القومي للإعاقة يطلق غرفة عمليات لمتابعة انتخابات النواب 2025    «قومي المرأة» يكرم فريق رصد دراما رمضان 2025    وزارة« التموين» تؤكد عدم تغيير سعر وجودة رغيف العيش المدعم للمستهلكين    المدير الإقليمي لليونسكو بالقاهرة: تعمل على إصدار توصيات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي    لو زوجتك مش على بطاقتك التموينية.. الحل فى 3 دقائق    «المرشدين السياحيين»: المتحف المصرى الكبير سيحدث دفعة قوية للسياحة    الحكومة الإسرائيلية: لن تكون هناك قوات تركية في غزة    أردوغان: أكثر من 1.29 مليون لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم منذ 2016    الاتحاد الأوروبي يرفض استخدام واشنطن القوة ضد قوارب في الكاريبي    عضو بالحزب الجمهوري: ترامب والديمقراطيون يتحملون مسؤولية الإغلاق والمحكمة العليا أصبحت سياسية    أشرف داري بعد التتويج بالسوبر: الأهلي دائمًا على قدر المسئولية    أب يكتشف وفاة طفليه أثناء إيقاظهما من النوم في الصف    خيانة تنتهي بجريمة.. 3 قصص دامية تكشف الوجه المظلم للعلاقات المحرمة    حبس المتهمين في مشاجرة بالسلاح الناري في أسيوط    سمر فودة تُثير الجدل بسبب «الهوية المصرية».. أزمة «الجلابية» بين التأييد والرفض (تقرير)    محمود مسلم ل كلمة أخيرة: منافسة قوية على المقاعد الفردية بانتخابات النواب 2025    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    استشاري: العصائر بأنواعها ممنوعة وسكر الفاكهة تأثيره مثل الكحول على الكبد    برنامج مطروح للنقاش يستعرض الانتخابات العراقية وسط أزمات الشرق الأوسط    بث مباشر.. البابا تواضروس يشارك في احتفالية مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية    «فريق المليار يستحق اللقب».. تعليق مثير من خالد الغندور بعد فوز الأهلي على الزمالك    شبيه شخصية جعفر العمدة يقدم واجب العزاء فى وفاة والد محمد رمضان    قراءة صورة    «ما تجاملش حد على حساب مصر».. تصريحات ياسر جلال عن «إنزال صاعقة جزائريين في ميدان التحرير» تثير جدلًا    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    أهالي «علم الروم»: لا نرفض مخطط التطوير شرط التعويض العادل    الخارجية الباكستانية تتهم أفغانستان بالفشل في اتخاذ إجراءات ضد الإرهاب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    قتل وهو ساجد.. التصريح بدفن جثة معلم أزهرى قتله شخص داخل مسجد بقنا    غدًا.. وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فى لقاء خاص على القاهرة الإخبارية    استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    بيحبوا يثيروا الجدل.. 4 أبراج جريئة بطبعها    حزب السادات: مشهد المصريين بالخارج في الانتخابات ملحمة وطنية تؤكد وحدة الصف    رسميًا.. بدء إجراء المقابلات الشخصية للمتقدمين للعمل بمساجد النذور ل«أوقاف الإسكندرية»    توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية    أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية    راحة 4 أيام للاعبي الاتحاد السعودي بعد خسارة ديربي جدة    الصدفة تكتب تاريخ جديد لمنتخب مصر لكرة القدم النسائية ويتأهل لأمم إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    زيادة فى الهجمات ضد مساجد بريطانيا.. تقرير: استهداف 25 مسجدا فى 4 أشهر    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    نهائي السوبر.. الأهلي والزمالك على موعد مع اللقب 23    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    طارق السعيد: أُفضّل شكرى عن كوكا فى تشكيل الأهلى وشخصية زيزو مثل السعيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسؤولون: الاستخبارات الأميركية طلبت من الهولندية عدم اعتقال «مهندس القنبلة النوو
نشر في التغيير يوم 27 - 12 - 2004

وكان مسؤولون استخباراتيون أميركيون ودوليون قد راقبوا خان لعدة سنوات وكانوا يشكون بأنه وراء تهريب المعدات الخاصة بتخصيب اليورانيوم لجعله وقودا للرؤوس الحربية، لكن التفاصيل التي تم الحصول عليها من المخطط تمثل مستوى جديدا من الخطر خصوصا أن الليبيين قالوا إنهم دفعوا له مبلغا عندما باع لهم معدات نووية تبلغ قيمتها 100 ألف دولار. وقال خبير أميركي «هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها نسخة لتصميم حقيقي لقنبلة نووية، والسؤال هو: من يملك أيضا هذا التصميم؟ الإيرانيون؟ السوريون؟ القاعدة؟».
\r\n
لكن الخبراء الأميركيين بدأوا يتجادلون مع خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول من يحق له التحكم في التصميم. وكان التعارض الحاد بين الطرفين ملموسا أكثر من غيره فيما يخص الوزارة الليبية للبحث العلمي، حسبما قال أحد المشاركين، حينما اتهم الأميركيون مفتشي الوكالة الدولية بأنهم فحصوا التصميم قبل وصولهم. وبعد ساعات من المفاوضات توصلوا إلى اتفاق يسمح بالحفاظ على المخطط في قبو داخل وزارة الطاقة الأميركية بواشنطن لكنه يبقى تحت سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
\r\n
لكن ما حدث كان مؤشرا لبروز مفاجآت جديدة. فبعد عام على اعتقال خان بدأت الأسرار الخاصة بتعاملاته مع السوق السوداء النووية تبرز إلى السطح كاشفة معها مشروعا دوليا واسعا، خصوصاً بعد رصد الاميركيين زيارات خان لاكثر من 30 بلداً.
\r\n
الا ان التحقيق واجهته عراقيل بسبب عدم التوصل لاتفاق بين إدارة الرئيس جورج بوش والوكالة الدولية للطاقة الذرية وبسبب تخوف واشنطن من أن الضغط الكبير لاستجواب خان قد يسبّب زعزعة النظام الباكستاني الحليف للولايات المتحدة، وذلك بسبب ان خان يعد داخل باكستان بطلا قوميا، الامر الذي أدى إلى التقليل من حجم الكشف عن الأسرار وساعد في إخفاء بعض الأبعاد الأخرى لنشاطات الدكتور خان ومساعديه.
\r\n
لكن من جانب آخر ليس هناك نقص في المؤشرات. فمسؤولو الاستخبارات الأميركيون والوكالة الدولية يعملون حاليا بشكل منفصل لكشف أسرار رحلات خان خلال السنوات التي سبقت اعتقاله. وقال المحققون إنه زار 18 بلدا ضمنها سورية ومصر وهم يعتقدون أن تلك الرحلات كانت إما لشراء مواد مثل اليورانيوم أو بيع سلع ذرية.
\r\n
وفي دبي اكتشف المحققون شبكة من الشركات الوهمية تعمل كواجهة لشبكة خان كما وجدوا آثاراً لمواد مشعة إضافة إلى تسجيلات هاتفية. ومع نجاح هؤلاء المحققين في تعقب نشاطاته التي وصلت إلى ماليزيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط تمكن هؤلاء في الآونة الاخيرة من اكتشاف بلد آخر وصلت إليه أصابع شبكة خان النووية، وهي جنوب أفريقيا حيث جرى هناك مصادرة 11 حاوية تضم أجهزة متخصصة في تخصيب اليورانيوم.
\r\n
وكان حجم العملية مفاجئا لبعض مسؤولي الاستخبارات الأميركيين لأن الدكتور خان ظل تحت رقابتهم لمدة تزيد على 3 عقود أي منذ بدء تجميعه لمكونات القنبلة النووية الباكستانية، لكنهم لم يتمكنوا من اكتشاف بعض الصفقات التجارية مع بلدان مثل إيران وكوريا الشمالية.
\r\n
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي. آي. ايه) قد تدخلت مرتين في أواخر السبعينات وفترة الثمانينات من القرن السابق لدى وكالات الاستخبارات الهولندية كي لا تبادر هذه الاخيرة إلى اعتقاله، لأن (سي. آي. ايه) كانت تريد تعقب حركته، حسبما افاد دبلوماسي أوروبي كبير ومسؤول سابق في الكونغرس يملك صلاحية الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية. ورفضت (سي. آي. ايه) التعليق على الموضوع.
\r\n
وكان الرئيس بوش قد عبّر أكثر من مرة عن افتخاره بتفكيك شبكة خان، الا ان هناك أكثر من دليل يشير إلى أن جزءاً منها ما يزال نشطاً، وفق ما كشفت التحقيقات في واشنطن وفيينا، مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
\r\n
ووصل التعاون بين الولايات المتحدة والوكالة الدولية إلى حد الشلل تقريبا خصوصا بعد أن حاولت واشنطن تبديل رئيس الوكالة محمد البرادعي الذي لم يؤيد تقييمات البيت الأبيض الاستخباراتية المتعلقة بالعراق قبل وقوع الحرب ضد نظام صدام حسين.
\r\n
ويرى خبراء بأن عدم التعاون بين الولايات المتحدة والوكالة الدولية ضيع فرصة مهمة لأن الطرفين متكاملان من حيث القوة، حيث تملك الولايات المتحدة القدرات الكبيرة في ميدان التجسس عبر الأقمار الصناعية واعتراض الاتصالات وتعطيل الأجهزة النووية، بينما تملك الوكالة الدولية للطاقة الخبراء الذين يمتلكون سلطة الوصول إلى أكثر المرافق النووية سرية في العالم.
\r\n
وخلال 11 شهرا منذ اعتراف خان الناقص وباكستان تنفي أن يكون المحققون الأميركيون تمكنوا من استجواب خان. وقد ظل الاميركيون يطرحون الأسئلة، عبر الباكستانيين أنفسهم، لكن التقارير تقول إنه ليس هناك أي معلومات جديدة أو أسئلة مهمة مثل من هو الذي حصل على المخطط النووي إضافة إلى ليبيا. كذلك لم يتمكن المحققون الأميركيون من التحقيق مع المسؤول الاول في شبكة خان، وهو بهاري سيد أبو حسن طاهر، المعتقل في ماليزيا.
\r\n
وساعد غياب المواجهة المباشرة على إبقاء الكثير من الأسئلة المتعلقة بشبكة خان النووية بدون اجابة. وهذا يشمل ما إذا كانت قيادة الجيش الباكستاني متواطئة في السوق السوداء النووية أو ما إذا كانت هناك بلدان أخرى، غير ليبيا وإيران وكوريا الشمالية، او جماعات مستقلة، تعاملت مع شبكة خان ابتداء من تصاميم أجهزة الطرد المركزي إلى مادة وقود اليورانيوم الخام إلى التصاميم الخاصة بالقنابل النووية.
\r\n
وظل المحققون يقولون في جلساتهم الخاصة إن هناك الكثير من الأسرار التي لم تحل ألغازها بعد، وانهم لا يملكون أي ثقة بأن سوق السلع النووية قد تم إغلاقه حقا. وقال مسؤول من الوكالة الدولية للطاقة الذرية: «قد تكون هذه الشبكة شبيهة بتنظيم القاعدة. عندما تزيل القيادة تبرز عناصر أخرى لتحل محلها».
\r\n
يشار الى ان الدكتور خان درس بباكستان وأوروبا. وبعد حصوله على عمل في هولندا في بداية السبعينات من القرن الماضي ضمن محطة خاصة بالطرد المركزي وهو جهاز يهدف إلى تخصيب اليورانيوم، بدأ مسؤولو الاستخبارات الهولندية بمراقبته وفي أواخر عام 1975 بدأوا يشعرون بالقلق منه بعد مراقبته في معرض خاص بالسلع النووية في سويسرا، عندما بدأ يسأل أسئلة مثيرة للشكوك، الامر الذي أدى إلى نقله إلى موقع آخر في الشركة وإبقائه بعيدا عن مجال تخصيب اليورانيوم.
\r\n
لكن الدكتور خان غادر البلد بشكل مفاجئ في ديسمبر (كانون الاول) من تلك السنة حيث استدعي من قبل حكومة بلده للعمل في مشروعها النووي. وبعد أعوام اكتشف المحققون أنه سرق مخططا خاصا بأجهزة الطرد المركزي. وفي باكستان عمل خان في مجال تطوير القنبلة الباكستانية لمواجهة السلاح النووي الهندي. وكانت الولايات المتحدة تريد ايقاف المشروع الباكستاني.
\r\n
واتضح في الأخير أن محاولة إيقاف المشروع كانت واحدة من عدة فرص توفرت للولايات المتحدة لكنها فشلت في فهم ما كان يريد خان تحقيقه. وقال جوزيف ناي البروفسور في جامعة هارفارد والذي عمل في العديد من الإدارات الأميركية إن أجهزة استخبارات بلده ظنت أن باكستان ستسعى لإنتاج قنبلة بلوتونية كبديل عن وقود القنبلة. وأرسل ناي إلى فرنسا لمنع شحن التكنولوجيا التي كانت ستساعد في اعداد مفاعل تجري فيه معالجة وقود البلوتونيوم. وقال ناي متذكرا: «عدنا إلى واشنطن للاحتفال بانتصارنا لنكتشف لاحقا أن خان قد سرق التكنولوجيا اللازمة المساعدة على صنع قنبلة نووية عبر طريق آخر».
\r\n
وللحصول على أجهزة ذرية أخرى مع مهارات متعلقة بهذا الحقل، عاد خان عبر هولندا عدة مرات لكن الولايات المتحدة أرادت أن تراقبه. وقال دبلوماسي أوروبي له معرفة واسعة بالاستخبارات النووية ان (سي. آي. آيه) اقنعت في مناسبتين السلطات الهولندية بعدم اعتقال خان. ويبدو أن المسؤولين الاستخباراتيين شعروا أن خان أكثر أهمية باعتباره موصلا إلى العالم السفلي الخاص بالأسلحة النووية.
\r\n
\r\n
\r\n
مسؤولون: الاستخبارات الأميركية طلبت من الهولندية عدم اعتقال «مهندس القنبلة النووية الباكستانية» لتتمكن من تعقب حركته
\r\n
نيويورك: وليام براود وديفيد سانغر *
\r\n
عندما اكتشف خبراء من الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية مخططا لصناعة قنبلة نووية وزنها 10 كيلوطن ضمن ملفات البرنامج النووي الليبي شعروا بخطورة الأمر والازدراء للشخص الذي يقف وراءه. وأعطى ذلك الاكتشاف الخبراء فرصة لتقييم مدى جرأة الشبكة النووية التي يقودها عبد القدير خان مهندس القنبلة النووية الباكستانية.
\r\n
وكان مسؤولون استخباراتيون أميركيون ودوليون قد راقبوا خان لعدة سنوات وكانوا يشكون بأنه وراء تهريب المعدات الخاصة بتخصيب اليورانيوم لجعله وقودا للرؤوس الحربية، لكن التفاصيل التي تم الحصول عليها من المخطط تمثل مستوى جديدا من الخطر خصوصا أن الليبيين قالوا إنهم دفعوا له مبلغا عندما باع لهم معدات نووية تبلغ قيمتها 100 ألف دولار. وقال خبير أميركي «هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها نسخة لتصميم حقيقي لقنبلة نووية، والسؤال هو: من يملك أيضا هذا التصميم؟ الإيرانيون؟ السوريون؟ القاعدة؟».
\r\n
لكن الخبراء الأميركيين بدأوا يتجادلون مع خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول من يحق له التحكم في التصميم. وكان التعارض الحاد بين الطرفين ملموسا أكثر من غيره فيما يخص الوزارة الليبية للبحث العلمي، حسبما قال أحد المشاركين، حينما اتهم الأميركيون مفتشي الوكالة الدولية بأنهم فحصوا التصميم قبل وصولهم. وبعد ساعات من المفاوضات توصلوا إلى اتفاق يسمح بالحفاظ على المخطط في قبو داخل وزارة الطاقة الأميركية بواشنطن لكنه يبقى تحت سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
\r\n
لكن ما حدث كان مؤشرا لبروز مفاجآت جديدة. فبعد عام على اعتقال خان بدأت الأسرار الخاصة بتعاملاته مع السوق السوداء النووية تبرز إلى السطح كاشفة معها مشروعا دوليا واسعا، خصوصاً بعد رصد الاميركيين زيارات خان لاكثر من 30 بلداً.
\r\n
الا ان التحقيق واجهته عراقيل بسبب عدم التوصل لاتفاق بين إدارة الرئيس جورج بوش والوكالة الدولية للطاقة الذرية وبسبب تخوف واشنطن من أن الضغط الكبير لاستجواب خان قد يسبّب زعزعة النظام الباكستاني الحليف للولايات المتحدة، وذلك بسبب ان خان يعد داخل باكستان بطلا قوميا، الامر الذي أدى إلى التقليل من حجم الكشف عن الأسرار وساعد في إخفاء بعض الأبعاد الأخرى لنشاطات الدكتور خان ومساعديه.
\r\n
لكن من جانب آخر ليس هناك نقص في المؤشرات. فمسؤولو الاستخبارات الأميركيون والوكالة الدولية يعملون حاليا بشكل منفصل لكشف أسرار رحلات خان خلال السنوات التي سبقت اعتقاله. وقال المحققون إنه زار 18 بلدا ضمنها سورية ومصر وهم يعتقدون أن تلك الرحلات كانت إما لشراء مواد مثل اليورانيوم أو بيع سلع ذرية.
\r\n
وفي دبي اكتشف المحققون شبكة من الشركات الوهمية تعمل كواجهة لشبكة خان كما وجدوا آثاراً لمواد مشعة إضافة إلى تسجيلات هاتفية. ومع نجاح هؤلاء المحققين في تعقب نشاطاته التي وصلت إلى ماليزيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط تمكن هؤلاء في الآونة الاخيرة من اكتشاف بلد آخر وصلت إليه أصابع شبكة خان النووية، وهي جنوب أفريقيا حيث جرى هناك مصادرة 11 حاوية تضم أجهزة متخصصة في تخصيب اليورانيوم.
\r\n
وكان حجم العملية مفاجئا لبعض مسؤولي الاستخبارات الأميركيين لأن الدكتور خان ظل تحت رقابتهم لمدة تزيد على 3 عقود أي منذ بدء تجميعه لمكونات القنبلة النووية الباكستانية، لكنهم لم يتمكنوا من اكتشاف بعض الصفقات التجارية مع بلدان مثل إيران وكوريا الشمالية.
\r\n
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي. آي. ايه) قد تدخلت مرتين في أواخر السبعينات وفترة الثمانينات من القرن السابق لدى وكالات الاستخبارات الهولندية كي لا تبادر هذه الاخيرة إلى اعتقاله، لأن (سي. آي. ايه) كانت تريد تعقب حركته، حسبما افاد دبلوماسي أوروبي كبير ومسؤول سابق في الكونغرس يملك صلاحية الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية. ورفضت (سي. آي. ايه) التعليق على الموضوع.
\r\n
وكان الرئيس بوش قد عبّر أكثر من مرة عن افتخاره بتفكيك شبكة خان، الا ان هناك أكثر من دليل يشير إلى أن جزءاً منها ما يزال نشطاً، وفق ما كشفت التحقيقات في واشنطن وفيينا، مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
\r\n
ووصل التعاون بين الولايات المتحدة والوكالة الدولية إلى حد الشلل تقريبا خصوصا بعد أن حاولت واشنطن تبديل رئيس الوكالة محمد البرادعي الذي لم يؤيد تقييمات البيت الأبيض الاستخباراتية المتعلقة بالعراق قبل وقوع الحرب ضد نظام صدام حسين.
\r\n
ويرى خبراء بأن عدم التعاون بين الولايات المتحدة والوكالة الدولية ضيع فرصة مهمة لأن الطرفين متكاملان من حيث القوة، حيث تملك الولايات المتحدة القدرات الكبيرة في ميدان التجسس عبر الأقمار الصناعية واعتراض الاتصالات وتعطيل الأجهزة النووية، بينما تملك الوكالة الدولية للطاقة الخبراء الذين يمتلكون سلطة الوصول إلى أكثر المرافق النووية سرية في العالم.
\r\n
وخلال 11 شهرا منذ اعتراف خان الناقص وباكستان تنفي أن يكون المحققون الأميركيون تمكنوا من استجواب خان. وقد ظل الاميركيون يطرحون الأسئلة، عبر الباكستانيين أنفسهم، لكن التقارير تقول إنه ليس هناك أي معلومات جديدة أو أسئلة مهمة مثل من هو الذي حصل على المخطط النووي إضافة إلى ليبيا. كذلك لم يتمكن المحققون الأميركيون من التحقيق مع المسؤول الاول في شبكة خان، وهو بهاري سيد أبو حسن طاهر، المعتقل في ماليزيا.
\r\n
وساعد غياب المواجهة المباشرة على إبقاء الكثير من الأسئلة المتعلقة بشبكة خان النووية بدون اجابة. وهذا يشمل ما إذا كانت قيادة الجيش الباكستاني متواطئة في السوق السوداء النووية أو ما إذا كانت هناك بلدان أخرى، غير ليبيا وإيران وكوريا الشمالية، او جماعات مستقلة، تعاملت مع شبكة خان ابتداء من تصاميم أجهزة الطرد المركزي إلى مادة وقود اليورانيوم الخام إلى التصاميم الخاصة بالقنابل النووية.
\r\n
وظل المحققون يقولون في جلساتهم الخاصة إن هناك الكثير من الأسرار التي لم تحل ألغازها بعد، وانهم لا يملكون أي ثقة بأن سوق السلع النووية قد تم إغلاقه حقا. وقال مسؤول من الوكالة الدولية للطاقة الذرية: «قد تكون هذه الشبكة شبيهة بتنظيم القاعدة. عندما تزيل القيادة تبرز عناصر أخرى لتحل محلها».
\r\n
يشار الى ان الدكتور خان درس بباكستان وأوروبا. وبعد حصوله على عمل في هولندا في بداية السبعينات من القرن الماضي ضمن محطة خاصة بالطرد المركزي وهو جهاز يهدف إلى تخصيب اليورانيوم، بدأ مسؤولو الاستخبارات الهولندية بمراقبته وفي أواخر عام 1975 بدأوا يشعرون بالقلق منه بعد مراقبته في معرض خاص بالسلع النووية في سويسرا، عندما بدأ يسأل أسئلة مثيرة للشكوك، الامر الذي أدى إلى نقله إلى موقع آخر في الشركة وإبقائه بعيدا عن مجال تخصيب اليورانيوم.
\r\n
لكن الدكتور خان غادر البلد بشكل مفاجئ في ديسمبر (كانون الاول) من تلك السنة حيث استدعي من قبل حكومة بلده للعمل في مشروعها النووي. وبعد أعوام اكتشف المحققون أنه سرق مخططا خاصا بأجهزة الطرد المركزي. وفي باكستان عمل خان في مجال تطوير القنبلة الباكستانية لمواجهة السلاح النووي الهندي. وكانت الولايات المتحدة تريد ايقاف المشروع الباكستاني.
\r\n
واتضح في الأخير أن محاولة إيقاف المشروع كانت واحدة من عدة فرص توفرت للولايات المتحدة لكنها فشلت في فهم ما كان يريد خان تحقيقه. وقال جوزيف ناي البروفسور في جامعة هارفارد والذي عمل في العديد من الإدارات الأميركية إن أجهزة استخبارات بلده ظنت أن باكستان ستسعى لإنتاج قنبلة بلوتونية كبديل عن وقود القنبلة. وأرسل ناي إلى فرنسا لمنع شحن التكنولوجيا التي كانت ستساعد في اعداد مفاعل تجري فيه معالجة وقود البلوتونيوم. وقال ناي متذكرا: «عدنا إلى واشنطن للاحتفال بانتصارنا لنكتشف لاحقا أن خان قد سرق التكنولوجيا اللازمة المساعدة على صنع قنبلة نووية عبر طريق آخر».
\r\n
وللحصول على أجهزة ذرية أخرى مع مهارات متعلقة بهذا الحقل، عاد خان عبر هولندا عدة مرات لكن الولايات المتحدة أرادت أن تراقبه. وقال دبلوماسي أوروبي له معرفة واسعة بالاستخبارات النووية ان (سي. آي. آيه) اقنعت في مناسبتين السلطات الهولندية بعدم اعتقال خان. ويبدو أن المسؤولين الاستخباراتيين شعروا أن خان أكثر أهمية باعتباره موصلا إلى العالم السفلي الخاص بالأسلحة النووية.
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.