الوطنية للانتخابات تعلن فوز الشيخ ماضي في دائرة الطور بجنوب سيناء    ننشر أسماء الفائزين بمقاعد مجلس النواب 2025 عن محافظة الشرقية    برلماني: الوطنية للانتخابات وضعت خارطة طريق "العبور الآمن" للدولة المصرية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    رئيس جامعة طنطا يجري جولة تفقدية موسعة لمتابعة سير أعمال الامتحانات    انتخاب محمد السويدي رئيسا لاتحاد الصناعات.. ننشر التشكيل كاملا    محافظ الغربية يتفقد المرحلة الثانية لتطوير كورنيش كفر الزيات بنسبة تنفيذ 60%    محافظ كفر الشيخ: خطة متكاملة لتوفير السلع وضبط الأسواق ب15 مجمعًا استهلاكيًا    الذهب يختتم 2025 بمكاسب تاريخية تفوق 70% واستقرار عالمي خلال عطلات نهاية العام    البورصة تختتم بتراجع جماعي للمؤشرات بضغوط مبيعات المتعاملين الأجانب والعرب    المنيا تنفرد بتطبيق نظام الباركود للمحاصيل الحقلية    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    العربية لحقوق الإنسان: اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على المسيحيين نتيجة للتغافل الدولي ضد الفصل العنصري    «القاهرة الإخبارية»: 5900 طن من المساعدات الغذائية والطبية والبترولية تدخل قطاع غزة    جيش الاحتلال يعلن اغتيال أحد أبرز عناصر وحدة العمليات بفيلق القدس الإيراني    فيديو.. سرب مكون من 8 مقاتلات حربية إسرائيلية يحلق فوق جنوب وشرق لبنان    أشرف حكيمي يدعو كيليان مبابي وديمبيلي لحضور مباراة المغرب ضد مالي    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    تشكيل المصري أمام حرس الحدود في كأس عاصمة مصر    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    لحظة انتشال جثة آخر سيدة عالقة أسفل أنقاض عقار إمبابة المنهار    الأرصاد: سحب ممطرة على السواحل الشمالية والوجه البحري    رفع آثار انقلاب سيارة ربع نقل محملة بالموز وإعادة الحركة بالطريق الزراعي في طوخ    بعد 25 سنة زواج.. حقيقة طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسمياً    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسميًا بعد أكثر من 25 عام زواج    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    حصول مركز طب الأسرة بالعاشر على الاعتماد الدولي لوحدات الرعاية الأولية بالشرقية    ما هو ارتجاع المريء عند الأطفال، وطرق التعامل معه؟    ضبط 19 شركة سياحية بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    تأجيل محاكمة رئيس اتحاد السباحة وآخرين بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة السباح الطفل يوسف    إيرادات الأفلام.. طلقني يزيح الست من صدارة شباك التذاكر وخريطة رأس السنة يحتل المركز الخامس    وزارة الثقافة تنظم "مهرجان الكريسماس بالعربي" على مسارح دار الأوبرا    مدينة الأبحاث العلمية تفتتح المعرض التمهيدي لطلاب STEM المؤهل للمعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF–2026    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    البابا تواضروس يهنئ الكاثوليك بعيد الميلاد    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    بيان عاجل من الخارجية السعودية بشأن أحداث حضرموت والمهرة في اليمن    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    الصحة: اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    وزير الثقافة: المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في الأنشطة الداعمة للمواهب والتراث    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قنبلة سورية؟
نشر في التغيير يوم 11 - 01 - 2005


\r\n
في الحادي عشر من أيار الماضي تطرق الرئيس بوش إلى تنفيذ سلة العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد والتي وافق عليها الكونغرس قبل ستة أشهر، ونوه بوش إلى دعم سوريا للإرهاب وإلى وجودها العسكري في لبنان وإلى سعيها لحيازة أسلحة التدمير الشامل، وأعمالها الرامية إلى تقويض جهود الولايات المتحدة لإعادة استقرار وإعمار العراق. مثل هذه النشاطات، كما صرح بوش، تعتبر خطيرة بما يكفي بحيث تشكل تهديداً للأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة.
\r\n
\r\n
في حين يتم تحريض إدارة بوش للقيام بعمل ضد دمشق بسبب تسهيلها الواضح دخول الإرهابيين إلى العراق بهدف مهاجمة القوات الأمريكية، فقد يكون هناك سبب آخر يدفع واشنطن لمحاولة احتواء نظام الأسد.
\r\n
\r\n
ضمن اللعبة السياسية المعقدة، لعبة العصا والجزرة، وصل في الشهر الماضي إلى دمشق أحد أعضاء المجلس التشريعي الأمريكي وهو توم لانتوس على أمل أن يكون جزرة إغراء بدلاً من عصا بوش. وبعد اجتماعه بوزير الخارجية السوري فاروق الشرع لجأ نائب كاليفورنيا الديمقراطي إلى مناشدة السوريين أن يحذوا حذو الرئيس الليبي معمر القذافي الذي تخلى عن أسلحة الدمار الشامل.
\r\n
\r\n
وأشار لانتوس إلى أن القذافي سيجني مكاسب طائلة عن طريق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الولايات المتحدة والعالم المتحضر نتيجة عمله هذا، وألمح إلى أن سوريا قد تتمتع أيضاً بمثل هذه المكاسب فيما إذا اتخذت خطوات مماثلة.
\r\n
\r\n
وأضاف لانتوس كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الدولية: \"وكصديق للشعب السوري أود أن أرى قادة هذا الشعب العظيمي يتخذون الخيار الصحيح أيضاً\".
\r\n
\r\n
ومع تضييق الخناق على سوريا كان من المتوقع أن تكون كلمات لانتوس بمثابة رسالة استرضاء يتلقاها السوريون بحماس، ولكن هذا لم يحدث.
\r\n
\r\n
قد يكون هناك سبب واحد لإصرار سوريا، وهو أنها تسعى إلى الهدف الذي تعتقد بأنه سوف يقلب الطاولة على أمريكا، وربما كانت دمشق قد مشت فعلاً على الدرب المؤدية إلى حيازة أسلحة نووية وقطعت شوطاً أبعد بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
\r\n
\r\n
وإذا كانت سوريا قد أحرزت فعلاً تقدماً في المضمار النووي فمن المؤكد أن هذا تم عن طريق الشبكة النووية السرية التي أسسها العالم المارق عبد القادر الخان، والذي كرمه بلده الباكستان على أنه \"أبو القنبلة الإسلامية\".
\r\n
\r\n
ال\" سوبر ماركت\" النووي الذي تديره شبكة خان منذ أكثر من عقد من السنين غطى مسرحاً ضخماً يمتد من آسيا إلى أوربا إلى الشرق الأوسط. والسماسرة الذين يعملون لصالح الشبكة يقومون بشراء القطع من نصف دزينة من البلدان، بما في ذلك اليابان، ماليزيا، جنوب أفريقيا، ألمانيا، ومن دولتين أوربيتين أخريين على الأقل. في الظاهر كان المقصود من شراء هذه المكونات هو استخدامها في أغراض صناعية ولكنها كانت في الحقيقة تستخدم لصناعة أجهزة الطرد المركزي.
\r\n
\r\n
ومن خلال مورديها كانت الشبكة تعرض على زبائنها المعروفين: ليبيا، إيران وكوريا الشمالية، خدمات شاملة بما في ذلك آلات النبذ المركزي المتقدمة، مكونات وتصاميم وكذلك أعمال التدريب لتشغيل هذه الآلات.
\r\n
\r\n
تم الكشف عن شبكة خان في مطلع هذا العام عندما وافق القذافي التائب مؤخراً على تخلي ليبيا عن أسلحة التدمير الشامل مقابل رفع جزئي للعقوبات واستعادة بلاده احترامها ضمن المجتمع الدولي.
\r\n
\r\n
وكجزء من الاتفاقية التي تم التفاوض حولها عن طريق الولايات المتحدة وبريطانيا كان على الليبيين أن يكشفوا عن اتصالاتهم بشبكة خان، وقالوا أنهم لم يكتفوا بشراء أجهزة الطرد المركزي والتكنولوجيا النووية والخبرات المتعلقة بها، بل أفاد مسؤولون ليبيون أيضاً أنهم تلقوا فعلاً مخططات من أجل صنع قنبلة نووية.
\r\n
\r\n
وأول دليل هام حول ارتباط سوريا بالشبكة أتي من نائب وزير الخارجية الأمريكية لمراقبة التسلح جون بولتون الذي عبر عن قلقه من أنه \"إلى جانب إيران وليبيا وكوريا الشمالية هناك عدد من الزبائن سعوا إلى حيازة القنبلة من شبكة خان\". وقال أمام الأمم المتحدة في نيسان الماضي: \"هناك الكثير ممن لم يرد ذكرهم في نقاشنا العلني، وهذا أحد الأسباب التي جعلت قلقنا عميقاً وحقيقياً وفي محله حول تداول أسلحة التدمير الشامل في السوق السوداء الدولية\".
\r\n
\r\n
خبراء توريد الأسلحة الآن مقتنعون بأنهم يعرفون هوية ثلاثة زبائن آخرين من الذين أشار إليهم بولتون وهم: السعودية، سوريا ومصر.
\r\n
\r\n
كان خان سابقاً المستشار العلمي الخاص للرئيس الباكستاني برويز مشرف، وربما خرق الصفقة التي عقدها مع رئيسه السابق عندما اعترف بأنه باع تكنولوجيا متقدمة للنبذ المركزي وخبرات لبدان أخرى.
\r\n
\r\n
بعض المحللين يعتقدون أنه لقاء اعتراف خان بعقد صفقة مع إيران وليبيا وكوريا الشمالية، وافق مشرف على عدم الكشف عن هوية زبائنه الرئيسيين الآخرين.
\r\n
\r\n
عبر بولتون عن شعوره بالإحباط حول هذه القضية عندما قال \"إذا كان جزء من الشبكة قد انفضح أمره فإننا لا نعرف حقاً هل كشف أمر جميع أفراد الشبكة أو هل تم إبطالها\".
\r\n
\r\n
هناك اسس قوية تدعو للشك بأن سوريا كان جزءاً من شبكة خان. فقد نقلت صحيفة الواشنطن تايمز عن مصادر غربية أن خان نفسه زار سوريا عدة مرات، وذهب سراً إلى إيران لمقابلة مسؤولين سوريين كبار. وتقول المصادر بان خان سافر إلى دمشق في أواخر عام 1997 ومرة ثانية في مطلع عام 1998 وكان ذلك ظاهرياً من أجل إلقاء محاضرات حول المواد النووية. ولكن في عام 2001 قيل أن سوريا أصبحت قلقة جداً بسبب انكشاف صلاتها مع خان ولذلك حولت مسرح اللقاءات المستقبلية إلى إيران.
\r\n
\r\n
رافق خان ثلاثة من زملائه من مخبر أبحاثه في باكستان إلى الاجتماعات التي كانت تعقد في إيران، وهذه الاجتماعات كما تقول المصادر استهدفت مساعدة سوريا من أجل تطوير أسلحة نووية. لكن قد لا تكون الأسباب التي دفعت بالسوريين إلى تحول المحادثات إلى إيران أمنية محضة.
\r\n
\r\n
\r\n
مصدر سياسي عربي كبير أطلع مؤخراً جريدة البوست بأن يشك \"أن باستطاعة سوريا تمويل برنامج أسلحة نووية مستقل، ويعتقد المحلل بأنه من المحتمل أن تكون سوريا وإيران قد ارتبطتا بمشروع نووي مشترك: إيران تقدم التمويل المالي وسوريا تقدم العلماء، أو أن العلماء الإيرانيين يعملون فعلاً في سوريا ضمن برنامج نووي مشترك.
\r\n
\r\n
وبالإضافة إلى الخبرة المتعلقة بالطاقة النووية فإنه من المعقتد أن شبكة خان تقوم بتزويد سوريا بالنابذات المركزية من أجل إنتاج يورانيوم مخصب، وهو المكون الرئيسي لصنع القنابل النووية.
\r\n
\r\n
تقول المصادر أيضاً أن القلق حول الطموحات النووية لسوريا اتضح أكثر عندما التقط جهاز تنصت إلكتروني أمريكي اختباري إشارات واضحة تشير إلى أن السوريين لا يمتلكون فقط نابذات مركزية بل ويشغلونها فعلاً.
\r\n
\r\n
وحتى قبل أن يتم الكشف عن توسع شبكة خان، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أبدت قلقها حول اهتمام سوريا بالأسلحة النووية وإمكانية أن تكون هذه محاولة منها لحيازة التكنولوجيا والخبرة المناسبتين عن طريق السوق السوداء النووية.
\r\n
\r\n
في تقرير غير سري لوكالة الاستخبارات المركزية قدم إلى الكونغرس في منتصف عام 2003 أشارت الوكالة إلى أن \"إطلاق العنان على نطاق واسع للحصول على الخبرة الأجنبية من شأنه أن يوفر الفرصة لتعزيز القدرات الطبيعية في هذا المجال، لهذا نحن في قلق متزايد إزاء الأهداف النووية للسوريين.
\r\n
\r\n
إلى جانب ذلك ما يزال هناك شكوك من أن تكون سوريا قد استخدمت كملجأ لإخفاء أسلحة التدمير الشامل العراقية. التقرير الذي أعد لصالح مبادرة التهديد النووي،وهو مركز المعلومات مقره الولايات المتحدة، ولصالح مجموعة الضغط (اللوبي) التي يترأسها السناتور السابق سام نان والإعلامي تيد تورنر، يشير إلى أن مركز البحوث العلمية السوري قد آوى إليه العلماء العراقيين قبل حرب الخليج الأخيرة. واستناداً إلى تقرير صادر عن مركز الدراسات لحظر توريد الأسلحة في معهد مونتيري للدراسات الدولية بتاريخ كانون الأول 2002، فقد أورد هذا التقرير أن صحيفة إيطالية نقلت عن ضابط عراقي قوله بأن سوريا سمحت للعراق بتخزين أسلحة التدمير الشامل في مراكز البحث السورية. وأضافت الصحيفة بأن هذه الادعاءات لم تتأكد بعد. لكن المسؤولين، وبعد أن تعرضوا لتجربة مؤلمة نتيجة التقديرات الاستخباراتية الكاذبة حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، تعاملوا بحذر مع التهديد النووي السوري المحتمل.
\r\n
\r\n
قالت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً أن الحكومة الأمريكية \"لخصت بدقة قلقنا حول المساعي السورية للحصول على أسلحة التدمير الشامل. نحن مهتمون جداً لمعرفة مدى حجم شبكة خان ولكننا لسنا في موقع لنقول بشكل مؤكد أن سوريا تمتلك نابذات مركزية\". ويبقى بعض المسؤولين في الغرب يجهلون صلة سوريا بشبكة خان ويحذرون من أن هذه الصلة غير مؤكدة بشكل حاسم، ولا يوجد دليل قوي يبين أن سوريا حازت على تكنولوجيا نووية من باكستان، على الرغم من أن الإشارات التي التقطها جهاز التنصت الأمريكي كانت واضحة تماماً.
\r\n
\r\n
هناك المزيد من التناقض في التصرفات السورية: عادة يميل المسؤولون السوريون إلى إنكار الاتهامات الموجهة إلى بلادهم في أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، لكن عندما قدمت هذه الأسئلة مكتوبة إلى ممثل سوريا في وكالة الطاقة الذرية في فيينا مطلع العام الماضي فإنه ببساطة لم يستطع الرد.
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من هذا كله يبقى محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طليعة المشككين، ومع إقراره بأن \"اعترافات خان تطرح من الأسئلة أكثر مما تجيب عنها\"، إلا أنه يصر على عدم وجود دليل على تورط سوريا في عملية احتيال نووية. ويبدو أنه أسقط دليل أجهزة النبذ المركزي العاملة في سوريا عندما قال: \"ليست لدينا كاشفات على مستوى عال من التقنية، وإذا كان أحد قد اكتشف شيئاً فمن الأفضل أن يأتي إلينا، فنحن من يستطيع تمييز الحقيقة من الخيال\". وكانت الحجة الدامغة بالنسبة للبرادعي هي رغبة سوريا في السماح لمفتشي الوكالة بزيارة منشآتها من أجل التحقق من طبيعة نشاطاتها النووية.
\r\n
\r\n
من المثير للسخرية أن أول مفاعل نووي لسوريا تام التشغيل تم تركيبه بمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في مركز البحث النووي في دير الحجر على بعد 30 كم من دمشق. كما أن الوكالة تساعد سوريا في مشاريع كثيرة تتعلق بالطاقة النووية بما في ذلك: استثمار اليورانيوم واستخلاصه من حامض الفوسفوريك، إنتاج النظائر، بناء منشأة السيكلوترون (مسارع مداري للبروتونات)، تطوير مخابر البحث النووي، وإعداد برنامج للطاقة النووية.
\r\n
\r\n
واستناداً إلى تقرير مبادرة التهديد النووي، تتضمن المنشأة النووية السورية مفاعل مصدر نيوترون مصغر بقوة 30 كيلوواط كانت قد حصلت عليه من الصين وهو مصمم وفق مفاعل سلو بوك الكندي، كما زودتها أيضاً من أجل تلك المنشأة ب980 غراماً من الوقود المخصب بنسبة 90%.
\r\n
\r\n
وقد قيل أن الوظيفة الرئيسية لهذه المنشأة هي تحليل تنشيط النيوترون، التدريب، وإنتاج نظير مشع على نطاق ضيق، واستشهد التقرير ببعض التحاليل. وتقول المنشأة أن جميع هذه النشاطات غير معدة لإنتاج الأسلحة.
\r\n
\r\n
من الواضح أن مركز دير الحجر ليس المنشأة النووية الوحيدة الموجودة في سوريا، فبموجب اتفاقية التعاون الشامل الموقعة مع روسيا أواخر التسعينات تعهدت روسيا ببناء مفاعلين نوويين أخرين لسوريا.
\r\n
\r\n
وما يزال من غير الواضح طبيعة المفاعلات المخطط لها، ففي حين يؤكد أحد المصادر عن طريق نشرة استخبارات الشرق الأوسط (ميدل إيست إنتلجنس بولتين) بأن المفاعلات سوف تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية، فإن مصدراً آخر يدعي بأن الاتفاقية تنص على بناء مفاعل لبحث الماء الخفيف، وهو غير ملائم لإنتاج الطاقة الكهربائية.
\r\n
\r\n
وبالإضافة إلى التعاون مع روسيا، أفادت سوريا أيضاً أنها تلقت مساعدة تتعلق بالطاقة النووية من عدة دول منها: بلجيكا، الصين، ألمانيا، والاتحاد السوفييتي السابق. ولسنوات خلت طلبت المساعدة من دول أخرى منها الأرجنتين والهند وإيطاليا.
\r\n
\r\n
السوق النووية العالمية محجوبة عن الأنظار داخل سحابة كثيفة من السرية والغموض، فالتكنولوجيا والخبرة التي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة لأغراض مدينة يمكن أيضاً استخدامها في إنتاج أشد الأسلحة تدميراً وفتكاً.
\r\n
\r\n
تبقى الحقيقة المروعة هي أنه في حال كانت الإشارات التي تلقتها الأجهزة الأمريكية دقيقة، وفي حال كانت سوريا قد تمكنت بمساعدة الإيرانيين أو من دونهم من الحصول على نابذات مركزية لتخصيب اليورانيوم من شبكة خان، فإنها ستكون بذلك قد قطعت شوطاً بعيداً في مضمار الحصول على المواد التي تحتاج إليها لتطوير الأسلحة النووية. مثل هذه الواقعة سينجم عنها نتائج مريعة بالنسبة للديناميكية الاستراتيجية للمنطقة.
\r\n
\r\n
بعد جهود دامت 25 عاماً وقعت سوريا عام 1969 على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بهدف الاستفادة من المزايا السياسية والفنية لقاء الامتثال للمعاهدة، وبعد عشر سنوات أنشأت سوريا لجنة الطاقة الذرية الخاصة بها من أجل رعاية برنامج مساعدة الوكالة الدولية للطاقة النووية والتخطيط لتطوير نهائي لقوة نووية من إنتاج محلي.
\r\n
\r\n
في عام 1983 قامت الوكالة الدولية للطاقة النووية بمساعدة سوريا على إنشاء مخبر تحليلي، وتم تزويده بأجهزة لقياس الطيف الذري ولإجراء مختلف التجارب الأخرى، وكجزء من البرنامج تم تدريب خمسة علماء سوريين في الولايات المتحدة وهنغاريا ويوغسلافيا والنمسا.
\r\n
\r\n
وفي عام 1983 أيضاً أجرى علماء سوريون وسوفييت دراسة مشتركة حول إقامة مفاعل للطاقة النووية في سوريا كجزء من مشروع المساعدة التعاونية للوكالة الدولية للطاقة النووية، وذلك لمساعدة سوريا على إدراك متطلبات رعاية وتطوير البرنامج النووي. واستناداًَ إلى التقرير الذي أصدره مركز الدراسات لحظر توريد الأسلحة في معهد مونتيري للدراسات الدولية، فإنه من غير المحتمل أن تكون سوريا حاولت بناء أسلحة نووية. إلا أن التقرير يذكر أيضاً أن هناك إشاعات بأن تكون سوريا مهتمة بالحصول على مثل هذه الأسلحة لردع تهديد الأسلحة النووية الإسرائيلية. كما يشير التقرير أيضاً إلى تعليق صدر عن رئيس الأركان السوري في ذلك الوقت حكمت الشهابي عام 1986 يبين فيه أن سوريا سوف تناضل من أجل الوصول إلى توازن استراتيجي مع إسرائيل بما في ذلك التوازن النووي.
\r\n
\r\n
في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات بدأت سوريا في تقصي إمكانياتها لإيجاد مصادر نووية طبيعية وإجراء الاختبارات لاستخراج اليورانيوم من الأراضي الشاسعة المكونة من صخور الفوسفوريك.
\r\n
\r\n
في عام 1986 أقامت الوكالة الدولية للطاقة النووية ولجنة الطاقة الذرية في سوريا ما سمي ب \"ميكرو مصنع\" في معمل الشركة العامة للفوسفات في حمص من أجل دراسة عملية استخراج اليورانيوم من حمض الفوسفوريك.
\r\n
\r\n
كان المقصود من هذا المصنع أن يكون طليعة لمعمل تجاري فيما إذا حصلت سوريا على مفاعل للطاقة النووية والذي سوف يتطلب إمداداً منتظماً من الوقود. وفي عام 1996 شرعت سوريا بتطوير مصنع لاستخلاص اليورانيوم من ثلاثي سوبر فوسفيت عن طريق استخدام تكنولوجيا مماثلة, وأصبحت هذه المنشأة جاهزة للاستخدام في عام 2001.
\r\n
\r\n
في عام 1991 شرعت الصين ببناء مفاعل مصدر نيوتروني مصغر 30 كيلوواط لسوريا، وذلك في مركز البحث النووي في دير الحجر، واستكملت هذه المنشأة في عام 1996 وأصبحت تعمل بالكامل في عام 1998. وهذا المفاعل يعطي سوريا القدرة على إنتاج نيترونات من أجل التحليل النووي، والنظائر من أجل الاستخدامات الصناعية، والنظائر المشعة لصالح الأغراض التدريبية. واستناداً إلى معهد مونتيري فإن هذه المنشأة غير صالحة لإنتاج الأسلحة النووية.
\r\n
\r\n
\r\n
يفيد معهد مونتيري بأنه في السنوات الأخيرة استمرت سوريا في تطوير منشآت البحث النووي لديها ومنشآت أخرى لمساعدتها على رعاية مادتها النووية، ويلاحظ المعهد بأن سوريا بدأت بالتعامل مع اتفاقيات تعاون جديدة مع عدة أقطار وأهمها روسيا، فقد أبرزت مذكرة تفاهم في عام 1998 بين وزير الطاقة الذرية في روسيا وبين لجنة الطاقة الذرية في سوريا.
\r\n
\r\n
\r\n
الإشارة إلى الطبيعة المبهمة للأعمال النووية جاءت على لسان وزير الطاقة الذرية في روسيا عندما أكد أن المناقشات لا تزال جارية في حين نفى وزير الخارجية الروسي حصول أي مناقشات.
\r\n
\r\n
\r\n
جيروزالم بوست - دوغلاس ديفيس
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.