داخلية غزة: إسرائيل تسعى لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار الداخلي    الكرملين: يجب تذكير الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي    مصرع أب وإصابة نجله في تصادم سيارة ربع نقل مع دراجة نارية بالفيوم    انطلاق مهرجان ليالي مراسي 1 يوليو.. بهاء سلطان ورامي صبري في الافتتاح ونانسي وحكيم بالختام    إسرائيل اليوم: نتنياهو اتفق مع ترامب على إنهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين    الحرس الثوري الإيراني: أمريكا تدخلت في الحرب لإنقاذ الجنود الإسرائيلي «المساكين»    رئيس المصري يضع خارطة الطريق للنهوض والارتقاء المستقبلي    مشاهدة مباراة مصر والبرتغال بث مباشر في كأس العالم للشباب لكرة اليد    «شيمي» يبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية مع وزير الاستثمار المغربي (تفاصيل)    أسلاك الكهرباء تتسبب بإشعال النيران في سيارة تحمل كتان بالغربية    إزالة حالتي تعدٍ لمزارع سمكية شمال سهل الحسينية على مساحة 42 فدانا جنوب بورسعيد    محمد رمضان يحيي حفلا بالساحل الشمالي يوليو المقبل    «التأمين الشامل» تستعرض تجربة مصر في تحقيق الاستدامة المالية ضمن «صحة أفريقيا 2025»    وزير الخارجية ونظيره البولندي يعربان عن تطلعهما لترفيع مستوى العلاقات بين البلدين    فيفبرو يطالب فيفا بإعادة النظر فى مواعيد مباريات كأس العالم الأندية    بعد 16 عامًا من الانتظار..توجيهات عاجلة من محافظ الأقصر بتسليم مشروع الإسكان الاجتماعي بالطود    محافظ الجيزة: مشروعات حيوية لرفع كفاءة البنية التحتية وتحسين جودة الخدمات    رونالدو عن تجديد عقده مع النصر: نبدأ فصلا جديدا    انطلاق اختبارات المقاولون العرب الخارجية من نجريج مسقط رأس محمد صلاح    اعتماد الحدود الإدارية النهائية للمنيا مع المحافظات المجاورة    10 فئات محرومة من إجازة رأس السنة الهجرية (تعرف عليها)    الباركود كشفها.. التحقيق مع طالبة ثانوية عامة بالأقصر بعد تسريبها امتحان الفيزياء    ارتفاع شديد في درجات الحرارة.. طقس المنيا ومحافظات شمال الصعيد غدًا الجمعة 27 يونيو    ب4 ملايين جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا تجارة الدولار» خلال 24 ساعة    رئيس جامعة حلوان يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بحلول العام الهجري الجديد    «الأعلى للثقافة» يوصي بإنشاء «مجلس قومي للوعي بالقانون»    ب «حلق» ونظارة شمسية.. عمرو دياب يثير الجدل ببوستر «ابتدينا» ولوك جريء    «الحظ يحالفك».. توقعات برج القوس في الأسبوع الأخير من يونيو 2025    «الأعلى للآثار»: تنظيم معرض «مصر القديمة تكشف عن نفسها» بالصين نوفمبر المقبل    تسليم 16 عقد عمل لذوي الهمم بالقاهرة    خلال مؤتمر «صحة أفريقيا».. إطلاق أول تطبيق ذكي إقليميًا ودوليًا لتحديد أولويات التجهيزات الطبية بالمستشفيات    فحص 829 مترددا خلال قافلة طبية مجانية بقرية التحرير في المنيا    السبت المقبل .. المنيا تحتفل باليوم العالمي للتبرع بالدم 2025    شاهد.. أرتفاع إيرادات فيلم "ريستارت" أمس    الخارجية الفلسطينية: عجز المجتمع الدولي عن وقف "حرب الإبادة" في قطاع غزة غير مبرر    ميرتس: الاتحاد الأوروبي يواجه أسابيع وأشهر حاسمة مع اقتراب الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية    أمانة العمال المركزية ب"مستقبل وطن" تختتم البرنامج التدريبي الأول حول "إدارة الحملات الانتخابية"    محافظ الجيزة يتفقد مستشفى الحوامدية للوقوف على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين    أفضل وصفات العصائر الطبيعية المنعشة لفصل الصيف    نساء الهجرة.. بطولات في الظل دعمت مشروعًا غيّر وجه التاريخ    ألونسو ردًا على لابورتا: نشعر في ريال مدريد بالحرية    محافظ أسوان يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد النصر    وزير الري يتابع إجراءات رقمنة أعمال قطاع المياه الجوفية وتسهيل إجراءات إصدار التراخيص    جهات التحقيق تأمر بتفريغ الكاميرات فى اتهام مها الصغير أحمد السقا بالتعدى عليها    وفاة والدة الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة وتشييع الجنازة في كفر الشيخ    أندية البرازيل مفاجأة مونديال 2025    عصمت يبحث إنشاء مصنع لبطاريات تخزين الطاقة والأنظمة الكهربائية في مصر    انتصار السيسي تهنئ المصريين والأمة الإسلامية بمناسبة رأس السنة الهجرية    تهنئة السنة الهجرية 1447.. أجمل العبارات للأهل والأصدقاء والزملاء (ارسلها الآن)    زيادة جديدة فى المعاشات بنسبة 15% بدءًا من يوليو 2025.. الفئات المستفيدة    جهات التحقيق تستعلم عن الحالة الصحية لعامل وزوجة عمه فى بولاق    بعد رحيله عن الزمالك.. حمزة المثلوثي يحسم وجهته المقبلة    بنتايج خارج القائمة الأولى للزمالك بسبب العقود الجديدة    نور عمرو دياب لوالدها بعد جدل العرض الخاص ل"فى عز الضهر": بحبك    إخلاء محيط لجان الثانوية العامة بالطالبية من أولياء الأمور قبل بدء امتحاني الفيزياء والتاريخ    هل الزواج العرفي حلال.. أمين الفتوى يوضح    بمناسبة العام الهجري الجديد.. دروس وعبر من الهجرة النبوية    دار الإفتاء تعلن اليوم الخميس هو أول أيام شهر المحرّم وبداية العام الهجري الجديد 1447    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصة الحقيقية ل «محور الشر»، بوش يحلم بفرض أبوة أميركا على العالم بالتعاون مع
نشر في التغيير يوم 12 - 05 - 2004


\r\n\r\n
\r\n \r\n
\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
\r\n\r\n\r\n
\r\n
\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وكماجرت العادة دعا بوش عددا من الضيوف البارزين ومن بينهم الرئيس الافغاني قرضاي الذي كان قد بدأ رئاسته منذ خمسة اسابيع. وبدأ الخطاب بالترحيب بالرئيس الافغاني والحديث عن نجاح الحملة العسكرية في طرد طالبان، غير ان مؤلف الكتاب يرى ان الجزء الحقيقي في الخطاب هو الذي يتحدث عن المستقبل، حيث ذكر الرئيس الاميركي ان اهدافه الكبرى هي القضاء على الاخطار التي فرضها الارهابيون والنظم التي تسعى الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل.
\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وقد خصص بوش جملة واحدة للحديث عن كوريا الشمالية، واخرى عن ايران، ولكنه خص العراق بخمس جمل. ثم قال ان دولا كهذه تشكل ما اسماه «محور الشر».
\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
من الكراهية الى الشر
\r\n
\r\n\r\n
\r\n \r\n
لم تكن هذه العبارة التي اشتهر بها من بنات افكاره، وقد يتساءل القاريء عن مصدرها ولتلك العبارة قصة اخرى يرويها الكتاب نقلا عن مايكل جرسون كاتب خطب الرئيس القابع في مكتبه الصغير بالجناح الغربي للبيت الابيض وكان مايكل قد أعد الخطوط العريضة لخطاب حالة الاتحاد في ثماني صفحات.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وكان بوش قد قال له انه يريد خطابا طموحاً يحدد القواعد الجديدة للعبة والتوجه الجديد الذي يعتزم تبنيه في السياسة الخارجية ولم يكن كاتب الخطب الرئاسية قد اطلع على تقارير المعلومات الحساسة التي كانت تأتي الى الرئاسة، ولكنه قضى وقتاً كافياً مع بوش خلال الشهور التي اعقبت 11 سبتمبر، مما ساعده على استيعاب وجهات نظره وحالته المزاجية.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
ولم يكن الرئيس يتحدث فقط عن مجرد مواجهة المخاطر، بل كان يتحدث عن اعادة توجيه السياستين الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة. وادرك كاتب الخطاب بوضوح ان زمن بوش ليس مثل ايام الحرب العالمية الثانية مع وجود رئيس اميركي ينتظر هجوم الاعداء لكي يرد عليه، وتوقع ان يتضمن خطاب حالة الاتحاد التحول الجديد.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
ويعتبر مايكل جرسون مثل بوش مسيحيا صليبيا كما يصف نفسه، ويقول عن نفسه ايضا انه «محافظ متحمس» وانه معجب بتقبل رئيسه لما يفعله جرسون من حقن لقناعاته الدينية والاخلاقية في خطبه، وقد انتهج في كتابتها اسلوبا ضمنه الخطب العديدة التي اعدها لبوش بعد 11 سبتمبر والتي ادمج فيها نزوعا توراتيا كبيرا وبسيطا..
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
واثناء اعداد خطاب حالة الاتحاد دارت مناقشات واسعة بين مايكل جرسون وكوندوليزا رايس ونائبها هادلي، وكلف بعض موظفي اعداد الخطب في البيت الابيض بمهمات للمساعدة فطلب جرسون من ديفيد فروم، احد الكتاب المحافظين، بالتفكير في صياغة جملة او اثنتين تلخص الحالة الخاصة باعلان الحرب على العراق.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
ويلاحظ فيما يتعلق بالحوار بين الرجلين ان الاخير رأى ان العلاقة التي يسعى بوش الى اقامتها بين نظام صدام حسين واحداث 11 سبتمبر توجد في رابطة الدول التي رعت الارهاب والارهابيين الذين لايكنون الولاء لدولة واحدة. وقد هداه تفكيره الى عبارة «محور الكراهية» واختار العراق بالذات من بين الجميع وهي عبارة تحمل صدى عبارة «قوى المحور» المعروفة ايام الحرب العالمية الثانية.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
ويبدو ان مايكل جرسون لم يقنع بتلك العبارة، ولكنها ذكرته بان ديك تشيني كان يربط بين اسلحة الدمار الشامل والارهاب في مناقشاته اثناء احدى الحملات الداخلية، ومن ثم رأى ان هذا هو المحور الذي يجب ان يتحدث عنه خطاب حالة الاتحاد ولذلك فقد غير عبارة «محور الكراهية» الى عبارة «محور الشر» وبذلك قام بتوسيع نطاق النظرية بحيث تصبح شريرة ومخيفة بدرجة اكبر ويبدو صدام حسين وكأنه عميل الشيطان، مما يوحي بان العلاقة بين نظامه واسلحة الدمار الشامل والارهاب الدولي قد تضع العالم على طريق معركة كبرى بين الخير والشر.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وعندما قرأت كوندوليزا رايس مسودة الخطاب ابدت سعادتها لان بوش سوف يستطيع اقامة علاقة بين اسلحة الدمار الشامل والارهاب.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
لان تلك المسألة كانت قد حذفت من الخطاب الذي القاه يوم 20 سبتمبر 2001 امام الكونغرس حتى لا يثير فزع البلاد اكثر مما حدث منذ ايام نتيجة احداث 11/9 واعربت رايس عن اعجابها بكلمة «محور» واعتبرتها ذكية، كما اعتبرت عبارة «محور الشر» اكثر ذكاء. وكانت هي وهادلي على علم بالتخطيط السري للحرب ضد العراق، وابدياخشيتهما من ان يخص الخطاب العراق وحده باعتباره تجسيدا للعلاقة بين محور الشر واسلحة الدمار الشامل والارهاب، خوفا من ان يبدو الخطاب وكأنه اعلان للحرب.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وكانت مستشارة الأمن القومي تحاول ان تضع رقابة مشددة على اللعبة المفضلة الدائرة بين الدهاليز في واشنطن حول موعد بدء الحرب. وارادت حماية عملية التخطيط ولكنها في الوقت نفسه لم تكن تريد اغفال فكرة المخاطرة العامة في وجود ارهابيين لديهم اسلحة دمار شامل، ولذلك اقترحت هي ونائبها هادلي اضافة دول اخرى.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وكانت كوريا الشمالية وايران الدولتين المرشحتين واعجب بوش بفكرة الثلاث: العراق وايران وكوريا الشمالية. وكان لهادلي رأي آخر بشأن اضافة ايران فقال ان فيها بنية سياسية معقدة مع وجود رئيس جمهورية منتخب بالرغم من بقاء السلطة الحقيقية في ايدي رجال الدين المتشددين، ووافقته كوندوليزا من حيث المبدأ، وابدت خوفا من توجيه انتقادات للرئيس تتهمه بعدم فهم ان ايران دولة مختلفة وان بها حركة ديمقراطية وليدة.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
واقترحت هي وهادلي الغاء ذكر ايران، ولكن بوش رفض، واصر على ابقاء اسمها ضمن محور الشر وعلى اتهام الدول الثلاث، ولكنه قال: «ان ايران دولة فريدة لان بها حركة للحرية ولانها منفتحة نسبيا مقارنة بدول اخرى يحكمها ثيوقراطيون».
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وسئل بوش عن رأيه في رد فعل الايرانيين عندما يعتبرهم جزءا من «محور الشر»، فقال انه يشك في ان الطلاب والاصلاحيين ودعاة التحرير سوف يغضبون من ذلك، وذكر انه اجرى حساباته ويعتقد انهم سوف يكونون سعداء.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
أبوة .. بالعافية
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
ذكره وودوارد بحديثه معه في صيف عام 2002 قبل حرب العراق عن رئاسته عندما قال له انه سوف ينتهز الفرصة لانجاز اهداف كبيرة، فعلق على ذلك بقوله انه يرى ان الحرية ليست هبة من اميركا للعالم، وانما هي هبة من الله الى كل فرد في العالم، وانه هو الذي قال ذلك في احدى خطبه، وان عليهم واجب تحرير الناس وهو يأمل الا يضطر الى فعل ذلك بالوسائل العسكرية، وعلى الرغم من هذا فذلك واجب عليه.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وسأله وودوارد: لو ترجمت مثل هذه الفكرة الى سياسة الا يمكن ان تبدو نوعا من فرض «أبوة خطيرة» على الشعوب في دول اخرى، فرد عليه بوش قائلا: «الا اذا كنت الشخص الذي تم تحريره» واضاف انه يريد العمل مع رؤساء آخرين في العالم في هذه الاستراتيجية الخاصة بالتحرير مثل قيادة بريطانيا واسبانيا واستراليا، وقال بوش «ان توني بلير وخوزيه ماريا ازنار وجون هوارد يشاركونني الحماس نفسه للحرية، وربما بدا ذلك «أبويا» بالنسبة لبعض النخب ولكن الامر ليس كذلك بالتأكيد بالنسبة لمن نحرره».
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
واذا عدنا بعد ذلك الى ما يكل جرسون كاتب خطابات بوش نجد انه انهمك في العمل على عدة مسودات لخطاب حالة الاتحاد واصبح سعيدا بأنه اهتدى الى لغة قوية وتحولت عبارة الدول الخطيرة الى الأمم المارقة» او «الدول المارقة» اما عبارة «محور الشر» فقد حملت اصداء الاعلان المستفز للرئيس السابق رونالد ريغان عام 1983 عندما اطلق على الاتحاد السوفييتي عبارة «امبراطورية الشر».
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وفي النسخة النهائية للخطاب تم تخفيف الحديث عن نشر الديمقراطية، وحكم القانون، وحرية الكلام، والتسامح الديني وحقوق النساء في العالم الاسلامي، فقال بوش في خطابه: «سوف تقف اميركا بحزم دائما الى جانب مطالب الكرامة الانسانية غير القابلة للتفاوض وقد تضمن الخطاب ثلاثا وستين فقرة واستغرقت قراءته ثماني واربعين دقيقة.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وبعد ذلك اعربت كوندوليزا رايس عن ثقتها بان عناوين الصحف الرئيسية سوف تتحدث عن رغبة بوش في الديمقراطية والتغيير السياسي في الشرق الاوسط ولكن وسائل الاعلام التقطت عبارة «محور الشر» باعتبارها شيئا جديدا واخضعتها للتحليلات فاصدر البيت الابيض تصريحا يفيد بان الحرب ليست وشيكة، ويحاول بحرارة اقناع وسائل الاعلام بان كلمة «المحور» تعني العلاقة بين الاسلحة والارهاب لا بين الدول الثلاث المقصودة.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
ولمن يكن رامسفيلد او ولفوتيز قد رأيا الخطاب قبل القائه، ولكنهما رأيا انه اوضح ان الرئيس اقتنع بما كان يرددانه عن العلاقة بين اسلحة الدمار الشامل والارهاب، وقد اصيب باول بالدهشة من التركيز الشديد علي تلك العبارة، وسرعان ما ادرك انها ستتحول الى قائمة عمل في وقت قريب. وسادت المجتمع الدبلوماسي زمجرة متذمرة، واصبحت تلك الكلمات بمثابة جرس انذار في جميع انحاء العالم، اما الدول الثلاث فقد نفت جميعها المزاعم التي جاءت في الخطاب، ووصفها نائب الرئيس العراقي قائلا: «ان بيان الرئيس بوش غبي».
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
واطلع بوش على تقرير عن اجتماع لكبار موظفي باول وزير الخارجية اقترحوا فيه بطريق غير مباشر ان يتراجع الرئيس عن موقفه، فتحدث الى كوندوليزا رايس التي كان مقررا ان تلقي خطابا يوم الجمعة في ذلك الاسبوع، وامرها بأن تذهب الى الاجتماع وتردد مايلي:
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
اننا جادون في هذا الامر اننا لن نتركه ولن نتراجع عنه، وكانت رايس ستلقي خطابها في مؤتمر العمل السياسي المحافظ وهو تجمع سنوي كبير للزعماء والناشطين المحافظين، ولذلك فقد استدعت رايس كُتّاب خطبها وطلبت منهم اضافة عبارات قوية بالنسبة لجميع الدول الثلاث، وقالت لهم ان العبارات يجب ان تكون واضحة واوجزت لهم على الهاتف ما كانت تريده بالضبط.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وقد نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقالا للكاتب تشارلز كراوتهامر يقول فيه: ان الخطاب كان اعلانا قصيرا للحرب. ويرى بوب وودوارد ان خطاب حالة الاتحاد ادى خدمتين لبوش، فهو من جانب بدا حازما، ولم يكن اي رئيس منذ ريغان قد صلصل بالسيف من قبل، ومن جانب آخر وفر الخطاب له غطاء للخطة السرية للعمل السري في العراق ثم الحرب.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وذات يوم قال ديك تشيني للجنرال تومي فرانكس انه يعد للقيام برحلة الى الشرق الاوسط في شهر مارس، وسأله عن الدول التي يجب ان يزورها، وماهي الدول الجاهزة لبذل تأييدها، والاستجابة، للضغط والمساعدة في الحرب ضد العراق، وقد اتفق رأي الاثنين على عشر دول محتملة على الاقل شملت اسرائيل وتركيا وفي يوم 6 مارس قدم فرانكس تقريره الى تشيني في واشنطن، وكانت معه ورقة سرية للغاية اعدها مع رامسفيلد وتحتوي على ما يحتاجه الاميركيون من كل دولة.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وقد تراوحت المطالب في بعض الحالات بين المساعدة النشطة، وربما بعض القوات والطائرات، او بعض العاملين في المخابرات، وكانت في حالات اخرى تتضمن مجرد اقامة قواعد، او حشد القوات، او الترانزيت ومنح حقوق عبور الطائرات للقوات المسلحة الاميركية، وتزعم الورقة ان كل الدول العربية او الاسلامية قد تكون ضد الحرب في العلن ولكن قد تكون كلها تقريبا راغبة في اسقاط صدام حسين، ويجب ان تكون مساعدتها سرية بدرجة او بأخرى.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
امد فرانكس ديك تشيني بمعلومات عن شخصية كل زعيم وكل مدير مخابرات، وكانت مهمة تشيني تحويل الضغط في كل دولة الى استطلاع شعور قياداتها ازاء العراق، ولكن ليس من الضروري توقيع اتفاقات او اتخاذ قرارات بشأن تفاصيل القواعد والقوات والطائرات والسفن وما عدا ذلك، والرسالة المطلوب ابلاغها الى رؤساء الدول هي: اذا استخدمت الولايات المتحدة القوة المسلحة فعليهم ان يكونوا جادين بشأنها.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
لقاء سري
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
يلاحظ في كتاب بوب وودوارد انه يلجأ احيانا الى رواية بعض الحكايات الطريفة الخاطفة، ثم يعود مرة اخرى الى سياق الموضوع الذي يتحدث عنه. فاذا عدنا معه الى رحلة نائب الرئيس الاميركي فإننا نجده يقول انها كانت كأنها نوبة ايقاظ بالنسبة لتشيني. وقد اصر الرؤساء على التصدي للحديث عن عملية السلام في الشرق الاوسط لا عن العراق ولا عن خطر صدام حسين او الارهاب.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وظل يستمع الى وجهات نظرهم التي ترى ان الافضل للرئيس بوش ان يعمل ويرمي بثقله على عملية السلام في المنطقة، وحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وكانت تلك هي نفس الرسالة التي ظل باول وزير الخارجية يبعث بها الى البيت الابيض دون توقف، كما ان تومي فرانكس يعتنق الفكرة نفسها ولكن تشيني كان يرى شيئا آخر ويصر على ان الشرق الاوسط لا يسير في الاتجاه الصحيح ويزعم ان السلام الدائم غير ممكن اذا ظل الرئيس ياسر عرفات زعيما للفلسطينيين.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
في الفصل الحادي عشر من الكتاب يكشف بوب وودوارد عن لقاء سري بين جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية وبين شخصين يصفهما بأنهما مهمان في العمل السري داخل العراق. وقد تم هذا اللقاء خلال شهر مارس بين مدير ال «سي. اي. ايه» وكل من مسعود برزاني وجلال طالباني زعيمي الجماعتين الكرديتين الرئيسيتين في المنطقة الكردية التي تساوي مساحة ولاية مين الاميركية.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وقد تمتعت منطقتا الزعيمين الكرديين بحكم ذاتي فعال بالاتفاق مع نظام بغداد ولكن تمركزت وحدات عسكرية عراقية على بعد عدة اميال فقط من المعاقل الكردية، وقد استطاع صدام ارسالها لقتال وذبح الاكراد كما حدث بعد حرب الخليج عندما تمردوا انتظارا منهم للحماية الاميركية، فقام بسحق التمرد مما اسفر عن مقتل عدة آلاف وفرار نحو مليون لاجيء الى كل من ايران وتركيا. ويشير الكتاب الى وجود عداء شديد بين الاكراد والحكومة التركية التي لم تعترف تاريخيا بالاقلية الكردية الكبيرة او لغتها.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
يقول وودوارد ان جورج تينيت حمل الى برزاني وطالباني رسالة واحدة تقول ان الولايات المتحدة جادة وقواتها المسلحة وال «سي. آي. ايه» قادمة والامر مختلف هذه المرة، فلن تكون المخابرات الاميركية وحدها. وسوف تقوم القوات المسلحة بالهجوم. واضافت الرسالة الاميركية ان بوش يعني ما يقول وان هناك عهدا جديدا، وسوف يذهب صدام.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
ويعلق المؤلف على ذلك بقوله: من الطبيعي ان تينيت نفسه لم يكن يعرف ما اذا كان ما يقوله حقيقيا، او ما اذا كانت الحرب على الابواب، ولكن كان عليه ان ينعش آمال الاكراد لكي ينال تعاونهم واشتراكهم، وكان مدير ال «سي. آي. ايه» آنذاك على وشك ارسال قواته شبه العسكرية وضباط وكالة المخابرات الى داخل العراق، حيث يعتبره بيئة خطيرة للغاية. ولم يكن هناك سبيل امام اي شخص وخاصة زعماء القبائل، للصدام معه.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
ويضيف وودوارد قوله ان تينيت كان يعرف ان كل شخص في ذلك الجزء من العالم يمكن ان يبيع شيئا ولعل المؤلف استقى هذاالحكم من فم مدير ال «سي. آي. ايه» نفسه، ولذلك فانهم لن يندهشوا من انه هو ايضا لديه شيء للبيع، وكان في حاجة الى حماية وضمانات والتزامات، ويقوم بعرض الشيء نفسه، وكانت هذه احدى الازمات التي واجهته، وهي تقديم وعود قد لا يفي بها.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
وكما قال واحد من اسلافه في الوكالة ان ال «سي. آي. ايه» لا تلعب وفق مباديء فروسية القرن التاسع عشر، فترمي القفاز، وتحدد موعد ومكان المبارزة، ذلك لان اعمال ال «سي. آي. ايه» السرية هي الجانب القذر في حلبة الصراع، وعلى الرغم من ذلك كان لدى تينيت حافز كبير هو المال، وكان في استطاعته دفع عشرات الملايين من الاوراق المالية فئة المئة دولار، واذا قام الموظفون المدنيون او الضباط في وزارة الدفاع.
@@START_COMMENTUnknown MainLeadImage(MainLeadImage)@@END_COMMENT\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n
او الدبلوماسيون في وزارة الخارجية الاميركية بدفع اموال للعمل على تغيير سياسة ما، فقد يكون ذلك تصرفا غير قانوني، وقد يعتبر جريمة رشوة، ولكن ال «سي. آي. ايه» هي الجهة الوحيدة في الحكومة الاميركية المفوضة بدفع الاموال للناس على سبيل الرشوة على وجه التحديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.