وبطبيعة الحال نحن كلنا نريد الاممالمتحدة ان تكون منتدى فاعلا للمناقشة الصحية. \r\n على ان هذه صرخة ودعوة بعيدة عن جمل الاممالمتحدة مثل (روبين هود) عالمي (امير اللصوص) الذي يأخذ من الاغنياء ويعطي للفقراء ويزيد السلطة بحيث يأمر دولا ذات سيادة حوله. \r\n ان التضحية بالسيادة الوطنية هو امر مثل الموضة هذه الايام ويريد كوفي انان من الاميركيين والالبانيين - على سبيل المثال - ان يقروا بأننا جميعا سواء ولدينا التزام اخلاقي بمساعدته وهو يعتقد ان الاممالمتحدة يجب ان تكون قادرة على ان تقول للدول متى وكيف يمكن ان تدافع عن نفسها. \r\n وقد يرى البعض انتقاد الاممالمتحدة على انه حديث اجوف من الجناح اليميني. \r\n واذا كان ذلك كذلك فيجب ان يفحصوا بجدية قيمة نظام انان الذي يضع في الاولوية الموافقة والاجماع على السيادة الوطنية ويعتقد ان السلام افضل دائما من الحرب حتى سعيا وراء قضية عادلة. \r\n وبالرغم من الخلافات بين الولاياتالمتحدة الا ان الاميركيين يوافقون على الاشياء الكبيرة مثل الديمقراطية والرأسمالية وحقوق الانسان كما انهم سعداء جدا بالنتيجة. \r\n ان تلك القيم ووجهات النظر تجعلنا منفصلين عن جل العالم. ان الولاياتالمتحدة ستكون بلهاء اذا انصاعت لمحاولة كوفي انان ترتيب اوراق اللعبة. \r\n ودعونا نفكر بجدية فيما يقترحه كوفي انان فقد نشر أنان مؤخرا تقريرا مكونا من 63 صفحة عن الاصلاح الذي هناك حاجة كبيرة اليه في نظام المنظمة الدولية (الاممالمتحدة). وللعدل والانصاف فان خطته بها عناصر جيدة وقيمة مثل سيطرة افضل على البيروقراطية الاممية وتعريف محدد للارهاب ليشمل كل العنف ضد المدنيين غير ان رؤيته لمهمة وبعثة اممية اكثر فعالية تسترشد بعقلية المهندس الاجتماعي التي تجعل من تيد كينيدي مثل المقامر او المغامر بأعمال صغيرة وضيعة ستكون (أي رؤيته) كارثة على الولاياتالمتحدة. \r\n وفي جوهر القول يقترح انان ابتزازا اقتصاديا للدول الصناعية فهو يريد من الدول المتقدمة ان تكون ملتزمة بتقديم اموال اكثر لمساعدة اولئك الذين في حاجة ، كما ان خطته ستضاعف الى اربعة امثال الاسهام الاميركي وهو ما يقزم كل الدول الاخرى بينما من شأن رغبته في توسيع مجلس الامن الدولي ان تخفف من قوة وتأثير الولاياتالمتحدة داخل المنظمة الدولية. \r\n وهو يصر ايضا على ان ينظر الى المساعدات الاقتصادية المتزايدة للدول الاقل تقدما على انها جزء من جهود الاممالمتحدة في منع الارهاب وهذا امر يبدو لطيفا ورائعا. \r\n ولكن في الواقع هو يريد ربط الاعمال السياسية الحكومية بالتقدم الاقتصادي الذي يمكن ان يحققه فقط القطاع الخاص. \r\n وهذا واحد من تلك المجالات التي لا يتفق فيها الاميركيون مع جل العالم هم يعتقدون ان الحكومات تنشئ الثروة (نعم هي تفعل ذلك ولكن فقط في حالة الفساد) بينما نعتقد نحن - والتجربة والخبرة تظهر ذلك - ان التجارة تنشئ وظائف وهذه العقلية هي التي هيمنت على الطريقة التي تقوم بها الاممالمتحدة ناهيك عن كثير من دول العالم الثالث بأداء الاعمال والتجارة والتي تشرح وتفسر السبب في كونها غير فعالة تماما والسبب في ان كثيرا من تلك الدول فقيرة جدا. \r\n على ان ما هو اكثر ازعاجا وقلقا بشأن رؤية انان للامم المتحدة سيكون تغييرا في التوازن بين السيادة الوطنية وحق دولة ما في اتخاذ اجراء عسكري في حالة الدفاع عن النفس .. فهو يريد من مجلس الامن ان يضع توجهات وخطوطا عريضة عن متى يكون مسموحا للدول ان تستخدم القوة العسكرية وان تقوم قوة اممية ما مفترضة باتخاذ اجراء ضد اولئك الذين خالفوا تلك القواعد والاكثر غرابة انه يريد قواعد اممية تطلب ان يكون اي اجراء او عمل عسكري متناسبا في عيون او وجهة نظر من؟ الاممالمتحدة بالطبع - مع التهديدات التي يتم مصادفتها. \r\n الا تحبون - ايها الاميركان - فكرة ان يحاول الايرانيون او الصينيون اخبار واشنطن كيف ترد على هجوم ارهابي؟! \r\n انا (كاتب هذا المقال) لا احب ذلك فما رأيكم انتم؟ \r\n \r\n بيتر براون \r\n كاتب عمود صحفي بصفحة الاراء بصحيفة (اورلاندو سينتيتيل) الاميركية. \r\n خدمة (كيه ار تي) - خاص ب(الوطن).