كان أداء نتانياهو جيدا خلال العامين الماضيين عندما شغل منصب وزير المالية حيث أقدم على القيام باصلاحات اقتصادية آخذا بسياسة الأسواق الحرة وقدم ذلك مساعدة كبيرة لرجال الأعمال وهدأ من مخاوف المستثمرين الأجانب وأجرى اقتطاعات في منافع الرفاه الاجتماعي وساعد في اخراج اسرائيل من الركود الاقتصادي‚ \r\n \r\n ولكن الاقتصاد الاسرائيلي بحاجة للانسحاب من قطاع غزة أكثر من الاقتطاعات التي تجرى على الرفاه الاجتماعي‚ \r\n \r\n لا الاسرائيليون ولا الفلسطينيون كانوا بحاجة لمواقف نتانياهو السياسية كوزير في الحكومة التي تعارض الانسحاب من قطاع غزة‚ \r\n \r\n ويبدو ان نتانياهو يستعد الآن للوقوف في وجه شارون ومنافسته على قيادة حزب الليكود وما يؤكد ذلك أنه ذكر بعد تقديم استقالته أنه اضطر إلى ذلك بسبب مخاوفه بشأن الأمن الاسرائيلي‚ \r\n \r\n لقد فعل نتانياهو كل ما في وسعه من أجل اثارة مخاوف الاسرائيليين بخطبه النارية التي يحذر فيها من ان غزة ستصبح قاعدة للارهابيين الاسلاميين الراديكاليين‚ \r\n \r\n بتقديمه استقالته من منصبه كوزير للمالية يكون نتانياهو قد أعد حساباته السياسية كي يعزل أقصى اليمين من حزب الليكود بعيدا عن شارون وبالتالي الاستمرار في تصوير الانسحاب من غزة على أنه كارثة‚‚إن التمنيات السلبية هي آخر شيء تحتاجه المناطق الموبوءة بالمشاكل والقلاقل‚ \r\n \r\n علينا ان نقدم المديح لشارون على بقائه ثابتا والمضي قدما في تنفيذ الانسحاب من غزة‚ ان شارون خضع للحقائق الديموغرافية كما أنه استوعب أخيرا أنه من السخف على اسرائيل ان تنفق رأسمالها السياسي والاقتصادي والعاطفي في الدفاع عن حفنة من المستوطنين في منطقة مكتظة بالسكان الفلسطينيين‚ \r\n \r\n إنه لأمر مؤسف ان نتانياهو لم يدرك بعد تلك الحقيقة بنفسه‚ \r\n