\r\n مقاييس نجاح الجهاز الاقتصادي الاسرائيلي تتصل اتصالا لا ينفصم بالارتفاعات والانخفاضات في وضعنا الأمني ومكانتنا السياسية. جلب نتانياهو الى اسرائيل مؤخراً وزير المالية النيوزيلندي سابقا، روجر داغلاس، الذي تحدث من ذاكرته (وبإسقاط لحقائق غير مريحة) عن عجائب الاصلاحات الليبرالية التي أرساها في بلاده في سنوات الثمانينيات. كان هناك اسرائيليون شربوا مقالته كأقوال يمكن تصديقها. ولكننا لسنا نيوزيلندا. اقتصادنا ليس قائما على الزراعة وكنوز الطبيعة. \r\n \r\n نحن لسنا جزيرة في المحيط، وفي السنوات التي جمد فيها الاقتصاد في نيوزيلندا وتدهور، تعزز اقتصاد اسرائيل وارتفع في سلم الدول المتقدمة وفي سلم الثراء العالمي. في نهاية التسعينيات ذاع لاسرائيل، لا لنيوزيلندا، صيت معجزة اقتصادية عالمية مثيرة. الى ان انهارت مسيرة اوسلو واندلع العنف وعندها سقطنا الى الوراء.يحتاج شارون الى غير قليل من الزمن ليدرك ان التسوية السياسية ليست فقط أحد مركبات (العظمة) الاقتصادية لاسرائيل؛ انها شرط أساس لوجودها. \r\n \r\n بنيامين نتانياهو - حسب اقواله على رؤوس الأشهاد - لم يصل بعد الى هذه الخلاصة. ولكنه في الطريق، ويحثه شارون على إكمالها. يؤيد شارون «اقتصاد نتانياهو» لعلتين، كمنتا في خطابه المذكور آنفا: لان نتانياهو نجح في اقتصاده، ولان شارون يريد رؤية نتانياهو يشير الى انسحاب تام من غزة. انه يريد ان يفعل نتانياهو ذلك لا مرغما ولا كمن يتخبطه الشيطان من المس، ولكن لايمان داخلي بأن هذه الخطوة الصحيحة لاسرائيل. \r\n \r\n وهنا دخل الى الصورة التفاوض الائتلافي بين العمل والليكود. لو كانت لشارون أكثرية لتنفيذ خطة الانسحاب لديه بدون حزب العمل، لكان من الأفضل له ان يبقيه في الخارج. فهو كحزب صغير منشق من الداخل محله المعارضة. غير ان شارون لا أكثرية له، ولهذا فان العمل في طريقه الى حكومته. لا ليغير الميزانية ولا ليزيد المخصصات ولا ليحارب الفقر ولا ليساعد في الاصلاح في السوق المالية. انه يدخل لهدف واحد ووحيد: وهو التمكين من تحقيق الانسحاب التام من غزة. \r\n \r\n سيكون لنجاح خطة الانفصال معان اقتصادية واجتماعية بعيدة الأمد تغطي على كل زيادة بنسبة 5 في المائة أو 10 في المائة أو 20 في المائة في مخصصات التأمين الوطني وهو ما يحسن وضع الضعفاء. إسهام الخروج من غزة (أولا) لمستقبل الثراء الاقتصادي للاسرائيليين، كل الاسرائيليين، يعادل مليون ضعف من هذا الملف أو ذاك لرجل من العمل كهذا أو كذاك. \r\n \r\n سيكون هناك ساخرون يقولون: ان العمل يدخل الى حكومة شارون زاحفا. في حياة الأمم، الزحف التاريخي أفضل من الخيانة التاريخية. رسالة حزب العمل اليوم واحدة ووحيدة: مساعدة شارون على ان يفعل ما يعلن انه يريد فعله. مساعدته بغير دفعه وبغير الضغط عليه من الوراء، بحزم ولكن بغير التصور كمتحمس لا يتخلى. أصابع ممثلي العمل في الحكومة وفي الكنيست في الاشهر القريبة تستطيع ان تقرر طريق الصهيونية لعشرات السنين المقبلة. هذا هو الأساس. وكل ما تبقى يشحب بالقياس اليه. \r\n \r\n \r\n عن «يديعوت احرونوت» \r\n \r\n \r\n