياتالمتحدة, بل ايضاً طبيعة المواقع المكتشفة حديثاً, وناتانز على وجه الخصوص. \r\n يعتبر مشروع ناتانز, الذي يقوم على مساحة مقدارها 100000 متر مربع, مكانا لمشروع رائد في تخصيب اليورانيوم, وللطرد المركزي على مستوى تجاري مستقبلاً, فان امتلكت ايران تكنولوجيا التخصيب, عند ذلك ستكون قادرة على صناعة مواد انشطارية خاصة بها, بما في ذلك احتمال صناعة القنبلة النووية, الامر الذي يجعلها تخطت اكبر الحواجز في طريق ان تصبح دولة نووية. \r\n في العاشر من شهر كانون الثاني ,2006 انتزعت ايران اختام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموضوعة على مشروع ناتانز, وغيره, بفضل الشك في عمله فالطرد المركزي, الذي يخصب شكلا من غاز اليورانيوم بسرعة عالية على نحو لا يصدق, صعب الاشراف عليه وادارته, وقد تواجه ايران صعوبة في اعادة الشروع في العمل في الطرد المركزي. \r\n يقول تشارلز فرغوسن, الخبير في العلوم والتكنولوجيا النووية لدى مجلس العلاقات الخارجية, »ليست هذه مواد خردة ونفايات تماما, وسيستغرق احياؤها وتشغيلها من جديد جهداً كبيراً«. \r\n فترة انتاج القنبلة النووية \r\n عندما يبدأ الطرد المركزي بالعمل, تمضي الساعة بالدق على التقديرات في الغرب, عن الزمن الذي ستستغرقه ايران في الحصول على المادة الانشطارية للابتكار النووي. وتقول المخابرات الاسرائىلية ان ايران بعيدة عن امتلاك القنبلة النووية مسافة عامين من الزمن, مع ان معلومات اخرى تقول انها ابعد من ذلك زمنياً. \r\n يوم السبت قبل الماضي, كررت اسرائيل موقفها بأنها لن تقبل بايران نووية تحت اية ظروف. وقالت ايران. يوم الاحد, ان اسرائيل ترتكب »غلطة قاتلة« ان هي قامت بعمل عسكري ضد البرنامج النووي الايراني, ووصفت تهديدات الدولة اليهودية »بلعبة الاطفال«. \r\n ويقول معهد العلوم وبحوث الامن الدولي, الذي نشر صور الاقمار الصناعية عن مفاعل ناتانز, ان ايران قد تمتلك القنبلة النووية الاولى بحلول عام .2009لكن السؤال المطروح هو: لماذا لا تستخدم ايران الطرد المركزي لانتاج اليورانيوم ضعيف التخصيب اللازم لمفاعلات توليد الطاقة? والجواب هو: هذا ما تقول ايران انها تريد القيام به. \r\n وتنضّم الاستخبارات الامريكية الى الزعم بأن ايران اخفت المفاعلات عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية, وهو عمل يثير الشكوك. كما ان طهران لم تبلغ, كذلك, عن القصة الكاملة عن المصادر التي حصلت منها على تكنولوجيا الطرد المركزي, هذا على الرغم من ان معظم الخبراء يعتقدون انها جاءت من الباكستان. \r\n وعلاوة على ذلك, تقول الولاياتالمتحدة ان استثمار ايران في دائرة الوقود النووي ليس له معنى من وجهة النظر المدنية, ذلك ان ايران تفتقر الى المخزون الملائم من اليورانيوم الطبيعي للاكتفاء الذاتي من الطاقة النووية في اي وقت, وفقاً لتحليل وزارة الطاقة الصادر عام ,2005 اذ تقول هذه الاخيرة ان حجم البنى التحتية النووية لايران يماثل تقريباً الحجم الصحيح لحيازة القدرة على امتلاك الاسلحة, وهذا من منظور المقارنة مع برنامج دولة اخرى, وافتراضاً هي الباكستان, ويوضح تحليل وزارة الطاقة ذلك عندما يقول, »من الصعب التهرب في النتيجة بان ايران تسعى الى امتلاك السلاح النووي«.