\r\n كان ذلك الامر سرا مكشوفا حيث كانت المخابرات العسكرية الباكستانية تساعد المجاهدين على تنظيم هذه الاعمال ومن وراء الستار كنت تقف وكالة المخابرات المركزية الأميركية‚\r\n وعندما انسحب الروس من افغانستان تصارع المجاهدون على السلطة وسادت الفوضى في البلاد ومرة أخرى تدخلت باكستان والولايات المتحدة لتشجيع جماعة جديدة من المتطرفين الاسلاميين بدت مشجعة في قدرتها على اعادة الأمن والنظام الى افغانستان عرفت بحركة طالبان والذين كان معظم اعضائها من قبائل الباشتون التي تعيش على جانبي الحدود الباكستانية - الأفغانية‚ \r\n كانت افغانستان من بين العوامل التي سرعت في بلوغ النظام السوفياتي نهايته‚ وبخروج السوفيات من افغانستان انهار النظام الحديدي الذي بناه لينين وانتقل من مرحلة تاريخية الى أخرى‚ وقد استنتج المجاهدون انهم اذا كانوا قادرين على الاطاحة بدولة عظمى فلماذا لا يطيحون بالدولة العظمى الأخرى؟ \r\n يمكن للمرء ان يدافع مرة عن اخراج العفريت من قمقمه باحياء العسكرتاريا الاسلامية لمحاربة السوفيات في الحرب الباردة ولكن اطلاق هذه القوة مرة أخرى جاء بطريقة غير مقصودة بالنسبة لكل من باكستان والولايات المتحدة وتسمي ال «سي‚اي‚ايه» هذه الحالة «اعمال مكافحة الحرائق»‚ ففي الوقت الذي يعتقد المكافحون بأنهم سيطروا على أحد ألسنة اللهب سرعان ما يندلع غيره اكثر خطورة‚ \r\n فاليوم تم طرد حركة طالبان الى خارج كابول‚ ولكن طالبان ما زالت تعيش في التلال داخل افغانستان وهناك معسكرات تدريب لها في تلك المناطق حيث يجري فيها تدريب المحاربين القدماء على كيفية قتل الأميركيين‚ \r\n اما الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف الذي القى بثقله كله مع الغرب بعد 11 سبتمبر فقد سارع الى اعتقال الاعضاء الاجانب في تنظيم القاعدة كلما كان ذلك باستطاعته‚ اما طالبان فهي متصلة بقرابة الدم الى «فيال» المقاطعة الحدودية التي تصرفت تقليديا كإقليم مستقل عن جميع الحكومات الباكستانية‚ \r\n ويشير مشرف الى انه وضع 75000 جندي باكستاني في الاقليم وان 250 منهم قتلوا هناك‚ ولكن عناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان ما زالوا يجدون ملاذا لهم هناك فالوضع صعب ماديا وسياسيا وما زال مطلوبا الكثير لحرمان طالبان من ملجأها الآمن في باكستان‚ \r\n المشكلة ان ثقافة الجهاد مندمجة اندماجا جذريا بالنسيج الوطني لدرجة انه من الصعب على مشرف ان يدعو ابناء بلده للتخلي عن «الارهاب»‚ فهو يعرف ان شيئا يجب عمله بخصوص المدارس الدينية التي تعلم حفظ القرآن ومن صفوف هذه المدارس انبثقت الافكار المتطرفة كما يعرف مشرف مثلما يقول حسين حقاني المستشار السابق لرئيسي وزراء سابقين ان طلاب هذه المدارس لم يكونوا راديكاليين ولكن هذا الأمر تغير عندما بدأ الجيش الباكستاني يستخدم هذه المدارس لتحقيق اهداف استراتيجية سواء في افغانستان أو المناطق التي تسيطر عليها القوات الهندية في كشمير‚ \r\n لقد قام مشرف باعتقالات وامر باجبار ما مجموعه 13000 مدرسة للخضوع للتفتيش اعتبارا من نهاية العام الحالي ويسعى لتقليص من منتسبي تلك المدارس من الاجانب كما حد من محاولات الجهاديين الكشميريين من التسلل للقيام بعمليات في القسم الهندي من كشمير‚ ويحقق تقدما مع الهند في العثور على حل للمشكلة ولكن مرة أخرى هناك مقاومة ضخمة في داخل باكستان لمحاولات مشرف‚ \r\n وربما تكون بعض العناصر داخل المخابرات العسكرية الباكستانية لا تريد لمشرف ان ينجح في جهوده‚ \r\n بعد عدد من المحاولات لاغتيال مشرف اصبح مشرف يقول للناس ان قتله بات مسألة «متى يتم ذلك» وليس ما اذا كانت هناك محاولة أخرى لاغتياله‚ وبرغم كل الصعوبات التي يواجهها مشرف فإن ادارة بوش اخطأت باعتبارها مشرف جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة‚ فهو يحتاج الى دعم مستمر حتى لا يتفجر الارهاب في وجهه دفعة واحدة! \r\n