\r\n تظهر استطلاعات الرأي العام في المنطقة أن الأميركيين اللاتينيين أغنياء وفقراء منتقدون للقيادة الأميركية ويعارضون بشدة سياسات الولاياتالمتحدة في نصف الكرة الغربي وفي العالم اجمع وبشكل طاغ فانهم يكرهون الرئيس بوش ولايثقون في واشنطن ويتهمون ادارة بوش بالتنمر المتواصل والاهمال المزمن.\r\n \r\n بدورها فان حكومة الولاياتالمتحدة مصابة بخيبة أمل مع أميركا اللاتينية ويبدو أنها قد فقدت الاهتمام الذي طالما كان لها بالمنطقة ويبدو أنها لاتستطيع المضي مع مايريده الأميركيون اللاتينيون بشكل كبير وهو خفض الدعم الحكومي الزراعي وقوانين هجرة اكثر تحررا واستثمار اجتماعي اكبر ومشاريع تنمية اكبر والاميركيون اللاتينيون بدورهم غير مكترثين بما ترغب فيه واشنطن بشكل كبير وهو شركاء يعول عليهم في الحرب على الارهاب وحلفاء لاحتواء الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز المعادي لاميركا بشكل كبير ومزيد من انفتاح الأسواق امام التجارة والاستثمار الاجنبي ونادرا ما كان هناك مثل هذه الفجوة الكبيرة في البرامج السياسية والاولويات بين الجانبين. \r\n من ثم يكون من السهل إدراك لماذا يذكر الكثيرون أنه لو ان واشنطن كانت اكثر انعزالا عما هي عليه الان فان اميركا اللاتينية يمكن ان تستفيد اذ سوف تكون المنطقة حرة في السعي الى مصالحها الحقيقية دون ان تمارس واشنطن نفوذها الكبير على ما تنظر اليه منذ زمن طويل يرجع الى مبدأ مونرو في 1823 بوصفها محمية استراتيجية لها وتلك هي وجهة النظر التي لايفتأ شافيز رئيس فنزويلا الغنية بالنفط أن يكررها في كل مناسبة. \r\n مع ذلك فحتى لو كان انسحاب الولاياتالمتحدة أمرا يمكن تخيله فان العواقب بالنسبة للمنطقة لن تكون محمودة حيث يمكن لاميركا اللاتينية ان تخسر مدخلا لها الى اكبر سوق في العالم واهم مصدر لرأس المال الاستثماري والتقنية ومن الصعب رؤية كيف يمكن أن يساعد ذلك على الحد من الفقر وخلق مزيد من فرص العمل الذي يعد أولوية قصوى للمنطقة. \r\n فاميركا اللاتينية بدون واشنطن لايمكنها ان تحتوي الجريمة التي تستشري في المنطقة اذ على الرغم من ان الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على المخدرات قد فشلت الى حد كبير فان إلغاء كل برامج المساعدة من قبل الولاياتالمتحدة لن يقلل الطلب على المخدرات في الولاياتالمتحدة والبرازيل (ثاني اكبر مستهلك للكوكايين) وأوروبا التي تستمر في قيادة السوق فالدعم الاميركي القوي لكولومبيا عزز حكومتها المطوقة وساعد على تفادي تحولها الى مشهد الدولة الفاشلة. \r\n وعلى الرغم من النزاع بين واشنطن وعواصم اميركا اللاتينية فان اغلب الحكومات في المنطقة مهتمة بالتعاون مع الولاياتالمتحدة ففي القمة الاخيرة حض الرئيس المكسيكي فيسينت فوكس زملاءه من الرؤساء على الاستمرار في الالتزام بإقامة منطقة تجارة حرة للاميركيين وتوافق حكومات اميركا الوسطى واغلب حكومات اميركا الجنوبية على هذا الهدف بل وتأمل حتى البرازيل والارجنتين واوروغواي وبارغواي التي تعارض الضغوط الاميركية لتحديد جدول زمني لمحادثات التجارة بالعام المقبل ان تكون واشنطن اكثر جدية بشأن خفض الدعم الزراعي حتى تستطيع كثير من منتجاتها الوصول الى اسواق الولاياتالمتحدة. \r\n ربما لاتزال واشنطن يستهويها تهميش اميركا اللاتينية بشكل اكبر لكن ذلك يعد خطأ لان الولاياتالمتحدة واميركا اللاتينية هما الان اكثر تشابكا من الناحية الاقتصادية عما كان من قبل وانظمتها الان اكثر تناغما فالغالبية العظمى من حكومات اميركا اللاتينية ملتزمة باقتصاديات السوق والديمقراطيات الليبرالية ويبلغ إجمالي صادرات الولاياتالمتحدة للمنطقة 150 بليون دولار في السنة وهو ما يقارن بمبيعاتنا التجارية في الاتحاد الاوروبي وذوو الاصول اللاتينية هم اكبر اقلية عرقية في الولاياتالمتحدة وسوف تزداد المشاكل الرئيسية التي تواجهنا المخدرات والصحة والبيئة والامن سوءا اذا افتقدنا التعاون من جيراننا. \r\n لسوء الحظ فان سوء الفهم والاستياءات المتكررة يشوه العلاقة بين الولاياتالمتحدة وأميركا اللاتينية بشكل ماسوي بلا داع والرسالة التي يجب على بوش والمسئولين الكبار ان يعوها من القمة الاخيرة هو مدى الحاجة الملحة للادارة بان تولي اهتماما اكبر باميركا اللاتينية وان يسعوا الى اعادة بناء الثقة التي تبخرت تماما على مدى العقد الماضي. \r\n مايكل شيفتر وبيتر حكيم \r\n حكيم هو رئيس الحوار بين الأميركيين وشيفتر هو نائب الرئيس لشئون السياسة \r\n خدمة ( لوس انجلوس تايمز واشنطن بوست) خاص ب(الوطن).