\r\n بالامكان تحديد اهداف التمرد بتعزيز السيطرة على المناطق ذات الاغلبية السنية, وتقويض كل اشكال السلطة المنبثقة عن قوات التحالف ومؤسساتها, واعاقة مشاريع الاستثمار الاجنبي عن طريق زعزعة الظروف التي تسمح بمثل ذلك الاستثمار. يضاف الى ذلك الاهداف الخاصة التي يسعى اليها المجاهدون غير العراقيين الذين يتطلعون الى تحويل العراق الى جبهة رئيسية من جبهات المواجهة مع الغرب. \r\n \r\n وعلى ضوء هذا التحديد لاهداف التمرد, يمكن رصد المسافة التي قطعها المتمردون باتجاه تحقيق تلك الاهداف. \r\n \r\n نجح المتمردون في تنصيب انفسهم كقوة رئيسية, واحيانا كقوة مهيمنة, داخل المثلث السني, وباتوا الجهة الفاعلة في تشكيل القيم السياسية والمعايير الاخلاقية العامة في اجزاء واسعة من ذلك المثلث. \r\n \r\n نجح المتمردون في ردع العديد من سكان المثلث السني عن العمل لحساب الحكومة الجديدة. وقد تعطل الكثير من المجالس المحلية في المنطقة عن العمل وانهارت وحدات امنية عديدة تحت ضغط هجمات المتمردين وتهديداتهم. \r\n \r\n لم يفلح المتمردون في تقويض العملية السياسية الجارية في البلاد ولكنهم عقدوها الى حد كبير. وعلى الرغم من ان الجداول الزمنية للعملية الانتقالية قد طبقت, لحد الان, في مواعيدها, الا ان المقاطعة السنية الواسعة للانتخابات قد عقدت عملية الانتقال الى مرحلة جديدة. \r\n \r\n ساهم المتمردون في ردع المستثمرين الاجانب. وفي الوقت الذي حالت فيه هذه العملية دون فتح ابواب العراق للشركات الاجنبية, فان البطالة التي اتسعت نتيجة ذلك توفر للمتمردين بيئة مثالية لتجنيد المزيد من الناقمين على الاوضاع القائمة. \r\n \r\n ساهم التمرد في حمل عدد من قوات التحالف على سحب قواتها العاملة في العراق او تحديد مواعيد مستقبلية لسحب قوات اخرى. وبقدر تعلق الامر بالولايات المتحدة, فان استطلاعات الرأي العام تظهر زيادة مضطردة في مشاعر التذمر من الحرب والطريقة التي تدار بها. \r\n \r\n ساهم المتمردون في جعل الوجود الامريكي في العراق حالة مرفوضة على الصعيد الشعبي. وعلى الرغم من ان بعض القطاعات من الشعب العراقي ما زالت تتقبل على مضض الوجود الامريكي كضرورة لتفادي الوقوع في الفوضى الشاملة او اندلاع الحرب الاهلية, فإن المزاج السائد في العراق لا يمكن اعتباره مؤيدا للوجود الامريكي. \r\n \r\n لم يفلح المتمردون, لحد الان, في اجتذاب اعداد كبيرة من المجاهدين من بقية انحاء العالم الاسلامي وان كان نجاحهم في تحقيق هذا الهدف في المستقبل غير مستبعد. \r\n \r\n وعلى الرغم من النجاحات التي تحققت للمتمردين فإنهم قد اخفقوا لحد الان في هدفين رئيسيين هما ايقاف العملية السياسية الانتقالية او تعطيل عملية تجنيد وتدريب قوات الامن العراقية وهناك من المؤشرات ما يحمل على الاعتقاد بأنهم لن يتمكنوا من منع الحكومة العراقية من اداء مهماتها الانتقالية الرئيسية وخصوصا عملية كتابة الدستور. لكن هذا لا يمنع من الاقرار بأن التمرد سيظل قوة مهمة قادرة على تثبيط تلك المهمات او عرقلتها. \r\n \r\n ومن شأن ذلك ان يفتح الباب امام احتمالين واردين: الاول هو بذر بذور الفوضى العامة وايقاف عملية الانتقال السياسي, والثاني هو خلق ذلك النوع من الظروف التي تستدعي مشاركة المعارضين وفي مقدمتهم العرب السنة في النظام السياسي الجديد. \r\n \r\n اذا كان هذا هو اهم ما تحقق للمتمردين في مجال تحقيق اهدافهم قريبة المدى, فما هي الوسائل التحليلية التي يمكن اللجوء اليها لقياس مدى نجاحهم في تحقيق اهدافهم الاستراتيجية بعيدة المدى. \r\n \r\n اهم دلائل النجاح الذي يحققه التمرد هي المستويات المتدنية لمشاركة العرب السنة في نشاطات الحكومة العراقية الى جانب ارتفاع مستويات التأييد الشعبي للمقاومة. ومن المهم التأكد ما اذا كانت هذه النتائج تعود بالدرجة الاولى الى عملية التخويف التي يمارسها المتمردون, ام الى حالة الاغتراب التي يشعر بها المواطنون ازاء الحكومة القائمة, ام الى تأييد حقيقي واصيل للمقاومة. \r\n \r\n اخفاق الحكومة العراقية المتكرر في الوصول الى عدد من محطات العملية الانتقالية »مثل كتابة الدستور او انتخاب حكومة دائمة«, ان مثل هذا الاخفاق, الذي تسببه المقاطعة العربية السنية وما ينجم عنها, يمكن ان يقوض الثقة بكفاءة الترتيبات الحالية على مستوى الحكم والادارة. \r\n \r\n عدم قدرة قوات الامن العراقية الجديدة على كسب الاعداد الكافية من المجندين, وتفشي حالات الغياب والهروب والتخلي بين افراد تلك القوات, يقابله نمو الميليشيات العشائرية والحزبية بسبب انعدام الثقة بقوات الامن العراقية. \r\n \r\n ما تكشفه استطلاعات الرأي المحلية من انتشار عدم الثقة بالعملية السياسية على نطاق واسع بين صفوف المواطنين العراقيين يمكن ان يقود في النهاية الى تعذر شرط القبول السياسي بوجود قوات التحالف. \r\n \r\n ان ما تكشفه استطلاعات الرأي المحلية من تدني ثقة المواطنين العراقيين بقوات الامن العراقية وانعدام الصلة بين المواطن والحكومة العراقية لا بد ان يقود الى تدني مستويات المشاركة السياسية ورفض المواطنين لمبدأ التعاون مع السلطات العراقية. \r\n \r\n ان الهدف الاعلى للمتمردين في الوقت الحاضر هو البقاء واثبات الوجود على الساحة العراقية, وعلى الرغم من عدم نجاحهم لحد الان في ايقاف العملية السياسية الانتقالية, فان نجاحهم المستقبلي سوف يتوقف على قدرتهم على خلق الظروف التي تدفع الى دخول المعارضين بقيادة العرب السنة في العملية السياسية لواحد من غرضين: اما مواصلة الكفاح من خلال الوسائل السلبية او تقويض الحكومة العراقية. ويبدو ان عملية الزحف باتجاه الدخول في العملية السياسية قد بدأت وان كان ذلك على نطاق محدود.0 \r\n \r\n \r\n \r\n عن: »معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى«. \r\n \r\n