\r\n ان تعيين كوندوليزا رايس كوزيرة للخارجية الاميركية يحمل في ثناياه امكانية كبرى لإعادة توجيه السياسة الخارجية الاميركية فرايس قريبة جدا من الرئيس ويفترض بها بأنها ستتكلم باسمه‚ \r\n \r\n ستيفن هارلي نائبها سيحل محلها كمستشار للأمن القومي وتحتفظ رايس بعلاقات عمل جيدة مع اللاعبين الامنيين القوميين مثل ديك تشيني نائب الرئيس ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع‚ \r\n \r\n ان بعث التجانس والتناغم في اوساط الطاقم الامني القومي ليس هو هدفا نهائيا في حد ذاته‚ فيتوجب على الوزيرة الجديدة ان تتصرف كلاعبة مستقلة بحيث تضع امام الرئيس ومساعديه مفهوما واقعيا‚ هناك حاجة ماسة اليه يركز على النتائج وليس على مجرد طرح الافكار‚ \r\n \r\n الحقيقة ان رؤية «المحافظين الجدد» للسياسة الخارجية الاميركية محفوفة بالمخاطر والاستمرار في هذه الوصفات قد يلحق الضرر بميراث بوش ويعرض الاستقرار المالي للبلاد للخطر ويعقد قدرتها على ممارسة القيادة العالمية‚ ان الواقعيين لا يختلفون مع اولئك الذين نصّبوا انفسهم كأبطال للديمقراطية العالمية من انه يجب ان تكون الديمقراطية جزءا لا يتجزأ من السياسة الخارجية للولايات المتحدة‚ \r\n \r\n ولكن هؤلاء يدركون انه يجب ان يكون هناك توازن بين الدفع نحو الديمقراطية والعمل مع الدول الاخرى ذات السيادة التي قد لا يكون بعضها ديمقراطيا من اجل مقاومة الارهاب العالمي‚ \r\n \r\n يجادل المحافظون الجدد بأن كل هذا مطلوب من اجل جعل السياسة الخارجية الاميركية اكثر فاعلية وكل ما هو مطلوب هو تغيير لهجة البيانات العامة والانخراط في حملات للعلاقات العامة‚ ان مثل هذا القول ليس سوى «فانتازيا» ما هو مطلوب ليس مجرد تغيير أسلوب فن البيع بل ايضا الطريقة التي تمارس بها السياسة الخارجية‚ اننا نقترح اجراء تعديل بدل الدخول في اجراء تصحيح واسع النطاق‚ \r\n \r\n ان الرئيس بوش محق عندما يؤمن بأن من حق الولاياتالمتحدة ان تكون مستعدة للتصرف بصورة احادية وتوجيه ضربات استباقية عند الضرورة ولكن على ان يحدث ذلك عندما يكون هناك دليل قوي على وجود تهديد فعلي للمصالح الاميركية الحيوية‚ ونتائج اي عمل او اعمال اميركية يجب ان تقاس على اساس المصالح وليس على اساس التفضيل‚ \r\n \r\n اولا : يجب ان تصبح «الحرب على الارهاب» المبدأ المنظم الحقيقي للسياسة الخارجية الاميركية وهذا لا يعني اهمال التفضيلات المهمة الاخرى مثل القضايا البيئية وحقوق الانسان ولكن يجب ألا تتم متابعة اي منهما على حساب الحرب على الارهاب‚ \r\n \r\n ثانيا : على ادارة بوش ان تعمل على اعادة تأسيس قيادة الولاياتالمتحدة هذا لا يعني السماح لأي شخص بممارسة الرقابة على السلطة والقوة الاميركية‚ \r\n \r\n ثالثا : على اميركا ألا تخاف او تجبن في تعزيز مصالحها‚ ومثل هذا الموقف الواضح سيدفع الآخرين لتعديل مواقفهم لصالح التفضيلات التي تحددها الولاياتالمتحدة‚ ان مثل هذا الطرح قد لا يعجب المحافظين الجدد الذين يبدو انهم يحصلون على رضا النفس من خلال قرع طبولهم اكثر من الحصول على النتائج المرجوة‚ \r\n \r\n رابعا : يجب علينا ان نتخلى عن تلك المقولة الزائفة القائلة إن جميع الأمم تشاركنا نفس القيم فكل بلد لها طريقتها الخاصة بالتنمية فالولاياتالمتحدة تختلف في القيم والسياسات مع حلفائها الاوروبيين الديمقراطيين ومع شركائها التجاريين في اميركا الشمالية‚ ان تركيز اميركا على الديمقراطية يجب ألا يقدم للآخرين على انه اوامر امبريالية‚ \r\n \r\n ان الولاياتالمتحدة بحاجة لأن تتابع سياستها الخارجية بحيث تقوم هذه السياسة على التقييم العميق لما يمكن انجازه وتحقيقه‚ \r\n \r\n ان اصرار المحافظين الجدد على القول إن في وسع الولاياتالمتحدة ان تكون اكثر أمنا من خلال جعل الآخرين يقبلون القيم الاميركية ليس سوى وصفه لصراع الحضارات اكثر منه طريقة لتعزيز القيادة العالمية لأميركا‚ \r\n