\r\n عندما اقترب سائق سيارتي من نقطة تقاطع في مساء يوم ما اندفع عشرات الجنود العراقيين بشكل تمويهي صوب السيارة وأشهروا الاسلحة.وقد اجتزنا طرقا مع قافلة مرافقة للرئيس العراقي جلال الطالباني.والخبر الجيد هو ان الجنود العراقيين كانوا يحمون أنفسهم .\r\n والخبر المزعج هو ان قوات الامن العراقية الجديدة ابعد من ان تكون مستعدة لأن تحل محل القوات الاميركية. \r\n وقد باتت قضية متى تستطيع القوات العراقية ان تدافع عن وطنها أكثر إلحاحا بسبب تزايد الضغط السياسي الاميركي من أجل وضع جدول زمني لسحب القوات.فتقرير لمذكرة سرية لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير نشر في الصحف البريطانية مؤخرا أشار أن هناك خططا اميركية جديدة تدعو إلى تخفيض قوات الائتلاف من 160 ألفا إلى 66 ألفا من القوات في مطلع العام المقبل. \r\n وإن كان من الصعب الاعتقاد بأن هذه الخطط قد لاتكون أكثر من مجرد خيار افتراضي.وتعارض ادارة بوش اي جدول زمني للانسحاب ريثما تستطيع القوات العراقية التعاطي مع عناصر المقاومة .والقوات العراقية ليست حتى قريبة من ذلك. \r\n ان عواقب انسحاب اميركي سريع يمكن ان تكون مروعة.بل انها يمكن ان (تؤدي إلى كارثة)على حد قول ليث كبه المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي والذي اضاف (سيكون هناك حمام دم) \r\n وقد سمعت هذا التوقع ليس من الشيعة العراقيين الذين يخشون من إمكانية عودة حزب البعث الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين فقط بل أيضا من السنة العراقيين الذين كانوا يملكون السلطة في ظل حكم صدام.ان اغلب عناصر المقاومة من السنة .والسنة قلقون من ان خروج اميركي سريع قد يدفع الشيعة إلى القيام بأعمال ثأرية ضدهم .كما يتخوف العراقيون ايضا من ان مغادرة القوات الاميركية يمكن ان تجذب مزيدا من الاسلاميين العرب المتشددين إلى بلدهم .وقد قال لي رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري في مقابلة داخل المنطقة الخضراء المحمية بشكل مكثف : اننا لانفكر في جدول زمني للخروج الاميركي. فعندما نصل إلى القدرة على الاعتماد على أنفسنا فيما يتعلق بالامن عندئذ فإن الاميركيين يمكن ان يغادرون. بيد انه من الصعب بمكان التوقع متى سيكون العراقيون مستعدين. و كان بول بريمر الحاكم الاميركي السابق للعراق قد ارتكب خطأ فادحا عندما سرح الجيش العراقي في 2003 بدلا من ان يترك للعراقيين اصلاح مؤسستهم .والمحاولات من قبل الولاياتالمتحدة لبناء قوات عراقية جديدة تسير بتخبط في طريق وعر.وقد ثبت زيف ادعاء وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيد في مطلع العام الماضي أن 200 الف عراقي يوفرون الامن.وعندما أرسلت وزارة الدفاع الجنرال دافيد بيتريوس في يونيو 2004 لإعادة تدريب القوات العراقية كان عليه إعادة بناء الجيش تقريبا من لاشئ. \r\n الآن هناك أكثر من 100 كتيبة مغاوير في الجيش والشرطة إجمالي عددها 169 ألف عراقي.وان كان من بين ال80 كتيبة عسكرية فإن ثلاثة منهم فقط قادرة تماما على تخطيط وتنفيذ عمليات مضادة للمقاومة بنفسها .وربما يكون العدد أصغر من هذا. \r\n ويمكن لعدد معقول من الكتائب تنفيذ عمليات بدعم من قوات الائتلاف.لكن بقية الكتائب اقل قدرة بشكل كبير.وجولة في القواعد العراقية يمكن ان توضح ايضا ان الاعداد وحدها لايمكن ان تقرر كيف سيقاتل العراقيون بشكل جيد . \r\n ان تحديد الدافع هو الاساس .فالجيش العراقي يحتاج إلى معرفة لمن ومن اجل من يقاتل .وفي العراق من الصعب ايجاد مثل هذا الوضوح. \r\n فالحكومة منقسمة عرقيا وتضم عددا قليل جدا من الممثلين عن السنة المبعدين .وكثير من الجنود أكثر ولاء لطوائفهم العرقية والدينية من انتمائهم للدولة العراقية.وقال بيتريوس في مقابلة معه اعتقد ان ليس محتملا فقط بل حتميا ان يتملك العراقيون بشكل كامل جيشهم واجهزة شرطتهم .لكن الانقسامات في العراق تجعل من الصعب على الجيش ان يحارب بكفاءة او ان يقود ضباطه بشكل جيد.وقال لي ضابط عراقي كبيرانهم يفتقرون تماما للمهارة والعزيمة .والتدريب يمكن ان يطور المهارة لكن العزيمة يجب ان تكون مستلهمة من القادة العراقيين بشكل حقيقي.ففي كثير من النواحي فان المحاولة برمتها سوف تظل مرهونة بشكل متزايد على قدرة الزعماء العراقيين على تعزيز التعاون بين الفصائل في قوات الامن والحكومة .وسوف يظل الامر مرهونا على قدرتهم على إقناع اكثر ما يمكن من العراقيين لاسيما العرب السنة بدعم العراق الجديد ومعارضة المقاومة. \r\n اعتقد ان هذا الضابط على حق .وريثما يستطيع الزعماء العراقيون توحيد كلمتهم فإن قوات الامن العراقية سوف تظل بعيدة عن التبلور.وهذا يجعل السياسة الاميركية تعتمد بشكل متزايد على القدرات غير الواضحة للعراقيين في تشكيل نوع من الاجماع الداخلي .هذا والا فان القوات الاميركية سوف تظل باقية في العراق. \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو هيئة التحرير في فيلاديلفيا انكويرر.خدمة كيه ار تي خاص ب(الوطن).