رئيس هيئة المحطات النووية يبحث مستجدات مشروع الضبعة مع آتوم ستروي الروسية    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية في شمال سيناء    ارتفاع أسعار الذهب ببداية تعاملات اليوم السبت وهذا العيار يسجل 5190 جنيها    سعر الذهب اليوم فى مصر.. عيار 21 يسجل 4515 جنيهًا دون مصنعية    وزير الري يتابع حالة مجرى نهر النيل وفرعيه وإزالة التعديات    الزراعة: هناك متابعة مستمرة لجميع مزارع الدواجن ولم يتم تسجيل حالات نفوق والتحصينات متوفرة    بدء توافد القادة والضيوف إلى مقر انعقاد القمة العربية ال34 بالعراق    ترامب: اتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان منع اندلاع حرب نووية    وزير الخارجية الإيراني: المواقف الأمريكية والتصريحات المتناقضة تعقد مسار المحادثات    موعد مباراة الزمالك وبتروجت في الدوري والقنوات الناقلة    مواعيد مباريات اليوم السبت 17 مايو والقنوات الناقلة    إقالة بابافاسيليو من تدريب غزل المحلة    القنوات الناقلة مباشر لمباراة الأهلي والزمالك اليوم في دوري سوبر السلة.. والموعد    لجنة التظلمات تخطر 3 أندية والرابطة بقرارات اجتماع مباراة القمة    النيابة تطلب تقرير الطب الشرعي في مصرع شاب غرقا بترعة الدهشورية بالجيزة    اليوم .. طقس شديد الحرارة والعظمى بالقاهرة 40    مصرع شخص وإصابة 16 فى انقلاب سيارة على طريق وصلة أبو سلطان بالإسماعيلية    الخارجية: مصر تطالب جميع الأطراف الليبية بالالتزام بأقصى درجات ضبط النفس    مصرع شاب غرقا أثناء إنقاذ شقيقه بترعة المحمودية في البحيرة    نشرة مرور "الفجر".. انتظام بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    سعد الصغير أمام المحكمة بعد قليل بسبب أغنية الأسد    عادل إمام.. حكاية زعيم نذرته أمه بطبق فتة عدس    متحدث "الحكومة العراقية": القمم العربية أصبحت منصة لتقريب وجهات النظر    انطلاق فعاليات مؤتمر التمكين الثقافي بمرسى مطروح    ترامب يواصل هجومه على تايلور سويفت: "لم تعد مثيرة منذ أن قلت إني أكرهها"    دار الإفتاء المصرية: الأضحية شعيرة ولا يمكن استبدالها بالصدقات    تزامنا مع ذروة الموجة الحارة، 10 تعليمات من الصحة للمواطنين لتجنب ضربات الشمس    اليوم.. نظر محاكمة 37 متهما ب"خلية التجمع"    موجة شديدة تضرب البلاد اليوم| وتوقعات بتخطي درجات الحرارة حاجز ال 40 مئوية    اليوم، انقطاع مياه الشرب عن مدينة الفيوم بالكامل لمدة 6 ساعات    مستقبل وطن المنيا يُطلق مبادرة "طلاب فائقين من أجل مصر".. صور    نقيب العلاج الطبيعي: إحالة خريجي التربية الرياضية للنيابة حال ممارسة الطب    محام: أحكام الشريعة الإسلامية تسري على المسيحيين في هذه الحالة    60 دقيقة تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 17 مايو 2025    اللقب مصرى.. مصطفى عسل يتأهل لمواجهة على فرج فى نهائي بطولة العالم للاسكواش    مقتل عنصر أمن خلال محاولة اقتحام لمقر الحكومة الليبية في طرابلس    أزمة «محمود وبوسي» تُجدد الجدل حول «الطلاق الشفهي»    قافلة دعوية ل«الأزهر» و«الأوقاف» و«الإفتاء» إلى شمال سيناء    اليوم.. نظر استئناف سيدة وعشيقها في اتهامهما بقتل زوجها بالبدرشين    وزير التعليم العالى يستقبل الجراح العالمى مجدى يعقوب    الاتحاد الأوروبي والصين يعلّقان استيراد الدجاج البرازيلي بعد اكتشاف تفش لإنفلونزا الطيور    العراق يؤكد: مخرجات قمة مصر بشأن غزة تتصدر جدول قمة بغداد    اجتماع لحزب الاتحاد في سوهاج استعدادا للاستحقاقات الدستورية المقبلة    حزب الجيل: توجيهات السيسي بتطوير التعليم تُعزز من جودة حياة المواطن    وليد دعبس: مواجهة مودرن سبورت للإسماعيلي كانت مصيرية    ما حكم من مات غنيا ولم يؤد فريضة الحج؟.. الإفتاء توضح    شقيقة سعاد حسني ترد على خطاب عبد الحليم حافظ وتكشف مفاجأة    لكزس RZ 2026| طراز جديد عالي الأداء بقوة 402 حصان    غزل المحلة يطيح ب بابافاسيليو بعد ربعاية الجونة في الدوري    ترامب يهاجم المحكمة العليا.. لن تسمح لنا بإخراج المجرمين    "موديز" تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى AA1 مع نظرة مستقبلية مستقرة    محسن الشوبكي يكتب: مصر والأردن.. تحالف استراتيجي لدعم غزة ومواجهة تداعيات حرب الإبادة    رويترز: إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني إلى ليبيا    انطلاق الدورة الثانية لمهرجان SITFY-POLAND للمونودراما    قانون الإيجار القديم.. الإسكان: لن يتم طرد أي مواطن وبرلماني يطالب بإسقاطه    جورج وسوف: أنا بخير وصحتى منيحة.. خفوا إشاعات عنى أرجوكم (فيديو)    قبل الامتحانات.. 5 خطوات فعالة لتنظيم مذاكرتك والتفوق في الامتحانات: «تغلب على التوتر»    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قنبلة سورية؟
نشر في التغيير يوم 11 - 01 - 2005


\r\n
في الحادي عشر من أيار الماضي تطرق الرئيس بوش إلى تنفيذ سلة العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد والتي وافق عليها الكونغرس قبل ستة أشهر، ونوه بوش إلى دعم سوريا للإرهاب وإلى وجودها العسكري في لبنان وإلى سعيها لحيازة أسلحة التدمير الشامل، وأعمالها الرامية إلى تقويض جهود الولايات المتحدة لإعادة استقرار وإعمار العراق. مثل هذه النشاطات، كما صرح بوش، تعتبر خطيرة بما يكفي بحيث تشكل تهديداً للأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة.
\r\n
\r\n
في حين يتم تحريض إدارة بوش للقيام بعمل ضد دمشق بسبب تسهيلها الواضح دخول الإرهابيين إلى العراق بهدف مهاجمة القوات الأمريكية، فقد يكون هناك سبب آخر يدفع واشنطن لمحاولة احتواء نظام الأسد.
\r\n
\r\n
ضمن اللعبة السياسية المعقدة، لعبة العصا والجزرة، وصل في الشهر الماضي إلى دمشق أحد أعضاء المجلس التشريعي الأمريكي وهو توم لانتوس على أمل أن يكون جزرة إغراء بدلاً من عصا بوش. وبعد اجتماعه بوزير الخارجية السوري فاروق الشرع لجأ نائب كاليفورنيا الديمقراطي إلى مناشدة السوريين أن يحذوا حذو الرئيس الليبي معمر القذافي الذي تخلى عن أسلحة الدمار الشامل.
\r\n
\r\n
وأشار لانتوس إلى أن القذافي سيجني مكاسب طائلة عن طريق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الولايات المتحدة والعالم المتحضر نتيجة عمله هذا، وألمح إلى أن سوريا قد تتمتع أيضاً بمثل هذه المكاسب فيما إذا اتخذت خطوات مماثلة.
\r\n
\r\n
وأضاف لانتوس كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الدولية: \"وكصديق للشعب السوري أود أن أرى قادة هذا الشعب العظيمي يتخذون الخيار الصحيح أيضاً\".
\r\n
\r\n
ومع تضييق الخناق على سوريا كان من المتوقع أن تكون كلمات لانتوس بمثابة رسالة استرضاء يتلقاها السوريون بحماس، ولكن هذا لم يحدث.
\r\n
\r\n
قد يكون هناك سبب واحد لإصرار سوريا، وهو أنها تسعى إلى الهدف الذي تعتقد بأنه سوف يقلب الطاولة على أمريكا، وربما كانت دمشق قد مشت فعلاً على الدرب المؤدية إلى حيازة أسلحة نووية وقطعت شوطاً أبعد بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
\r\n
\r\n
وإذا كانت سوريا قد أحرزت فعلاً تقدماً في المضمار النووي فمن المؤكد أن هذا تم عن طريق الشبكة النووية السرية التي أسسها العالم المارق عبد القادر الخان، والذي كرمه بلده الباكستان على أنه \"أبو القنبلة الإسلامية\".
\r\n
\r\n
ال\" سوبر ماركت\" النووي الذي تديره شبكة خان منذ أكثر من عقد من السنين غطى مسرحاً ضخماً يمتد من آسيا إلى أوربا إلى الشرق الأوسط. والسماسرة الذين يعملون لصالح الشبكة يقومون بشراء القطع من نصف دزينة من البلدان، بما في ذلك اليابان، ماليزيا، جنوب أفريقيا، ألمانيا، ومن دولتين أوربيتين أخريين على الأقل. في الظاهر كان المقصود من شراء هذه المكونات هو استخدامها في أغراض صناعية ولكنها كانت في الحقيقة تستخدم لصناعة أجهزة الطرد المركزي.
\r\n
\r\n
ومن خلال مورديها كانت الشبكة تعرض على زبائنها المعروفين: ليبيا، إيران وكوريا الشمالية، خدمات شاملة بما في ذلك آلات النبذ المركزي المتقدمة، مكونات وتصاميم وكذلك أعمال التدريب لتشغيل هذه الآلات.
\r\n
\r\n
تم الكشف عن شبكة خان في مطلع هذا العام عندما وافق القذافي التائب مؤخراً على تخلي ليبيا عن أسلحة التدمير الشامل مقابل رفع جزئي للعقوبات واستعادة بلاده احترامها ضمن المجتمع الدولي.
\r\n
\r\n
وكجزء من الاتفاقية التي تم التفاوض حولها عن طريق الولايات المتحدة وبريطانيا كان على الليبيين أن يكشفوا عن اتصالاتهم بشبكة خان، وقالوا أنهم لم يكتفوا بشراء أجهزة الطرد المركزي والتكنولوجيا النووية والخبرات المتعلقة بها، بل أفاد مسؤولون ليبيون أيضاً أنهم تلقوا فعلاً مخططات من أجل صنع قنبلة نووية.
\r\n
\r\n
وأول دليل هام حول ارتباط سوريا بالشبكة أتي من نائب وزير الخارجية الأمريكية لمراقبة التسلح جون بولتون الذي عبر عن قلقه من أنه \"إلى جانب إيران وليبيا وكوريا الشمالية هناك عدد من الزبائن سعوا إلى حيازة القنبلة من شبكة خان\". وقال أمام الأمم المتحدة في نيسان الماضي: \"هناك الكثير ممن لم يرد ذكرهم في نقاشنا العلني، وهذا أحد الأسباب التي جعلت قلقنا عميقاً وحقيقياً وفي محله حول تداول أسلحة التدمير الشامل في السوق السوداء الدولية\".
\r\n
\r\n
خبراء توريد الأسلحة الآن مقتنعون بأنهم يعرفون هوية ثلاثة زبائن آخرين من الذين أشار إليهم بولتون وهم: السعودية، سوريا ومصر.
\r\n
\r\n
كان خان سابقاً المستشار العلمي الخاص للرئيس الباكستاني برويز مشرف، وربما خرق الصفقة التي عقدها مع رئيسه السابق عندما اعترف بأنه باع تكنولوجيا متقدمة للنبذ المركزي وخبرات لبدان أخرى.
\r\n
\r\n
بعض المحللين يعتقدون أنه لقاء اعتراف خان بعقد صفقة مع إيران وليبيا وكوريا الشمالية، وافق مشرف على عدم الكشف عن هوية زبائنه الرئيسيين الآخرين.
\r\n
\r\n
عبر بولتون عن شعوره بالإحباط حول هذه القضية عندما قال \"إذا كان جزء من الشبكة قد انفضح أمره فإننا لا نعرف حقاً هل كشف أمر جميع أفراد الشبكة أو هل تم إبطالها\".
\r\n
\r\n
هناك اسس قوية تدعو للشك بأن سوريا كان جزءاً من شبكة خان. فقد نقلت صحيفة الواشنطن تايمز عن مصادر غربية أن خان نفسه زار سوريا عدة مرات، وذهب سراً إلى إيران لمقابلة مسؤولين سوريين كبار. وتقول المصادر بان خان سافر إلى دمشق في أواخر عام 1997 ومرة ثانية في مطلع عام 1998 وكان ذلك ظاهرياً من أجل إلقاء محاضرات حول المواد النووية. ولكن في عام 2001 قيل أن سوريا أصبحت قلقة جداً بسبب انكشاف صلاتها مع خان ولذلك حولت مسرح اللقاءات المستقبلية إلى إيران.
\r\n
\r\n
رافق خان ثلاثة من زملائه من مخبر أبحاثه في باكستان إلى الاجتماعات التي كانت تعقد في إيران، وهذه الاجتماعات كما تقول المصادر استهدفت مساعدة سوريا من أجل تطوير أسلحة نووية. لكن قد لا تكون الأسباب التي دفعت بالسوريين إلى تحول المحادثات إلى إيران أمنية محضة.
\r\n
\r\n
\r\n
مصدر سياسي عربي كبير أطلع مؤخراً جريدة البوست بأن يشك \"أن باستطاعة سوريا تمويل برنامج أسلحة نووية مستقل، ويعتقد المحلل بأنه من المحتمل أن تكون سوريا وإيران قد ارتبطتا بمشروع نووي مشترك: إيران تقدم التمويل المالي وسوريا تقدم العلماء، أو أن العلماء الإيرانيين يعملون فعلاً في سوريا ضمن برنامج نووي مشترك.
\r\n
\r\n
وبالإضافة إلى الخبرة المتعلقة بالطاقة النووية فإنه من المعقتد أن شبكة خان تقوم بتزويد سوريا بالنابذات المركزية من أجل إنتاج يورانيوم مخصب، وهو المكون الرئيسي لصنع القنابل النووية.
\r\n
\r\n
تقول المصادر أيضاً أن القلق حول الطموحات النووية لسوريا اتضح أكثر عندما التقط جهاز تنصت إلكتروني أمريكي اختباري إشارات واضحة تشير إلى أن السوريين لا يمتلكون فقط نابذات مركزية بل ويشغلونها فعلاً.
\r\n
\r\n
وحتى قبل أن يتم الكشف عن توسع شبكة خان، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أبدت قلقها حول اهتمام سوريا بالأسلحة النووية وإمكانية أن تكون هذه محاولة منها لحيازة التكنولوجيا والخبرة المناسبتين عن طريق السوق السوداء النووية.
\r\n
\r\n
في تقرير غير سري لوكالة الاستخبارات المركزية قدم إلى الكونغرس في منتصف عام 2003 أشارت الوكالة إلى أن \"إطلاق العنان على نطاق واسع للحصول على الخبرة الأجنبية من شأنه أن يوفر الفرصة لتعزيز القدرات الطبيعية في هذا المجال، لهذا نحن في قلق متزايد إزاء الأهداف النووية للسوريين.
\r\n
\r\n
إلى جانب ذلك ما يزال هناك شكوك من أن تكون سوريا قد استخدمت كملجأ لإخفاء أسلحة التدمير الشامل العراقية. التقرير الذي أعد لصالح مبادرة التهديد النووي،وهو مركز المعلومات مقره الولايات المتحدة، ولصالح مجموعة الضغط (اللوبي) التي يترأسها السناتور السابق سام نان والإعلامي تيد تورنر، يشير إلى أن مركز البحوث العلمية السوري قد آوى إليه العلماء العراقيين قبل حرب الخليج الأخيرة. واستناداً إلى تقرير صادر عن مركز الدراسات لحظر توريد الأسلحة في معهد مونتيري للدراسات الدولية بتاريخ كانون الأول 2002، فقد أورد هذا التقرير أن صحيفة إيطالية نقلت عن ضابط عراقي قوله بأن سوريا سمحت للعراق بتخزين أسلحة التدمير الشامل في مراكز البحث السورية. وأضافت الصحيفة بأن هذه الادعاءات لم تتأكد بعد. لكن المسؤولين، وبعد أن تعرضوا لتجربة مؤلمة نتيجة التقديرات الاستخباراتية الكاذبة حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، تعاملوا بحذر مع التهديد النووي السوري المحتمل.
\r\n
\r\n
قالت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً أن الحكومة الأمريكية \"لخصت بدقة قلقنا حول المساعي السورية للحصول على أسلحة التدمير الشامل. نحن مهتمون جداً لمعرفة مدى حجم شبكة خان ولكننا لسنا في موقع لنقول بشكل مؤكد أن سوريا تمتلك نابذات مركزية\". ويبقى بعض المسؤولين في الغرب يجهلون صلة سوريا بشبكة خان ويحذرون من أن هذه الصلة غير مؤكدة بشكل حاسم، ولا يوجد دليل قوي يبين أن سوريا حازت على تكنولوجيا نووية من باكستان، على الرغم من أن الإشارات التي التقطها جهاز التنصت الأمريكي كانت واضحة تماماً.
\r\n
\r\n
هناك المزيد من التناقض في التصرفات السورية: عادة يميل المسؤولون السوريون إلى إنكار الاتهامات الموجهة إلى بلادهم في أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، لكن عندما قدمت هذه الأسئلة مكتوبة إلى ممثل سوريا في وكالة الطاقة الذرية في فيينا مطلع العام الماضي فإنه ببساطة لم يستطع الرد.
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من هذا كله يبقى محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طليعة المشككين، ومع إقراره بأن \"اعترافات خان تطرح من الأسئلة أكثر مما تجيب عنها\"، إلا أنه يصر على عدم وجود دليل على تورط سوريا في عملية احتيال نووية. ويبدو أنه أسقط دليل أجهزة النبذ المركزي العاملة في سوريا عندما قال: \"ليست لدينا كاشفات على مستوى عال من التقنية، وإذا كان أحد قد اكتشف شيئاً فمن الأفضل أن يأتي إلينا، فنحن من يستطيع تمييز الحقيقة من الخيال\". وكانت الحجة الدامغة بالنسبة للبرادعي هي رغبة سوريا في السماح لمفتشي الوكالة بزيارة منشآتها من أجل التحقق من طبيعة نشاطاتها النووية.
\r\n
\r\n
من المثير للسخرية أن أول مفاعل نووي لسوريا تام التشغيل تم تركيبه بمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في مركز البحث النووي في دير الحجر على بعد 30 كم من دمشق. كما أن الوكالة تساعد سوريا في مشاريع كثيرة تتعلق بالطاقة النووية بما في ذلك: استثمار اليورانيوم واستخلاصه من حامض الفوسفوريك، إنتاج النظائر، بناء منشأة السيكلوترون (مسارع مداري للبروتونات)، تطوير مخابر البحث النووي، وإعداد برنامج للطاقة النووية.
\r\n
\r\n
واستناداً إلى تقرير مبادرة التهديد النووي، تتضمن المنشأة النووية السورية مفاعل مصدر نيوترون مصغر بقوة 30 كيلوواط كانت قد حصلت عليه من الصين وهو مصمم وفق مفاعل سلو بوك الكندي، كما زودتها أيضاً من أجل تلك المنشأة ب980 غراماً من الوقود المخصب بنسبة 90%.
\r\n
\r\n
وقد قيل أن الوظيفة الرئيسية لهذه المنشأة هي تحليل تنشيط النيوترون، التدريب، وإنتاج نظير مشع على نطاق ضيق، واستشهد التقرير ببعض التحاليل. وتقول المنشأة أن جميع هذه النشاطات غير معدة لإنتاج الأسلحة.
\r\n
\r\n
من الواضح أن مركز دير الحجر ليس المنشأة النووية الوحيدة الموجودة في سوريا، فبموجب اتفاقية التعاون الشامل الموقعة مع روسيا أواخر التسعينات تعهدت روسيا ببناء مفاعلين نوويين أخرين لسوريا.
\r\n
\r\n
وما يزال من غير الواضح طبيعة المفاعلات المخطط لها، ففي حين يؤكد أحد المصادر عن طريق نشرة استخبارات الشرق الأوسط (ميدل إيست إنتلجنس بولتين) بأن المفاعلات سوف تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية، فإن مصدراً آخر يدعي بأن الاتفاقية تنص على بناء مفاعل لبحث الماء الخفيف، وهو غير ملائم لإنتاج الطاقة الكهربائية.
\r\n
\r\n
وبالإضافة إلى التعاون مع روسيا، أفادت سوريا أيضاً أنها تلقت مساعدة تتعلق بالطاقة النووية من عدة دول منها: بلجيكا، الصين، ألمانيا، والاتحاد السوفييتي السابق. ولسنوات خلت طلبت المساعدة من دول أخرى منها الأرجنتين والهند وإيطاليا.
\r\n
\r\n
السوق النووية العالمية محجوبة عن الأنظار داخل سحابة كثيفة من السرية والغموض، فالتكنولوجيا والخبرة التي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة لأغراض مدينة يمكن أيضاً استخدامها في إنتاج أشد الأسلحة تدميراً وفتكاً.
\r\n
\r\n
تبقى الحقيقة المروعة هي أنه في حال كانت الإشارات التي تلقتها الأجهزة الأمريكية دقيقة، وفي حال كانت سوريا قد تمكنت بمساعدة الإيرانيين أو من دونهم من الحصول على نابذات مركزية لتخصيب اليورانيوم من شبكة خان، فإنها ستكون بذلك قد قطعت شوطاً بعيداً في مضمار الحصول على المواد التي تحتاج إليها لتطوير الأسلحة النووية. مثل هذه الواقعة سينجم عنها نتائج مريعة بالنسبة للديناميكية الاستراتيجية للمنطقة.
\r\n
\r\n
بعد جهود دامت 25 عاماً وقعت سوريا عام 1969 على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بهدف الاستفادة من المزايا السياسية والفنية لقاء الامتثال للمعاهدة، وبعد عشر سنوات أنشأت سوريا لجنة الطاقة الذرية الخاصة بها من أجل رعاية برنامج مساعدة الوكالة الدولية للطاقة النووية والتخطيط لتطوير نهائي لقوة نووية من إنتاج محلي.
\r\n
\r\n
في عام 1983 قامت الوكالة الدولية للطاقة النووية بمساعدة سوريا على إنشاء مخبر تحليلي، وتم تزويده بأجهزة لقياس الطيف الذري ولإجراء مختلف التجارب الأخرى، وكجزء من البرنامج تم تدريب خمسة علماء سوريين في الولايات المتحدة وهنغاريا ويوغسلافيا والنمسا.
\r\n
\r\n
وفي عام 1983 أيضاً أجرى علماء سوريون وسوفييت دراسة مشتركة حول إقامة مفاعل للطاقة النووية في سوريا كجزء من مشروع المساعدة التعاونية للوكالة الدولية للطاقة النووية، وذلك لمساعدة سوريا على إدراك متطلبات رعاية وتطوير البرنامج النووي. واستناداًَ إلى التقرير الذي أصدره مركز الدراسات لحظر توريد الأسلحة في معهد مونتيري للدراسات الدولية، فإنه من غير المحتمل أن تكون سوريا حاولت بناء أسلحة نووية. إلا أن التقرير يذكر أيضاً أن هناك إشاعات بأن تكون سوريا مهتمة بالحصول على مثل هذه الأسلحة لردع تهديد الأسلحة النووية الإسرائيلية. كما يشير التقرير أيضاً إلى تعليق صدر عن رئيس الأركان السوري في ذلك الوقت حكمت الشهابي عام 1986 يبين فيه أن سوريا سوف تناضل من أجل الوصول إلى توازن استراتيجي مع إسرائيل بما في ذلك التوازن النووي.
\r\n
\r\n
في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات بدأت سوريا في تقصي إمكانياتها لإيجاد مصادر نووية طبيعية وإجراء الاختبارات لاستخراج اليورانيوم من الأراضي الشاسعة المكونة من صخور الفوسفوريك.
\r\n
\r\n
في عام 1986 أقامت الوكالة الدولية للطاقة النووية ولجنة الطاقة الذرية في سوريا ما سمي ب \"ميكرو مصنع\" في معمل الشركة العامة للفوسفات في حمص من أجل دراسة عملية استخراج اليورانيوم من حمض الفوسفوريك.
\r\n
\r\n
كان المقصود من هذا المصنع أن يكون طليعة لمعمل تجاري فيما إذا حصلت سوريا على مفاعل للطاقة النووية والذي سوف يتطلب إمداداً منتظماً من الوقود. وفي عام 1996 شرعت سوريا بتطوير مصنع لاستخلاص اليورانيوم من ثلاثي سوبر فوسفيت عن طريق استخدام تكنولوجيا مماثلة, وأصبحت هذه المنشأة جاهزة للاستخدام في عام 2001.
\r\n
\r\n
في عام 1991 شرعت الصين ببناء مفاعل مصدر نيوتروني مصغر 30 كيلوواط لسوريا، وذلك في مركز البحث النووي في دير الحجر، واستكملت هذه المنشأة في عام 1996 وأصبحت تعمل بالكامل في عام 1998. وهذا المفاعل يعطي سوريا القدرة على إنتاج نيترونات من أجل التحليل النووي، والنظائر من أجل الاستخدامات الصناعية، والنظائر المشعة لصالح الأغراض التدريبية. واستناداً إلى معهد مونتيري فإن هذه المنشأة غير صالحة لإنتاج الأسلحة النووية.
\r\n
\r\n
\r\n
يفيد معهد مونتيري بأنه في السنوات الأخيرة استمرت سوريا في تطوير منشآت البحث النووي لديها ومنشآت أخرى لمساعدتها على رعاية مادتها النووية، ويلاحظ المعهد بأن سوريا بدأت بالتعامل مع اتفاقيات تعاون جديدة مع عدة أقطار وأهمها روسيا، فقد أبرزت مذكرة تفاهم في عام 1998 بين وزير الطاقة الذرية في روسيا وبين لجنة الطاقة الذرية في سوريا.
\r\n
\r\n
\r\n
الإشارة إلى الطبيعة المبهمة للأعمال النووية جاءت على لسان وزير الطاقة الذرية في روسيا عندما أكد أن المناقشات لا تزال جارية في حين نفى وزير الخارجية الروسي حصول أي مناقشات.
\r\n
\r\n
\r\n
جيروزالم بوست - دوغلاس ديفيس
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.