نحن نقاطع استرسال آخر التقارير عن الفظائع الإرهابية بنشرة إخبارية : إن التأييد للتفجيرات الانتحارية وللتطرف , فضلا عن كراهية ( الشيطان الأكبر) يتضاءل فعليا في العالم الإسلامي . \r\n وإذا جاء ذلك كمفاجأة , فإنه بسبب الحكمة القديمة التي مفادها أن الأخبار الجيدة هي ألا يكون هناك أخبار . وفي الوقت الذي تم فيه تغطية الزيادة في المشاعر المعادية لأميركا بإسهاب حول العالم ولا سيما في الدول الإسلامية منذ عام 2001 , لم يتم إعطاء اهتمام كاف لدراسة مسحية مهمة نشرت في الشهر الماضي والتي وجدت أن الرأي العام العالمي يتحول في اتجاه أكثر إيجابية . \r\n وقد تم إجراء استطلاع الرأي العام من قبل معهد (بيو) لقياس الاتجاهات العالمية . ( وتوجد فيه وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت ) . فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية , كانت الدراسات المسحية لمعهد (بيو) ترسم تصاعدا في المشاعر المعادية لأميركا ردا على غزو العراق وعلى أفعال أخرى من أفعال إدارة بوش . ولكن في أحدث استطلاع للرأي أجراه المعهد - والذي أجري في شهر مايو الماضي , بمشاركة 17.000 من المستطلعة آراؤهم في 17 بلدا - وجد أيضا دليلا على أن الكراهية الواسعة تتناقص . \r\n فقد ازدادت النسبة المئوية للناس الذين يحملون انطباعا محبذا للولايات المتحدة في إندونيسيا ( أكثرمن 23 نقطة ) , ولبنان ( أكثر من 15 نقطة ) , وباكستان (نقطتان ) والأردن ( 16 نقطة ) . كما ازدادت أيضا قي دول غير مسلمة مثل فرنسا والمانيا وروسيا والهند . \r\n والسؤال هو ما الذي يعزى إليه هذا التحول ؟ تتفاوت الإجابة بحسب البلد , ولكن التحليل يشير إلى خبو وتضاؤل الغضب العام إزاء غزو العراق , والامتنان لجهود الإغاثة الأميركية في موجة المد البحري الزلزالي(تسونامي) والاقتناع المتزايد بأن الولاياتالمتحدة جادة في دعم الديمقراطية . \r\n كما أن هناك بغضا متزايدا لأعداء أميركا , حتى في العالم الإسلامي . فقد وجد استطلاع الرأي الذي أجراه معهد (بيو) أن حوالي ما يقرب من ثلاثة أرباع المغاربة وحوالي نصف أولئك الذين في باكستان , وتركيا , وإندونيسيا يرون التشدد تهديدا لبلدانهم . \r\n وقد تناقص التأييد للتفجير الانتحاري على نحو دراماتيكي في كل البلدان الإسلامية التي تم مسحها أوشمولها بالدراسة فيما عدا الأردن التي بها عدد سكان كبير من الفلسطينيين الكارهين للعدوان الإسرائلي ( على الفلسطينيين ) . فقد تناقص عدد أولئك الذين يقولون إن العنف ضد الأهداف المدنية يبرر أحيانا أو غالبا بهوامش كبيرة في لبنان ( ناقص 34 نقطة ) وإندونيسيا ( ناقص 12 نقطة ) منذ عام 2002 , وفي العام الماضي في باكستان ( ناقص 16 نقطة ) , والمغرب ( ناقص 27 نقطة ) . \r\n وهذا كان مصحوبا بتناقص التأييد لأسامة بن لادن في كل مكان فيما عدا ( لسوء الطالع ) باكستان والأردن . فمنذ عام 2003 , انحدرت نسب التأييد والاستحسان لأسامة بن لادن في إندونيسيا إلى ( نافص 23 نقطة ) , والمغرب ( ناقص 23 نقطة ) , وتركيا ( ناقص 8 نقاط ) ولبنان ( ناقص 12 نقطة ) . \r\n والسؤال الآن ما الذي يعزى إليه هذا التناقص ؟ الإجابة هي بشكل أساسي أفعال الإرهابيين أنفسهم . فمنذ 11 سبتمبر 2001 , حدثت معظم الفظائع التي نفذها الإرهابيون , في دول إسلامية - وأحدث مثال على ذلك هو تفجيرات شرم الشيخ , بمصر - وكان معظم الضحايا من المسلمين . وليس مما يدعو للدهشة أن هذا لم يعزز موقف المسلحين لدى كثير من بني جلدتهم ودينهم . \r\n وحتى الهجمات في الغرب لم تعد تحوز الموافقة السريعة الجاهزة في العالم الإسلامي . فبعد تفجيرات لندن في السابع من يوليو , كانت الجماعات الإسلامية والمفكرون والمثقفون المسلمون , الذين نادرا ماكانت لهم كلمة فاصلة بالنسبة للتفجيرات الانتحارية , واضحين بشكل لا لبس فيه في إدانتهم . \r\n ونستشهد فقط بمثال واحد من كثيرين , وهو جهاد الخازن , وهو كاتب عمود صحفي معاد لأميركا وإسرائيل إلى أبعد الحدود في صحيفة الحياة العربية اليومية , والذي كتب يقول إن العرب والمسلمين يجب أن يساعدوا الولاياتالمتحدة في الحرب على الإرهاب . ولايزال هناك كثير من المسلمين الذين يلقون باللائمة على الضحايا في جلب الإرهاب لأنفسهم , ولكن هناك أيضا اتجاها معاكسا متزايدا . \r\n إن الرأي العام الإسلامي يتحدى أيضا مبادئ المسلحين التي تعلن أو تزعم أن إعطاء السلطة للناس , وليس إلى الملالي هو أمر ليس إسلاميا . فقد وجد أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد بيو أن هناك أغلبيات كبيرة ومتزايدة تدحض هذا الرأي في المغرب ( بنسبة 83% ), وفي لبنان ( 83 % ) , وفي الأردن ( 80 % ) , وفي إندونيسيا ( 77 % ) - فضلا عن نسب غير قليلة في تركيا ( 48 % ) وفي باكستان ( 43 % ) - تقول إن الديمقراطية يمكن أن تعمل وتجدي جيدا في الشرق وهي ليست للغرب فحسب . \r\n وهذا بالضبط ماكان يقوله بوش . و بالرغم من أن أعماله وخطبه كانت تشجب وتوصف على أنها غير واقعية و متطرفة من قبل ناقديه الأميركان والأوروبيين , إلا أنها يبدو أن المسلمين يرحبون بها الآن . فحوالي نصف المستطلعة آراؤهم تقريبا في الأردن وحوالي ثلثي الإندونيسيين تقريبا يعتقدون أن الولاياتالمتحدة تحبذ الديمقراطية في بلادهم كما تذكر دراسة معهد بيو الجديدة . كما أن حوالي نصف العامة في لبنان يتبنون وجهة النظر هذه أيضا . تخيلوا لو أن أعمال بوش أمكن لها أن تجعل الشرق أوسطيين أكثر مناصرة لأميركا ! \r\n وبطبيعة الحال , فإن الرأي العام متقلب , ومازال هناك كثير من العداء نحو الولاياتالمتحدة هنا وهناك . \r\n وحتى أقلية صغيرة من المتطرفين يمكن أن تسبب أذى وضررا مماثلا لتفجيرات لندن . ولكن هناك على الأقل بضع علامات على أن معركة كسب القلوب والعقول في العالم الإسلامي بعيدة عن فقدان الأمل .. \r\n \r\n ماكس بوت \r\n زميل مجلس العلاقات الخارجية الأميركي \r\n خدمة لوس أنجلوس تايمز - خاص ب الوطن