وهناك العديد من الدول في العالم بدءا من الصين إلى فنلندا والولايات المتحدة تعمل على بناء مفاعلات جديدة لتزايد الطلب على الكهرباء‚ كما تلجأ الحكومات إلى الطاقة النووية في مسعى للحد من انبعاثات الغاز الحرارية التي تزيد من المخاوف المتعلقة بظاهرة الاحتباس الحراري‚ \r\n \r\n الا ان آفاق عودة أهمية الطاقة النووي تثير تساؤلات مقلقة حول مدى تعارض التوسع في استخدام الطاقة النووية مع «الحرب على الإرهاب» والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل‚ ويرى بعض الخبراء انعدام اية فرصة للاجابة على هذا التساؤل سواء على صعيد السياسة أو التكنولوجيا - وانه جاءت في توقيت سيىء - تزامن مع محاولة الإرهابيين وضع ايديهم على مكونات الطاقة النووية أو ستهداف بناها التحتية‚ \r\n \r\n وتقول الوكالة الدولية للطاقة للذرية أن هناك 439 مفاعلا تعمل في 31 دولة مما رفع من تسمية مساهمة الطاقة النووية إلى 16% من الانتاج العالمي للطاقة يوميا - ويتوقع ان تتضاعف طاقة المفاعلات بحلول 2050 بسبب التوقعات بزيادة الطلب على الطاقة الكهربائية بنسبة 5 مرات خلال العقود الخمسة القادمة‚ \r\n \r\n هذا وقد حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ثلاثة مخاطر ناجمة عن التوسع في استخدام الطاقة النووية: \r\n \r\n 1 - سرقة البلوتونيوم المستخدم في الأسلحة الذي ينجم عن بقايا الاشعاعات خلال عملية المعالجة من قبل الإرهابيين‚ \r\n \r\n 2 مهاجمة المنشآت النووية‚ \r\n \r\n 3 - أو محاولة بعض الدول التي تعمل على تطوير قطاع النووية مثل إيران وكوريا الشمالية صناعة أسلحة عبر هذه التكنولوجيا‚ \r\n \r\n وعلى صعيد احياء أهمية الطاقة النووية يوجد حوالي 31 مفاعلا قيد الانشاء في مختلف انحاء العالم - حيث تخطط الصين لاضافة 32 منشأة نووية لمنشآتها الحالية الاحدى عشرة بحلول عام 2020 - فيما ترمي الهند التى تمتلك حاليا 14 منشأة نووية إلى مضاعفة طاقة مفاعلاتها للثلث خلال الاعوام الثمانية القادمة‚ فيما تسير اليابان‚ كوريا الجنوبية‚ ورومانيا والارجنتين لمضاعفة قدراتها النووية ايضا‚ \r\n \r\n ودشنت فنلندا مؤخرا أول منشأة نووية في أوروبا الغربية منذ عام 1999 - فيما تخطط فرنسا لبناء واحدة مماثلة - وخففت بريطانيا من لهجتها فيما يتعلق بالطاقة النووية‚ \r\n \r\n وبينما يرغب الاتحاد الأوروبي في العمل بخيار بناء طاقته النووية الخاصة به عمدت واشنطن إلى توسيع منشاتها النووية البالغة 26 منشأة وتعمل لتوسيع 18 أخرى‚ \r\n \r\n وقد اتضحت مخاطر استهداف للإرهابيين للبنى النووية التحتية منذ هجمات 11 سبتمبر والتي اعلن على ضوئها صناع القرار الغربي بدءا من واشنطن إلى الاتحاد الأوروبي الحرب على الإرهاب النووي اولوية قصوى‚ كما ساعدت هجمات 11 سبتمبر على تشديد الإجراءات الأمنية على المنشآت النووية في عدد من دول العالم - خشية هجوم محتمل‚ \r\n \r\n غير ان المخاوف على هذا الصعيد تتزايد آخذا في الاعتبار ان معظم هذه المنشآت تقع في دول العالم الثالث حيث لا تتطابق الاجراءات الامنية حولها مع تلك التي تطبق بشدة في العالم العربي‚ \r\n \r\n واكثر ما يثير القلق والمخاوف في اروقة المؤسسات الغربية - سيتمثل في جهود تطوير الاسلحة النووية تحت مسمى برامج الطاقة النووية ذات الاستخدام السلمي‚ وكما اشار دبلوماسي في حلف الناتو انه يصعب الفصل بين الجوانب العسكرية والمدنية في هذا الصدد - مثلما انه يصعب ايضا فصل الحديث حول الانتشار النووي عن مصادر الطاقة البديلة ومن هذا المنطلق‚ بررت كل الدول التى كانت تسعى لتطوير برامج الأسلحة النووية منذ سريان معاهدة عدم الانتشار النووي في عام 1970 - استنادا إلى خلفية برامج بحث نووي أو استخدام سلمي للطاقة النووية وبدا من إسرائيل إلى الهند وباكستان‚ \r\n \r\n وقد تزايدت دوافع انتاج الأسلحة النووية بانتشار الطاقة النووية حيث تنظر الدول إلى مخزون جيرانها من ترسانات المواد النووية ذات الاستخدام السلمي بعين الشك والحذر‚ \r\n \r\n وطبقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية سياسة معالجة تعتمد على صدورة قيام القوى النووية تصدير اليورانيوم قليل التخصيب والذي يصعب استخدامه في صنع القنابل مؤقتا عن تصدير تصدير تكنولوجيا التخصيب او انتاج اليورانيوم للقوى النووية الجديدة - وبالتالي استرجاح النفايات الاشعاعية التى تحتوي على البلوتونيوم‚ \r\n \r\n الا ان معارضي هذه السياسة يدحضون حجتها بالقول انها ستؤدي إلى الانتقال المنظم للمواد الاشعاعية عبر العالم لتقع في ايدي الإرهابيين - كما انها ستلقى معارضة من قبل الرأي العام الأوروبي الذي ينظر بعين الحذر والشك تجاه قضية النفايات النووية المتعلقة بالطاقة النووية‚ \r\n