كانت ادارة بوش قلقة بشكل خاص خلال الاسابيع الاخيرة من ترجمة كلمات شافير المعادية للولايات المتحدة الى افعال‚ فقد امر شافير الجنرال العسكري سابقا ومن رفاق فيدل كاسترو سابقا وحليفه حاليا جنرالات فنزويلا بوضع هيكلية عسكرية جديدة على الطريقة الكوبية مصممة خصيصا لصد غزو محتمل من الولاياتالمتحدة وكان شافيز قد حدد بأن اميركا هي الخطر الامني الرئيسي على فنزويلا وأمر بمضاعفة قوات الاحتياط العسكرية‚ \r\n \r\n كما ان شافيز يقوم بشراء اسلحة روسية جديدة حيث باعت روسيا لفنزويلا 40 طائرة «إم‚آي350» و100 ألف بندقية كلاشنكوف‚ ويخطط شافيز لشراء 24 طائرة برازيلية‚ وتتساءل واشنطن: ما الذي سيحدث لأسلحة الجيش الفنزويلي الحالية عندما تصل هذه الاسلحة الجديدة؟ فربما تبيعها فنزويلا الى الثوار اليساريين في كولومبيا الذين يلتقي معهم شافيز بالانتماء الايديولوجي‚ \r\n \r\n كما ان فريق بوش قلق حول النفط الفنزويلي‚ فالولاياتالمتحدة تشتري 14% منه عن طريق حكومة شافيز وهناك قلق لدى البعض في البيت الابيض بأن فنزويلا ستخفض حجم النفط الذي تبيعه للولايات المتحدة قريبا وتبيع المزيد منه الى الصين مثلما هدد بذلك شافيز مرارا‚ \r\n \r\n وأخيرا‚ تشعر ادارة بوش بالقلق من التكتل الراديكالي الذي يقوده شافيز واحتمال تطوره في اميركا اللاتينية‚ فالحكومات اليسارية تحكم حاليا في البرازيل والارجنتين وتشيلي وجمهورية الدومنيكان‚ وبتسلم مقاليد الرئاسة رسميا في أوراغواي من قبل تابير فازكويز فان هذه الظاهرة ستنتشر اكثر على الارجح‚ فالمكسيك وبيرو قد يفوز فيهما الجناح اليساري العام القادم‚ وفي بوليفيا سيطرت المعارضة الاشتراكية على الاجندة منذ سقوط الرئيس غونزالو سانشيز دي لوزادا عام 2003‚ فهل سيتمكن شافيز من تصدير الثورة الى عموم اميركا اللاتينية وتحويل محاولات الولاياتالمتحدة لغرض العزلة على فنزويلا‚ الى عملية عزل بقيادة فنزويلية للولايات المتحدة؟ هل سيقدم بوش على زعزعة الاسواق بفرض عقوبات على كراكاس؟ \r\n \r\n توجد اسباب وجيهة ايضا للاعتقاد بأن الاجابة عن هذين السؤالين ربما تكون بالنفي‚ فأولا‚ رغم ان المسؤولين الاميركيين يخشون من نفوذ شافيز على الآخرين في المنطقة الا ان هناك القليل من الطلب في اي مكان في اميركا اللاتينية على نوعية راديكالية شافيز‚ \r\n \r\n فصحيح ان اليسار في صعود في بلدان اميركا اللاتينية ولكن ليس جميع اليساريين يعملون وفق اجندة واحدة‚ فسياسات الجناح اليساري في البرازيل والارجنتين لا علاقة لها بالمدرسة اليسارية القديمة والخط الايديولوجي المتشدد الذي يتبناه شافيز‚ وبدلا من ذلك هناك احساس بالاحباط من الاصلاحات بنصف ارادة سياسة والرأسمالية الاحتكارية وغياب التنمية الاقتصادية التي اتسمت بها سياسات حكومات الجناح اليميني خلال عقد التسعينيات والتي ادت الى انتخاب اليساريين في البرازيل والارجنتين‚ \r\n \r\n لا توجد اسباب مقنعة للاعتقاد بأن ادارة بوش سوف تفرض عقوبات متعددة على فنزويلا سواء على اساس دولي تعددي بقيادة اميركا او على الدول الاخرى التي تطمح للتعامل تجاريا مع فنزويلا‚ فعلى عكس العلاقة مع ايران التي لا وجود لعلاقات تجارية اميركية معها فان العلاقات الاقتصادية الاميركية الفنزويلية هامة جدا لا يمكن التضحية بها‚ \r\n \r\n ستبقى التوترات الاميركية الفنزويلية موجودة ما دام شافيز رئيسا ويبدو واثقا من ثبات سلطته‚ ففي اعقاب فوز شافيز بسهولة في الاستفتاء العام الاخير على الثقة بحكومته في اغسطس الماضي انشقت المعارضة الى فئات متصارعة‚ وتعترف ادارة بوش حاليا بأن اية محاولة بقيادة اميركية لاحداث تغيير للنظام في فنزويلا على غرار الانقلاب الفاشل في عام 2002 والذي فشلت الولاياتالمتحدة بشكل فاضح في ادانته سوف يتم رفضها من قبل زعماء اميركا اللاتينية باعتبارها غير مشروعة وبدلا من ذلك‚ وفي تناقض واضح مع سياسة الولاياتالمتحدة تجاه ايران سوف تركز واشنطن على الاحتواء الاقليمي وتحسين العلاقات مع جيران فنزويلا خصوصا البرازيل‚ \r\n \r\n فقد تصبح فنزويلا كوبا اخرى يخشى جانبها وقد اصبحت كذلك في نواح عديدة ولكن من دون وجود قوة عظمى اخرى راعية فان واشنطن لن تقلق كثيرا من اي تهديد يشكله كاسترو على الامن الاميركي او ان شافيز سوف يصبح مركز تمحور المعارضة لسياسة واشنطن في اميركا اللاتينية‚ \r\n \r\n فادارة بوش تعرف بأن عليها ان تقوم ببساطة باحتواء زعيم شعبي آخر في اميركا اللاتينية يلجأ احيانا لتجديد سياساته الداخلية باستغلال المشاعر المعادية للهيمنة الاميركية‚ \r\n